بوكوفا المدير العام لـ«اليونيسكو» استهلت خطابها بالعربية

ثاني احتفالية باليوم العالمي للغة الضاد بباريس

إيرينا بوكوفا
TT

«أنا مسرورة جدا لافتتاح الدورة الثانية لليوم العالمي للغة العربية، وكنت آمل أن ألقي خطابي بها، اليوم، لكن هذا ليس ممكنا... ربما في السنة المقبلة». بهذه العبارات، استهلت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، كلمتها التي ألقتها بمناسبة 18 ديسمبر (كانون الأول) - اليوم السنوي للاحتفال باللغة العربية الذي يصادف تاريخ اعتمادها لغة من اللغات المقررة في تعاملات الأمم المتحدة.

القاعة التي احتشدت بضيوف الحفل من المربين والخبراء والإعلاميين، نهار أول من أمس، صفقت للمديرة البلغارية التي واصلت خطابها بالفرنسية ثم بالإنجليزية، مشيرة إلى فضل العلماء العرب على نهضة أوروبا، وبالأخص الطبيب والفيلسوف ابن سينا الذي وضع كتابه الشهير في الطب «القانون» باللغة العربية.

وكان السفير زياد الدريس، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى «اليونيسكو» ورئيس الخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية، قد افتتح الاحتفالية بكلمة جاء فيها أن «لا أحد يعشق لغته كما يفعل العرب. لكنه عشق لا يرافقه عمل يعبر عنه، لأن التعبير عن عشقنا للغتنا وتكريمنا لها إنما يكون بأن نتكلم بها باعتزاز وأن نفتخر ونتباهى بالحديث بها، لا أن نتباهى بالحديث بغيرها».

وأضاف الدريس أن المديح الخطابي للعربية لا يجدي كثيرا ولا ينفع في اكتساب متحدثين جدد بها ولا استعادة المارقين منها. فاللغة والهوية توأمان. وهناك فروقات كثيرة بين الهويات الهدامة والبناءة، تكمن في اللغة، وهي من معايير قياس نهوض الحضارات وانهيارها.

وانتهز الدريس مناسبة اليوم العالمي للغة العربية لتقديم تحية لذكرى الدكتور محمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السابق في السعودية، الذي رحل عن عالمنا في الشهر الماضي. وعرضت على شاشة مكبرة نسخة من وصية الرشيد لأبنائه وفيها عبارة مؤثرة يوصيهم بها بحب العربية وتحبيبها للآخرين. وتسلم نجل الرشيد، الذي كان حاضرا في القاعة، لوحة تكريمية تمثل الراحل الكبير.

كما تحدثت في الجلسة الافتتاحية منى خازندار، المديرة العامة لمعهد العالم العربي في باريس، عن دروس تعليم العربية للكبار والصغار التي ينظمها المعهد من خلال مركز خاص للغة والحضارة العربية وبإشراف وزارة التربية الوطنية، وقالت إن الدروس تجري على شكل حلقات صغيرة تسمح بتعلم أفضل وتواصل كاف مع المعلم. وفي العام الماضي، بلغ عدد الدارسين في تلك الفصول 1600 متعلم، هذا عدا ورشات لتعليم الخط العربي.

وقد تلت جلسة الافتتاح 3 جلسات مثيرة في نقاشاتها، دعي للحديث فيها متخصصون وباحثون، بعضهم من نجوم الفضائيات التلفزيونية. وخصصت الأولى لمناقشة سؤال: هل ساهمت الفضائيات العربية في نشر اللغة خارج الحدود؟ بينما دارت الثانية حول دوافع النسخة العربية من الفضائيات الأجنبية، لتتركز الثالثة حول مساهمة الإعلام الجديد في إعادة الشباب العربي إلى لغته.