مبيعات «الكمأ» في السعودية تقدر بعشرة ملايين دولار

حرس الحدود حذر الباحثين عنه من تجاوز الحدود الدولية وتطبيق الأنظمة

باعة كمأ ومتسوقون في الرياض (تصوير: خالد الخميس)
TT

قدر عاملون في تجارة بيع «الكمأ»، وهو نوع من الفطر الموسمي الذي يخرج بعد هطول الأمطار في الصحراء السعودية، أن تبلغ مبيعاتهم هذا العام نحو 37 مليون ريال (عشرة ملايين دولار)، موزعة على أسواق السعودية الواسعة ودول الخليج العربي كافة، مشيرين إلى أن معدل الاستهلاك اليومي يقدر بنحو سبعة أطنان في منطقة الخليج من «الكمأ».

ويوجد فطر «الكمأ» على الطبقة الأرضية السطحية والمباشرة لقدم الإنسان حين يخطو على الأرض، بعد نزول الأمطار، إذ يشير أحمد العنزي، وهو بائع متجول، إلى أن هذا العام شهد موسما مطريا جيدا، مما نتج عنه خروج كميات كبيرة من الكمأ وتوفره في الأسواق بشكل سريع، مشيرا إلى أن بداية فبراير (شباط) هو الموسم الذي جرى فيه التجميع من الصحراء السعودية ثم تدخل عملية التنظيف، فالتعليب في حاويات وصناديق إلى السوق. وأضاف العنزي أن موسم البيع هذا العام قد يمتد إلى 40 يوما، لتوفر كميات كبيرة في السوق، مبينا أن مدينة حفر الباطن (شمال شرقي السعودية) المجاورة لدولة الكويت هي المركز الرئيس لبيع مثل هذا النوع من النبات، إذ يوجد فيها سوق كبيرة تشتهر ببيع «الكمأ» تحوي مئات الأطنان.

وفي ما يتعلق بالأسعار، يشير فهد الظفيري، أحد تجار «الكمأ»، إلى أن الأسعار تختلف باختلاف النوع والحجم، وبين صندوق وآخر بحسب جودة «الفقع» الذي يحتويه الصندوق، موضحا أن الأسعار بلغت نحو 240 دولارا للصندوق (900 ريال سعودي).

ويتسابق المهتمون على المناطق الحدودية مع الكويت بازدياد يوما تلو الآخر، حيث يكثر الكمأ في تلك الأماكن، وبعضهم يتجاوز الحرم الحدودي متناسين الأنظمة والقوانين الخاصة بأمن الحدود.

وفي السياق ذاته، أكدت إدارة حرس الحدود أنها لن تتهاون في تطبيق التعليمات والأنظمة الخاصة بأمن الحدود وإحكام السيطرة الأمنية عليها من خلال فرض العقوبات والغرامات المشددة على الأشخاص المتجاوزين لحرم الحدود، خصوصا ممن يتنزهون أو يبحثون عن «الكمأ».

وقال العميد محمد الغامدي المتحدث باسم حرس الحدود إن الإحصاءات في الفترة الأخيرة تشير إلى ارتفاع معدلات وجود الأشخاص على طول حدود المنطقة الشمالية والشرقية؛ نتيجة للموسم وكثرة الأمطار التي نتج عنها كثرة الكمأ، مما دفعهم إلى التجاوز لحرم الحدود لجمع الكمأ، معرضين أنفسهم وأمن بلادهم للخطر، مشيرا إلى أن الكثير منهم تناسوا أن المواطن هو رجل الأمن الأول وعمدوا إلى عدم حملهم الأوراق الثبوتية لهم، واستغلوا النساء والأطفال في الوجود في المناطق المحظورة بغرض إعاقة رجال حرس الحدود في تطبيق نظام أمن الحدود بحقهم.

وطبقا للبيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية أمس، أكد العميد البحري الغامدي أهمية التقيد بالتعليمات التي تصدر عن حرس الحدود والاسترشاد باللوحات الإرشادية التي تنص على عدم الاقتراب من منطقة الحدود واستشعار خطورة الموقف.

وبالعودة إلى «الكمأ» أو «الفقع» كما يسمى محليا، فهو يشهد اختلافا تصنيفيا من النبات أو الفاكهة غير الناضجة أو نوع من التربة النافعة للأكل، إلا أنهم أجمعوا على أن سبب تسميته بهذا الاسم المصطلح عليه في أنحاء السعودية والخليج هو طريقة خروجه على سطح الأرض التي تجري على شكل تورم المنطقة الترابية التي يقع تحتها هذا النبات إعلانا عن نضوجه التام مما يسهل تجميعه بسهولة، في حين يرى البعض أن مظهره يوحي بتفجر نواته الداخلية بشكل جعله «متورما» وغير ثابت الشكل.