مريم طوسي بطلة سباقات العدو الإيرانية.. تتحدى الصعوبات

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تطمح للمشاركة في بطولة آسيا

TT

أحرزت العداءة الإيرانية مريم طوسي البالغة من العمر 25 عاما، لقب البطولة في سباقات 100 متر، و200 متر، و400 متر للسيدات في إيران، ولكنها تتحدى الصعوبات، وتعاني من حالة التمييز في مسيرتها الرياضية.

وبينما تعج صفحتها على «فيس بوك» بمئات الآلاف من متابعيها، تشتكي مريم من غياب المتفرجين خلال سباقات العدو في إيران. وتمكنت العداءة الإيرانية من كسب هذا الكم من المتابعين على صفحتها، لأنها تعتبر أول فتاة إيرانية تحرز لقب البطولة في سباقات العدو.

وتعود المشاركة الأخيرة لمريم في المنافسات الرياضية الدولية إلى بطولة التضامن الإسلامي بإندونيسيا، في عام 2013، إذ انتزعت ميداليتين ذهبيتين في سباقي 200 متر، و100 متر للسيدات، وحطمت الرقم القياسي في سباقات 100 متر في إيران.

ولم تتمكن مريم من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت بمدينة لندن في عام 2012 بسبب فارق زمني بلغ ثمانية أجزاء في المائة من الثانية، ولكنها تطمح للوصول إلى دورة الألعاب الأولمبية المقبلة، وإحراز لقب البطولة. وبعد ذلك، ستفكر مريم في الانخراط في المشهد الاجتماعي والسياسي.

وتشارك العداءة الإيرانية في الألعاب والمنافسات الدولية بالزي الإسلامي الذي جعل المنافسة بالنسبة لها مهمة صعبة بسبب ارتدائها ملابس ثقيلة، فيما ترتدي الأخريات أزياء خفيفة. غير أن الصعوبات لا تثبط من عزيمتها، بل تتذكر دوما ما قالته لها إحدى بطلات العالم في ألعاب القوى في إحدى المنافسات: «أنت البطلة الحقيقية، لأنك تخوضين المنافسات تحت هذه الظروف».

وقد التقت جريدة «الشرق الأوسط» العداءة الإيرانية مريم طوسي، وأجرت معها حوارا، فيما يلي نص الحوار:

* ما المنافسات الدولية المقبلة التي تستعدين لخوضها؟

- أستعد لمنافسات بطولة آسيا لألعاب القوى.

* هل تواجهين مشكلات؟

- عدم وجود المدرب المناسب هو أكبر عقبة أواجهها حاليا. لقد وعدتني اللجنة الأولمبية الوطنية بأنني سأتدرب مع مدرب أجنبي، غير أنها واجهت صعوبات في العثور على مدرب يكون بالمستوى الذي أنا عليه الآن، ويكون قادرا على أن يرتقي بقدراتي إلى المستوى المطلوب. أتدرب في الوقت الحاضر مع مدربتي الإيرانية السابقة.

* وهل من الضروري أن يقوم مدرب أجنبي بتدريبك؟

- تجعلني الأرقام القياسية التي أحرزتها على مستوى البلاد في مستوى الأوائل في القارة الآسيوية. ويجب أن أرتقي إلى مستوى أفضل مما حققته. وهذا يأتي ضمن مهام المدرب. أطمح للمشاركة في منافسات بطولة آسيا التي ستقام بعد أقل من 10 أشهر. وعليّ أن أعمل جاهدة بهدف المنافسة مع اللواتي يتمتعن بأفضل الإمكانيات.

* هل يجب أن تكون المدربة امرأة؟

- أجل.

* ولماذا يصعب العثور على مدربة أجنبية؟

- تمكنت من تحقيق نتائج جيدة في العام الماضي منها انتزاع أول ميدالية ذهبية لسباقات العدو للسيدات في المنافسات المحلية بإيران، بفضل مدربتي الروسية التي كانت أحرزت لقب بطولة العالم في سباقات العدو. ولكن الوضع مختلف في الوقت الحاضر، إذ يصعب العثور على مدربة.

* وما السبب وراء عدم استمرارك في التدريب مع مدربتك الروسية؟

- لم يقم الاتحاد الإيراني لألعاب القوى بتجديد العقد مع المدربة بعد انتهاء المهلة، والسبب قد يرجع إلى الأزمة المالية التي كانت تعاني منها المؤسسات الرياضية في إيران خلال فترة زمنية.

* هل هناك أسباب أخرى تمنع المدربات الأجنبيات من المجيء إلى إيران؟ وهل تعتقد المتدربات غير الإيرانيات أن الظروف المعيشية في إيران غير ملائمة أم لديهن انطباع مختلف عن الحياة في إيران؟

- قد يكون لديهن طابع غير صحيح عن إيران بسبب الدعايات السلبية التي يتم ترويجها، كما أن المدربة التي تقوم بمهمة التدريب في إيران ستكون لديها ظروف مختلفة عن نظرائها من المدربين الرجال بسبب ضرورة التزامها بالزي الإسلامي أو الحجاب. وهذا ما ترفضه كثير من المدربات.

* ما دراستك بالجامعة؟

- أدرس في فرع التربية البدنية السنة الأخيرة في جامعة طهران.

* هل أنت من مستخدمي «فيس بوك»؟

- لدي صفحة على «فيس بوك»، قام أحد المشجعين بفتحها. ولكن مدير أعمالي يديرها الآن، وأنا أشرف عليها، أستمتع كثيرا بقراءة التعليقات التي تعطيني الدافع للاستمرار.

* ما عدد الذين يتابعونك على «فيس بوك» وفي المباريات؟

- لا توجد أي دعاية تشجع المتفرجين على الحضور لتشجيع العداءات، وهم قلة.