هل ستنتصر المرأة على الرجل في بعض الرياضات الأولمبية؟

المساواة بينهما معدومة.. الرجل أطول وأقوى وقلبه أكبر ورئتاه أضخم

افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية
TT

بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، بروسيا، صدر تقرير أميركي عن قدرة النساء على منافسة الرجال في مختلف أنواع الرياضة. وبينما قال التقرير إن النساء يستطعن منافسة الرجال في بعض الرياضات المحددة، لا في غيرها. وأن النساء اللائي يردن المساواة في كل شيء يردن خرق قانون الطبيعة.

وقال التقرير الذي كتبه ديفيد ابشتاين مؤلف كتاب «سبورتز جينز» (جينات الرياضة)، والذي جمع فيه آراء آخرين متخصصين في الموضوع: «ليس الشيء المهم هو مَن يفوز على مَن؟ إذا كانت هناك نساء يردن البرهنة على أنهن أسرع من الرجال، لماذا لا نحضر قرود شيتا (المشهورة بسرعتها) لتبرهن على أنها أسرع من الرجال؟».

وفي التقرير، قالت أليس دريغار أستاذة الطب الإكلينيكي والأخلاق البيولوجية في كلية الطب بجامعة نورثويستيرن (ولاية إلينوي): «نفصل النساء عن الرجال في الرياضة، لأن أسرع النساء في رياضات معينة لا يستطعن الفوز على أحسن الرجال فيها، كلنا نعرف ذلك، لكن لا نريد أن نقول ذلك؛ لا نريد أن نقول إن النساء خلقن مختلفات لأسباب مفهومة. لا نريد أن نقول إن النساء خلقن (معوقات) لأسباب مفهومة».

حسب التقرير، واعتمادا على أرقام «ويرلد اثيليتكز» (الجمعية العالمية لاتحادات الألعاب الرياضية)، أثبتت الأرقام القياسية الآتية نسب الاختلاف بين الرجال والنساء: أولا: رفع الأثقال 25 في المائة. ثانيا: القفز الطويل 19 في المائة. ثالثا: السباحة الحرة 13 في المائة. رابعا: الماراثون عشرة في المائة. خامسا: التزحلق السريع تسعة في المائة.

وقال التقرير إن الفروق الطبيعية بين الرجال والنساء، كما تنعكس في مجال الرياضة، ظلت تواجه قرونا من التوتر في علاقات الرجال والنساء، خاصة في أوروبا، مع زيادة التطور الحضاري. وخلال الـ50 سنة الماضية، مع زيادة حركات تحرير المرأة، ودعوات المساواة بين الرجال والنساء، ظهرت اتهامات بظلم النساء، واحتقارهن، لكل من يقول إن المساواة في الرياضة «صعبة» - هي، في الحقيقة، مستحيلة. لهذا، يظل الموضوع يثير النقاش الكثيف، خاصة مع كل دورة ألعاب أولمبية.

في عام 1928، بعد الألعاب الأولمبية في أمستردام، في هولندا، قررت اللجنة الدولية الأولمبية منع النساء من أي سباق يزيد عن 200 متر. وذلك بسبب «التأثيرات على الخصوبة وكبر السن»، حدث ذلك بعد مناظر حزينة لعشر نساء سقطن عند خط النهاية في منافسات 800 متر، وكن يتعذبن، وكاد بعضهن يمتن. في ذلك الوقت، كتب مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الذي شاهد السباق: «هذا منظر يناقض اللائي يتحدثن عن القوة الأنثوية».

لكن جادلت نساء في مصداقية هذه التقارير. وبعد ضغوط من منظمات تحرير المرأة، وفي عام 2008، غيرت اللجنة الأولمبية الدولية رأيها، وسمحت للنساء بالاشتراك مع الرجال في كل المنافسات.

وكان جدل النساء زاد في عام 1967، بعد أن تحدث الأميركية كاثرين سويتزر الرجال، واشتركت في سباق بوسطن (ولاية ماساتشوسيتس)، وكانت أول امرأة تكمل السباق. وفي عام 2000، صدرت قوانين بالتساهل في اشتراك الحوامل في الألعاب الرياضية (خلال الثلاثة شهور الأولى). وفي عام 2007، زادت دعوات المساواة بعد أن نجحت البريطانية بولا رادكليف في إكمال ماراثون نيويورك، ولم تمضِ سوى عشرة شهور على وضعها طفلها. وكانت تمرنت وهي حامل، حتى شهرها السابع.

غير أن هذه النجاحات في قدرة النساء على منافسة الرجال ساعدت على ظهور «اكستريم فيمينيزم» (أنثوية متطرفة). وصارت قائدات هذه الحركة يرفعن شعارات مثل: «لن نلحق بالرجال فقط، سنتفوق عليهم».

وفعلا، نشرت أستاذتان في علم وظائف الأعضاء في جامعة كاليفورنيا (في لوس أنجليس) تقريرا عنوانه: «هل ستنتصر النساء قريبا على الرجال؟» قارنت الأستاذتان الفروق في المنافسات الرياضية بين الرجال والنساء خلال 50 سنة تقريبا. وخلصتا إلى أن الفروق تقل مع مرور الزمن. ورسمتا رسوما بيانية توضح أن نسبة الفروق ستختفي في عام 2040.

غير أن التقرير قلل من مصداقية الأستاذتين، وتقارير وآراء أخرى تدعو لها قائدات حركة «الأنثوية المتطرفة»، وقال التقرير إن أرقام كل أنواع السباق، من 100 متر إلى 10 آلاف متر، توضح استمرار فروق بين الرجال والنساء بنسبة 11 في المائة.

حسب هذا، في منافسات 2012 الأولمبية لسباق 100 متر، عجزت النساء عن التأهل للاشتراك في المنافسات مع الرجال بفارق ربع ثانية. وفي سباق 10 آلاف متر، كانت نسبة أسرع منافسة أقل من نسبة أقل منافس تأهل للاشتراك في السباق.

في هذه السنة، استمرت الفروق الكبيرة في منافسات مثل رمي الجلة، والقفز بالعمود، والقفز الطويل. في هذا الأخير، كانت نسبة الفرق 19 في المائة. لكن، كان الفرق في السباحة الحرة لمسافة 800 متر بنسبة ستة في المائة فقط.

وقال التقرير: «السبب هو هرمون (تستسترون)، والفضل له بصورة عامة، يوجد هذه الفروق؛ الرجل أطول، وأقوى، وذراعه أطول، وقلبه أكبر، ورئتاه أضخم، وشحمه أقل، وعظامه أقوى، وكرويات الدم الحمراء (التي تنقل الأكسجين) أكثر، وهيكله العظمي أثقل، وعضلاته أكثر (بنسبة 80 في المائة). لماذا جدل (الأنثويات المتطرفات) إذن؟

وجد التقرير لهن توضيحا (إن لم يكن عذرا): «لا تظهر أغلبية هذه الفروق إلا مع سنوات المراهقة. حتى سن العاشرة، يتساوى الأولاد والبنات في كل السباقات تقريبا».