باسم يوسف يعود في «البرنامج» ويؤكد أنه «ما بيتهزمش»

المصريون ينتظرون بشغف إطلالته الليلة عبر قناة «إم بي سي مصر»

TT

تنطلق الليلة الحلقة الأولى من برنامج «البرنامج» لباسم يوسف بعد قراره الأخير بأن يحط به على شاشة «إم بي سي مصر». المشاهدون في مختلف العالم العربي، ولا سيما في مصر، ينتظرون هذه الإطلالة بشغف، بعد أن جرى إيقاف باسم يوسف عن تقديم برنامجه في موسمه الثالث على قناة «سي بي سي» المصرية. أما خلفية توقيفه يومها (في نوفمبر «تشرين الثاني» الماضي) فتعود إلى اعتبار المحطة المذكورة أن باسم يوسف لم يلتزم بالسياسة التحريرية لها.

ماذا ستحمل الحلقة الأولى من «البرنامج» وممن سيسخر باسم يوسف فيها؟ سؤال لم تشأ محطة «إم بي سي» الإجابة عليه، كي لا تفوت على المشاهد عنصري المفاجأة والمباغتة اللذين عرف بهما مقدم البرنامج. ولكن علمت «الشرق الأوسط» أن باسم يوسف يحمل في جعبته مادة تلفزيونية شيقة ولاذعة على السواء، لن تسلم منها قناة «سي بي سي» التي يحمل لها مقدم البرنامج في قلبه شيئا من العتب لتخليها عنه.

أما باسم يوسف فقد وعد جمهوره بتزويده بجرعة مضاعفة من المواضيع الشيقة والملفات الساخنة، معبرا عن شوقه الكبير للذين افتقدوه، وواصفا الحلقة الأولى من برنامجه بأنها «شكل ثاني»، وتوجه إلى جمهوره بالقول: «انتو لسه ما شفتوش حاجة».

وكانت قناة «إم بي سي مصر» قد بدأت منذ نحو اليومين في الترويج لبرنامج المقدم التلفزيوني (الطبيب المصري سابقا) من خلال عرض إعلان مصور له. تدور فكرته داخل سيارة نقل (إشارة إلى قناة «سي بي سي») يقودها رجل صعيدي (أي الأشخاص المشرفون عليها) وفي داخلها «كركبة أغراض» (أي مواضيعه المتنوعة)، وباسم يوسف ملفوفا بالنايلون كرزمة لا تتحرك (بمعنى أنه كان مقيد الرأي) وإلى جانبه ولد (المشاهد). ثم لا يلبث أن يرميه السائق على قارعة الطريق مع الولد الذي كان برفقته (إشارة إلى تخلي قناة «سي بي سي» عنه)، فيبدأ باسم يوسف بالقفز على طريقة الـ«كانغرو» باحثا عن منفذ بعد إفلاته من العربة. وينتهي الإعلان على هذا المشهد المرفق بعبارة «احذر الوقوف المتكرر» (نظرا لتوقيف عرض البرنامج أكثر من مرة واحتمال توقيفه مرة جديدة). وقد كتب على أعلى الصورة «ابتداء من 7 فبراير mbc مصر».

في المقابل صور فريق إعداد برنامج باسم يوسف إعلانا آخرا عرض على موقع «يوتيوب»، ويظهر فيه وكأنه في كواليس أو مطبخ برنامجه. وتدور الكاميرا في إيقاع سريع لا تخلو مشاهدها من التلميحات والغمز في قنوات مواقف سبق وتعرض لها. وينتهي بعرض جمل قصيرة بالأبيض والأسود تقول: «البرنامج ما بينتهيش... ما بيخلصش... ما بيتهزمش... ما بيتوقفش... ما بيمتنعش.. البرنامج ما بتروحش عليه»... وفي النسختين يحاول باسم يوسف أن يوصل رسائل مباشرة إلى الذين تخلوا عنه على طريقته اللاذعة.

وإثر انتشار خبر عودة باسم يوسف إلى الشاشة الصغيرة، نشطت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهذه الإطلالة وخصوصا من المصريين. فكتب أحدهم على «فيس بوك» يقول: «101 في المائة من شعب مصر هيتفرجوا على باسم يوم الجمعة»، بينما نشر أحد معجبيه صورة لمقدم البرنامج كتب عليها: «عذرا نيوتن، باسم يوسف هو سر الجاذبية». وترك أحد المصريين ملاحظة تقول: «الحراق راجعلك يا بلد»، بينما كتب أحدهم وباختصار تحت الملصق الإعلاني لبرنامج باسم يوسف على قناة (إم بي سي مصر): «وأخيرا.».... ومن التعليقات الطريفة في هذا الإطار هي تلك التي كتبها أحد معجبيه على صورة مفبركة في صفحة برنامج «البرنامج» تظهر الممثل المصري هنيدي يرد على سؤال والدته له: «المدرسة واللا باسم يوسف يا طه؟» فيرد عليها: «باسم يوسف طبعا».

وفي لبنان انشغل المصريون العاملون في محطات البنزين والمطاعم وغيرها من المجالات بأحاديث تناولت عودة باسم يوسف إلى الشاشة الصغيرة، وراحوا يتداولون عبر هواتفهم النقالة الصور والتعليقات التي تدور حول اقتراب موعد عرض أول حلقة من برنامج باسم يوسف على قناة «إم بي سي مصر». وعلق أحدهم، ويدعى محمود، بالقول: «إننا نعد الأيام والساعات التي تفصلنا عن الحلقة الأولى من (البرنامج)، وقررنا أنا وأصدقائي أن نتابعها مباشرة من مقهى قريب، كان قد أعلن عن تقديم عروض خاصة لديه تشمل المأكل والمشرب وذلك أثناء عرض برنامج باسم يوسف في العاشرة مساء».

أما يوسف الذي يعمل في مجال الكهرباء فاعتبر أن عودة باسم يوسف إلى الشاشة هي بمثابة «انتصار آخر تحققه الثورة المصرية على صعيد تكميم الأفواه والظلم».

وكان عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعية محليا وعالميا علقت على ظاهرة باسم يوسف. فتمت الإشارة إليه مثلا من قبل المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نونلاند أثناء انتقادها أواخر عام 2013 قمع الحريات في مصر، فذكرت باسم يوسف، إثر استدعائه إلى مكتب النائب العام للتحقيق معه حول الاتهامات التي وجهت إليه بخصوص ما سمي وقتها بإهانة رئيس الجمهورية المصرية محمد مرسي. وفي شهر يوليو (تموز) من عام 2012 دعا الإعلامي الأميركي جون ستيوارت مقدم برنامج (ذا دايلي شو) باسم يوسف ليحل ضيفا على برنامجه، واصفا إياه بصاحب البرنامج التلفزيوني المصري المميز والذكي معا.

يذكر أن باسم يوسف هو طبيب جراح قرر عام 2011 ترك مجال الطب والانخراط في العمل الإعلامي. قام بتسجيل برنامج سماه آنذاك «باسم يوسف شو+B» وعرضه على موقع «يوتيوب»، فحقق نسبة مشاهدة عالية. بعدها انتقل إلى شاشة «أون تي في» المصرية، ومن ثم إلى قناة «سي بي سي» في عام 2012.

الليلة يفتتح باسم يوسف صفحة جديدة في مشواره التلفزيوني بعد أن قدمت له مجموعة «إم بي سي» فرصة جديدة يطل فيها على جمهوره العريض في الوطن العربي.

تلتزم «إم بي سي» أقصى درجات التكتم حول المواضيع التي سيتناولها باسم يوسف الليلة في برنامجه لضمان نجاح انطلاقته، إذ تحرص على أن تتمتع بالقوة دون أن يجري التشويش عليها بطريقة أو بأخرى. والسؤال المطروح هو: هل ستتحمل «إم بي سي مصر» الانتقادات اللاذعة التي سيقوم بها باسم يوسف في «البرنامج» على شاشتها، أم أنها ستحمل له بدورها مفاجأة من نوع آخر، بعد أن تمت الإشارة في الإعلان التلفزيوني للبرنامج إلى «التحذير من الوقوف المتكرر»؟