وزارة الثقافة العراقية تنظم مهرجانا للمأكولات الشعبية يثير جدلا واسعا

في ختام مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013

جانب من المهرجان (« الشرق الأوسط»)
TT

فضلت وزارة الثقافة العراقية، أن تختتم عام 2013 بإقامة أول وأغرب مهرجان دولي للأكلات الشعبية وضمن فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية، بمشاركة سبع دول عربية وأجنبية، لأجل التعرف على ثقافات الشعوب وأطباقها الشهيرة، ووعدت أن يكون سنويا، مقابل ذلك انتقد مثقفون وإعلاميون فكرته ووصفوها بالفارغة وغير المناسبة مع ظروف البلاد الصعبة.

دائرة العلاقات الثقافية إحدى دوائر وزارة الثقافة تولت تنظيم المهرجان في واحد من أهم فنادق العاصمة بغداد فندق كريستال غراند (عشتار شيراتون سابقا) بحضور ممثلي سفارات الدول المشاركة وهي كل من (السودان وتركيا وسوريا وهولندا وأميركا ولبنان وفلسطين) إضافة لمشاركات مطاعم فنادق الدرجة الأولى في بغداد مثل فندق فلسطين وفندق بغداد وفندق المنصور، وكذلك منظمة فينوس النسوية في تقديم الأكلات الشعبية العراقية لمختلف مدن العراق، بطريقة عرض لافتة، نالت استحسان الجميع، كونها كسرت الجمود الحاصل مع مهرجانات سابقة اعتمدت على الكلمات والخطب الثقافية المعتادة.

عن فكرة المهرجان، والانتقادات التي وجهت له، قال عقيل المندلاوي مدير عام دائرة العلاقات الثقافية في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «المهرجان أقيم بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كجزء من التراث الثقافي للدول العربية، وفكرته تتلخص بطريقة إعداد وتقديم الطعام في عدد من الشعوب بشكل يعكس مستوى الوعي الصحي والتراثي وحتى البيئي».

وأضاف: «يهدف المهرجان إلى تعزيز التواصل بين الشعوب والتعرف على تقاليدها في إعداد الطعام والتفاعل مع السفارات والمنظمات الثقافية في البلاد، كما أن فكرته متداولة ومعروفة في الكثير من الدول لكن في العراق ينظم لأول مرة الأمر الذي استغرب منه الجميع».

وختم المندلاوي كلامه بالقول: «نطمح أن يكون المهرجان سنويا، ويحظى بمشاركات أوسع، حيث سنضيف له في العام المقبل تنظيم مسابقة لأفضل ثلاثة أطباق مشاركة». مهرجان المأكولات الشعبية، تميز بأكلات تعرض لأول مرة، مثل الأجبان الهولندية بأنواعها المميزة، والحلويات السورية الشهيرة، وكذلك توفير أجواء مناسبة لتذوق أنواع المأكولات للجمهور الذي استمتع بمهرجان جديد وفريد من نوعه في بغداد. الفنان سامي نسيم، استغرب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إقامة المهرجان قائلا: «هذا عبث وتفريط بأموال بغداد عاصمة الثقافة، وكان الأجدى الاهتمام بالموسيقى مثلا على الاهتمام بالأطعمة، بعد أن رفضت دائرة الفنون الموسيقية إقامة ملتقى بغداد للعود».

فيما قال الناقد السينمائي كاظم مرشد: «مثل هذه المهرجانات تقام في الكثير من المدن، ولكن قد تكون هذه المدن مستقرة، وإقامة هذه المهرجانات جزء من الترفيه ودلالة على استقرار البلد، لكن في العراق يكون مستغربا إقامته في ظل أوضاع صعبة كالتي يعيشها المواطن اليوم». وحظي مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 الذي أقرته منظمة اليونيسكو بالكثير من الفعاليات الفنية والثقافية خلال عام كامل، كان آخرها إقامة مهرجان للمأكولات الشعبية.