المشهد: أعلى تقدير يمكن لناقد سينمائي الحصول عليه هو فيلم عن حياته

فيلم عن الناقد الذي لم يرحل

روجر إيبرت
TT

* قد يجمع الناقد من حوله معجبين، وقد يكتب فيؤثر في القارئ أو حتى في صانعي العمل السينمائي، أو ربما ينال وساما من الدولة أو تقديرا من مهرجان، لكن أن يجري تحقيق فيلم عنه، فإن ذلك هو أجمل ما يمكن مكافأة الناقد به وأعلى ما يمكن إسداؤه إلى تاريخه ودوره من تقدير.

أن يجري إنتاج فيلم عن ناقد سينمائي، فهذه تحية لكيان سينمائي ملتصق بالصناعة السينمائية بقدر ما هو منفصل عنها. قريب منها بقدر ما هو متباعد. شغوف بها بقدر ما هو منتقد لها.

في مهرجان «صندانس» الذي انطلق، أول من أمس، ويستمر حتى الـ26 من هذا الشهر، فيلم تسجيلي عن حياة الناقد المعروف عالميا روجر إيبرت بعنوان «الحياة ذاتها» أخرجه ستيف جيمس ليجول في تاريخ إيبرت والإرث الذي تركه وراءه عندما رحل في الرابع من أبريل (نيسان) العام الماضي.

حقيقة أن الفيلم استقبل عروض شراء حتى من قبل أن يبدأ المهرجان أعماله تبقى مبعث دهشة، وترفع من شأن الموضوع الذي يثيره. ما المحطة التلفزيونية التي تتوخى أن يثير الفيلم قاعدة عريضة من المشاهدين؟ كيف ستنجح ساعة ونصف ساعة عن حياة ناقد سينمائي تستعين بوثائقيات وتواريخ وأفلام صورتها زوجته عنه من زاوية علاقة أسروية بحتة في جلب جمهور كاف لشراء الفيلم، على أمل توزيعه في صالات السينما؟ لماذا هذا الاهتمام بأسره في حياة واحد كانت هوليوود كثيرا ما تأخذ حذرها منه. تهابه وتنزعج إذا ما أعطى أحد أفلامها إشارة الإبهام إلى الأسفل التي اشتهر بها؟

هل الإجابات بأهمية الأسئلة المطروحة؟ ربما، لكنها تبقى مثيرة بحد ذاتها. مدعاة لفخر شخصي، كون روجر إيبرت وهذا الناقد ومئات النقاد المحترفين الآخرين يشتركون في المهنة ذاتها. هنا قابلت روجر إيبرت أكثر من مرة. في هذا المطعم جلسنا نأكل الهمبرغر، وفي ذلك المطعم رأيته جالسا مع مجموعة من طلاب السينما وهواتها يتحدث لهم ويرد على أسئلتهم. أمور لا تقع كثيرا بيننا في عالمنا العربي، ولا يوجد من يحركها من سباتها. الفارق هو أن روجر إيبرت وشلة أخرى من نقاد السينما في الغرب يعرفون وجوه قرائهم، بيننا نشأنا نحن نكتب وبيننا وبين تلك الوجوه ستارة لا يسعى معظمنا إلى إزاحتها، ليكون التواصل أكثر فاعلية.