طلبة وأصدقاء الفنان التشكيلي رافع الناصري يستذكرون إنجازاته الإبداعية

رحل غريبا في عمان ووزارة الثقافة لا تملك أيا من أعماله

جانب من الندوة الاستذكارية للفنان رافع الناصري ببغداد («الشرق الأوسط»)
TT

بحضور حشد من زملائه وطلابه ومحبيه، وبمناسبة مرور أربعين يوما على وفاته، استذكرت وزارة الثقافة العراقية الفنان التشكيلي الراحل رافع الناصري، شملت افتتاح معرضا ضم أعمالا للمحتفى به، لم يشاهدها أغلب الفنانين، إضافة إلى جلسات نقاشية وكلمات وثقت إنجازاته وحكاياته وانتقالاته الفنية والحياتية ومعارضه حتى يوم وفاته في العاصمة الأردنية عمان. وكان غاليري نخلة الخاص ببغداد قد استهل الاحتفاء بالفنان الراحل قبل أن تتذكره وزارة الثقافة العراقية.

في كلمته الافتتاحية، ثمن فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة مسيرة الراحل الفنية قائلا: «استطاع الفنان أن يصبح علما ويرفع اسم العراق عاليا خارج الوطن وداخله، وأن يصبح أحد الخبراء في كثير من الدول لمن يقتني اللوحات أو يحاول التعرف عليها سواء في العراق أو الشارقة أو البرتغال أو لندن».

وأكد: أن «ما يؤسف له أننا في وزارة الثقافة لا نمتلك أي مجموعة من لوحاته ولا في أي مكان من العراق، ونأمل أن نستطيع أرشفة وتوثيق أعمال هذا الفنان الكبير من خلال طبع صور لأعماله أو إصدار كتاب مصور عنها مع نبذة عن حياته كي تكون مرجعا لكل الفنانين.

بدوره قال جمال العتابي، مدير دائرة الفنون التشكيلية: «يعد الراحل رافع الناصري أحد أهم رواد الفن التشكيلي العراقي وأسس له مناهج جديدة، إذ إنه عمل في عام 1974 على تأسيس فرع الغرافيك في معهد الفنون الجميلة وتتلمذ على يديه المئات من الطلبة المبدعين الموزعين في أرجاء العالم، وظل على مدى 50 عاما يعمل بجد واجتهاد، إلى ما قبل رحيله بأيام حيث احتضن المتحف الوطني الأردني للفنون معرضا له تحت عنوان (رافع الناصري.. 50 عاما من الرسم والطباعة) ضم أكثر من 90 لوحة فنية مختلفة الأحجام وكانت بعضا من أعماله التي رسمها خلال مسيرته الفنية منذ عام 1960، وقد افتتح المعرض في 11 / 11 / 2013.

وأضاف: «إن فترة الستينات كانت فترة ازدهار ثقافي وفني وهي الفترة السياسية التي أنتجت جيلا مثقفا وواعيا، وقد دخل التجديد في كل المجالات الفنية والثقافية وكان الناصري مجددا في تلك الفترة مع زملائه وقد ترك أثرا كبيرا في ساحة الفن التشكيلي خاصة وأنه مؤسس لفن الغرافيك في العراق».

وشهد حفل الاستذكار افتتاح المعرض الفني للراحل، وضم ثماني لوحات من مقتنيات المتحف الوطني للفن الحديث ومعرضا آخر للوحات الفنان مطابقة للأصل على قماش (الكانفاس)، وعددها 11 لوحة، بالأبعاد الحقيقية للوحات».

إضافة إلى عرض فيلم وثائقي خاص بالمناسبة عن الفنان الناصري، يحكي قصة حياة فنان عشق اللون والطباعة والغرافيك، فنان أحب طلابه وأحبوه.

يقول الفنان سالم الدباغ وهو من أصدقاء ومجايلي الناصري: «تعرفت على صديقي رافع سنة (1958) وهو طالب في المرحلة الثانية في معهد الفنون، كان مجدا في عمله ومثابرا، سافر بعدها في زمالة إلى الصين في أقصى الشرق، وبعد ذلك حصل على زمالة إلى البرتغال في أوروبا، وأن انتقال رافع من الشرق إلى الغرب كان له أهمية كبيرة في تكوين شخصيته الفنية».

وطالب الدباغ وفي ختام حديثه أن تسمى إحدى قاعات معهد الفنون الجميلة باسمه، إذ إنه كان أستاذا ورئيسا لقسم الغرافيك في المعهد المذكور ولمدة طويلة وتخرج على يده أجيال من الفنانين العراقيين.

أما الناقد عادل كامل فقد قال: «إن تأثيرات لوحات الفنان رافع الناصري أيضا كبيرة فهو أسس في عام (1974) فرع الغرافيك، وقد واجه الناصري في فترة ما بعد الرواد تحديات كبيرة، إذ كان هذا الجيل متأثرا بالأوضاع العربية والعالمية. مضيفا: «إن الحلول الجمالية عند الناصري كانت تلازم حياته اليومية والذي كان يعمل على مدار الساعة، وفي عام (1991) بعد الحرب رسم مجموعة من الأعمال وقال ستشاهدونها بعد أن أموت، أغلقت هذه الأعمال ولم نرها، ثم قال لا وجود لي في هذا الوطن واختار المنفى».

بدوره أكد عاصم عبد الأمير خلال الحلقة النقاشية للفنان على مدى نصف قرن أن: «الناصري كانت له طوال سنواته الفنية خبرة أخذها عن تكريت، هذه الأرض الجبسية التي لا زرع فيها، وهناك علاقة تكاد تكون جدلية بما هو أرضي وبما هو سماوي لم يستطع التفريط بها أو التخلي عنها».