هل يكون الدافع عنصريا وراء تصفية العائلة العراقية في فرنسا؟

المشتبه به في مقتل سعد الحلي شرطي متطرف مفصول يهوى السلاح

التفتيش في محيط المنطقة والقرى المجاورة ساعد في وضع اليد على عدد من الأسلحة النارية (رويترز)
TT

كشفت معلومات جديدة حول مجريات التحقيق في مقتل المهندس البريطاني الإقامة، العراقي الأصل، سعد الحلي في فرنسا، أن الهاتف النقال الخاص بالمشتبه به «إريك. د» الذي اعتقلته الشرطة، الثلاثاء الماضي، دل على أنه كان موجودا في محيط الحادث وقت الجريمة. وأوضح مصدر في التحقيق أن المشتبه به كان موضع الرقابة منذ عدة أسابيع.

وبحسب النائب العام للمنطقة فإن الموقوف البالغ من العمر 48 عاما، هو شرطي سابق وأب لثلاثة أطفال، وهو يشبه إلى حد كبير الرسم التقريبي الذي وضعه الخبراء بالاستناد إلى أوصاف الشهود الذي رأوا راكب دراجة نارية يمر بالطريق الريفي المؤدي إلى موقع الحادث. كما أنه يملك خوذة للوقاية من النوع نفسه الذي وصفه شهود من العاملين في المكتب الوطني للغابات وكانوا في مهمة عمل في المنطقة. هذا بالإضافة إلى حيازته دراجة تمت مصادرتها لأغراض التحقيق ومجموعة من الأسلحة النارية التي كان يهوى جمعها ويحتفظ بها في منزله.

المنزل الواقع في قرية «تالوار» السياحية على ضفاف بحيرة «آنسي»، شرق فرنسا، تعرض لتفتيش دقيق استخدم فيه جهاز كشف المعادن، بحثا عن سلاح قد يكون مطمورا في الحديقة. لكن النتائج المتوفرة حتى الآن لا تسمح، حسب درك المنطقة، بتجريم المشتبه به الذي قد يكون شاهدا أساسيا يساعد التحقيق. كما أن المحققين ما زالوا يبحثون عن سبب امتناع الشاهد عن تقديم نفسه لهم رغم مرور أشهر على الحادث الذي وقع في الخامس من سبتمبر (أيلول) الماضي وعجزه عن إثبات المكان الذي كان فيه وقت الجريمة.

التفتيش في محيط المنطقة والقرى المجاورة، ساعد في وضع اليد على عدد من الأسلحة النارية، بينها مسدس «لوغر»، من عيار 9 مم المماثل للمسدس الذي استخدم في قتل الحلي وزوجته وحماته في سيارتهم، والدراج سيلفان مولييه الذي وجدت جثته قربها.

يلفت النظر في المشتبه به أنه فصل من عمله في سلك الشرطة في الربيع الماضي بسبب تجاوزات لم تكشف طبيعتها. لكن رفاقا له قالوا إن تصرفات عنيفة بدرت عنه وميولا متطرفة. وهو قد انتقل للعمل كموظف أمن في شركة سويسرية، قريبة من الحدود مع فرنسا حيث يقيم. فهل تكون العنصرية ضد الأجانب، وبالتحديد بعض العرب الأثرياء الذين يترددون على تلك المنطقة السياحية ذات الطبيعة الفائقة الجمال ويملكون منازل فيها، هي الدافع لمقتل العائلة العراقية؟