جيرار ديبارديو يقف على المسرح ليقرأ رسائل حب مع آنوك إيميه

النجم الفرنسي المهاجر يشكل ثنائيا مثيرا مع بطلة فيلم «رجل وامرأة»

ديبارديو يفعل ما يروق له فحسب - الممثلة آنوك إيميه
TT

إنه الفنان المشاكس الذي رفض تهكم رئيس الوزراء عليه فتخلى عن جوازه الفرنسي وتقبل جواز سفر روسيا من الرئيس فلاديمير بوتين. وها هو يعود إلى باريس، حاليا، ليشارك في عرض مسرحي مع آنوك إيميه، الممثلة القديرة القليلة الظهور التي ما زال عشاق السينما يتذكرونها في فيلم «رجل وامرأة» للمخرج كلود لولوش. أي مفاجأة سارة وهدية استثنائية يقدمها الاثنان للجمهور مع مطلع العام الجديد؟

على مسرح «أنطوان» في باريس، بدأ هذا الأسبوع عرض «رسائل حب»، وهي مسرحية من شخصين تقوم على تبادل قراءة نصوص عاطفية بين رجل وامرأة، كتبها الأميركي إي آر غيرني في عام 1988 وما زالت المسارح تستعيدها من دون انقطاع. وقد سبق لآنوك إيميه أن قرأت فصولا من تلك الرسائل في عروض سابقة، شاركها فيها بالتناوب كل من الممثلين جان لوي ترنتنيان (شريكها في بطولة فيلم «رجل وامرأة»)، وبرونو كريمر، جاك فيبير، فيليب نواريه، والآن ديلون. لكن ديبارديو لا يبدو مكترثا كثيرا لهذه التجربة. وفي مقابلة معه نشرها «الجورنال دو ديمانش»، أمس، قال إنه لم يعد يوجد ممثل جدير بهذه الصفة. وأضاف أن التمثيل بات مهنة مضجرة بالنسبة له.

تدور المسرحية حول صديق وصديقة لم يلتقيا قط، لكنهما يواظبان على تبادل الرسائل منذ الطفولة، ومن خلال تلك الرسائل يتابع المتفرج سيرة حياتيهما، مع نظرات حول ما يجري في المجتمع من تطورات. وكان جان مارك دومونيه، الذي يدير مسرح «أنطوان» مع النجم والمنتج التلفزيوني لوران روكييه، قد قدم عرضا ناجحا بعنوان «مجهول في هذا العنوان» وراح يبحث عن نص يمكن له أن يواصل مسيرة النجاح. وهكذا توصل مع شريكه إلى هذه الرسائل التي يتشارك في قراءتها ممثلان، لا غير، حيث يأخذ المتفرج دور المستمع لنص يؤديه فنانان يعرفان كيف يمسكان بتلابيبه فلا يشرد أو يشعر بالملل. وتولى الإخراج بنوا لافيني.

وإذا كان هذا العرض الذي يستمر لسبعة أيام فقط، مجرد فاصلة عابرة في مسيرة ديبارديو، وفرصة لإعادة الصلة مع جمهوره الأصلي، فإن آنوك إيميه تخوض فيه تحديا جبارا، حيث تقوم بدور عاشقة، رغم أنها تجاوزت الثمانين من العمر. ويقول وكيلها الفني إن هذا النوع من الأدوار موجود في جيناتها الوراثية، ولا يمكنها أن ترفض تأديته مهما تقدمت في السن. ولا شك أن الفترة المددة بأسبوع واحد تناسبها مثلما تناسب شريكها في البطولة، الممثل الذي يوزع إقامته ما بين روسيا وبلجيكا، ويرتبط حاليا بتمثيل فيلم جديد ومسلسل تلفزيوني.

ولأن المسرح حديث التشكيل، فقد تفهم ديبارديو الأمر ووافق على تلقي أجر معقول لا يتناسب مع الأرقام الباهظة التي يقبضها في العادة. لقد بلغ من الثروة ما يسمح له بتحقيق نزوات فنية من حين لآخر. ثم أن عائداته من «البزنس» تفوق تلك التي تأتيه من السينما. وحسب المنتج، فإن الممثل كان من اللياقة بحيث قبل أن يكون أجره مساويا لأجر شريكته في البطولة.

تمرن الاثنان على العرض بعيدا عن الأعين الفضولية وكاميرات الصحافة. وغالبا ما كانت جلسات القراءة تعقد في بيته أو بيتها. لكن التمارين كانت قليلة نظرا لأن الممثلين لن يحفظا النص على ظهر قلب، بل سيمسكان بالرسائل بين أيديهما. ولعل هذا ما شجع ديبارديو على القبول وخوض التجربة. فهو، حسب مقابلته المنشورة أمس لم يعد محتاجا لأن يعمل لكي يكسب قوته. لذلك فإنه من المحظوظين الذين يمتلكون الحرية في أن يقوموا بما يروق لهم، حيثما راق لهم، ومتى شاءوا.