الفن المغربي يتجاوز حدود الهوية

معرض «صنع في المغرب».. خليط فني يعكس الحقيقة لكنه لا يستنسخها

عمل للفنان حسن بخاري
TT

يثير الفن المغربي الفضول، ويجذب الاهتمام بقدرته على تجاوز حدود الهوية بكل مكوناتها الوطنية والدينية والعرقية. هذا التميز الفريد من نوعه تجده حاضرا بقوة في معرض الفنون المغربية بلندن المقام في «آرت مور هاوس» غاليري.

«صنع في المغرب» (ميد إن موروكو) يتضمن أعمال سعيد قضيض وحسن بخاري ومصطفى امنين، إذ عكست لوحاتهم خليطا فنيا يحمل في طياته تعابير روحانية تشمل جميع جوانب الحياة بهدف عكس الحقيقة بأبهى صورها، متفاديا استنساخها في صورة طبق الأصل.

يستعمل الخشب والحجر والدهان والخزف لتمثيل ملامح الإنسان في صورة غير واضحة تفتح المجال للخيال وتلوح بمعان فلسفية وروحانية عميقة عبر أعمال فنية تجريدية، ثنائية الأبعاد، مزخرفة بنقوش هندسية عريقة.

يستند الفنان المغربي سعيد قضيض إلى الألوان المائية في لوحاته لتمثيل الحياة القروية والحضرية المغربية في صورة مجازية. يمزج بين ألوان دافئة في لمسة ناعمة ومتوازنة تسافر بزائري المعرض اللندني إلى أعماق شمال أفريقيا.

وصار حسن بخاري غنيا عن التعريف في الساحة الفنية المغربية، بفضل لوحاته المتقنة وتقنيته الدقيقة التي تجعل أعماله الفنية أشبه بالصور الفوتوغرافية، وهو يستوحي لوحاته من المناظر القروية الخلابة والقطع الزخرفية المحلية والأثاث المغربي الأصيل والملابس التقليدية الملونة. أما مصطفى امنين فيأتي برؤيته الخاصة للتراث والتاريخ المغربي في لوحات تمزج بين الأصالة والمعاصرة، إذ يستند إلى جمالية الخط العربي وبصمات القطع النقدية المرسومة فوق مزيج من الألوان الساطعة والبيضاء. ولعل ما يزيد من تميز أعمال امنين هو استعماله لأغاني الأعراس الشعبية وتخطيطها من خلال فن الكتابة العربية، محولا الحروف تدريجيا إلى رسوم تعكس مفاهيم جديدة.

وبالإضافة إلى اللوحات الفنية المبدعة لم تفشل القناديل المزخرفة التي تتخلل أركان المعرض في جذب اهتمام الزوار بجماليتها ورسوماتها المتقنة. لا يصعب على الزائر تخيل «معلم» حرفي في إحدى المدن القديمة ينقش هذه القناديل بطريقة متقنة توارثت عبر الأجيال.