الفن الإيراني في أسبوع.. نافذة تطل منها على السينما والموسيقى بأشكالها الفنية

فيلم «أنا لست غاضبا» يثير جدلا واتهم بأنه «يدعم الفتنة»

لقطات من فيلم «أنا لست غاضبا»
TT

«الفن الإيراني في أسبوع» نافذة تتطرق إلى أحداث فنية، منها المسرحيات والأفلام السينمائية والفنون التشكيلية والموسيقى والأدب والتي نظمت خلال أسبوع في إيران. الأفلام الفائزة في مهرجان «فجر» السينمائي، الذي نظم خلال الأسبوع أثارت جدلا واسعا. وتوقع كثير من المراقبين أن يشهد المهرجان الحالي تعديلات كثيرة، ويتمكن من مصالحة السينمائيين «المغتاظين»، ولكن الإعلان عن الجوائز، واعتماد القائمين على المهرجان نهج الحيطة والحذر إزاء المجموعات المتشددة زاد الشعور بخيبة الأمل لدى الكثيرين، وما أثار ردودا سلبية كثيرة.

وشکل المخرجون، ذات النزعة الدينية والمؤيدة للنظام الإسلامي الذين تم تكريمهم خلال الأعوام الماضية، معظم الفائزين بالمهرجان، مثل أحمد رضا درويش، وإبراهيم حاتمي كيا، وبهروز أفخمي. وحصل فيلم «آذر وشهدخت وبرويز، والآخرون» من إخراج بهروز أفخمي على جائزة العنقاء الذهبية لأفضل فيلم سينمائي في المهرجان، ونال الفيلم جائزة المهرجان لأفضل السيناريو.

وحصد فيلم رستاخيز (القيامة) جائزة أفضل إخراج قام به أحمد رضا درويش، ويحكي قصة أحداث عاشوراء، في حين نالت مريلا زارعي جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «شيار 143» (اقتفاء الأثر)، وحصل رضا عطاران على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «طبقه حساس» (الطابق الحساس).

وأثار فيلم «شيار 143» (اقتفاء الأثر) والذي يتمحور حول الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات جدلا واسعا في المهرجان، مما أدى إلى عدم ترشيحه للجوائز في البداية، ولكن سرعان ما دخل في قائمة الترشيحات بسبب الانتقاد الذي وجهته جريدة كيهان المتشددة إلى المهرجان، وتم تقديمه وفيلم «خط ويجه» (الطريق الخاص) في فئة أكثر الأفلام مشاهدة.

وأصبح فيلم «عصباني نيستم» (أنا لست غاضبا) من إنتاج رضا درميشيان من أكثر الأفلام السينمائية إثارة للجدل في المهرجان في نسخته الحالية. ويحكي الفيلم قصة طالب تم طرده من الجامعة بسبب الأحداث التي وقعت إثر الانتخابات الرئاسية في عام 2009، ويقدم صورة دقيقة عن مجتمع يعيش حالة الاضطراب ويسعى لاحتواء جيل الشباب من خلال اللجوء إلى القوة. واتهم الفيلم، الذي تم إلغاء مشاهد منه في المهرجان مما أثار انتقادات حادة، بأنه «يدعم الفتنة». ويطلق مصطلح الفتنة على الحركة الاحتجاجية التي حصلت بعد الانتخابات الرئاسية في 2009.

وتصدر «أنا لست غاضبا» قائمة الأفلام المفضلة لدى الجمهور، غير أنه تم إقصاؤه بسرعة عن دائرة المنافسة. وترشح لعدة جوائز في المهرجان، غير أن المسؤولين أعلنوا قبل انطلاق المراسم بأن القائمين على الفيلم قرروا التنحي وترك المنافسة! ويبدو أن وزارة الإرشاد والثقافة الإيرانية التي وعدت بانفتاح الأجواء قد تراجعت بسرعة أمام الضغوط التي مورست عليها من قبل المتشددين، وتم إقصاء الفيلم عن دائرة المنافسات. وأدى الترحيب الجماهيري الواسع للفيلم السينمائي إلى استخدام القوة من قبل قوات الشرطة لتفريق الحشود المطالبة بساعات إضافية لعرض الفيلم أمام إحدى دور السينما. وبلغت أعداد المحتشدين ألفي شخص. وحضر المخرج والممثلان الرئيسيان للفيلم العرض في فئة البانوراما للمهرجان السينمائي.

وكان قد شارك الفيلم الإيراني «أنا لست غاضبا» في الدورة الرابعة والستين لمهرجان برلين السينمائي أحد أهم المهرجانات السينمائية الدولية. ولقي المهرجان ترحيبا واسعا من الجاليات الإيرانية في خارج البلاد.

وشارك فيلم «ماكاندو» للمخرجة الإيرانية المقيمة في النمسا سودابة مرتضائي في فئة المباريات. کما شارك کاتب السنارو الإيراني حسين أميني في فئة الأفلام الطويلة من خلال أول فيلم طويل له تحت عنوان «دو چهره ژانوه» (وجهان ليناير) في مهرجان برلين السينمائي، واقتبس الفيلم أحداثه عن إحدى الروايات لكاتبة الروايات البوليسية باتريشيا هاي سميث. وقد غادر حسين أميني إيران منذ طفولته متوجها إلى أوروبا، وقدم أعمالا رائعة ككاتب سيناريو منها فيلم «بال هاي كبوتر» (أجنحة الحمامة). وأثار الفيلم الوثائقي «إيراني» (الإيراني) للمخرج مهران تمدني جدلا في حلقات النقاش في مهرجان «فجر» السينمائي. ويروي الفيلم حلقات النقاش بين مواطن إيراني وعدد من رجال الدين حول الدين والحكومة الإسلامية. ولقي الفيلم الوثائقي الرائع «فيفي تعوي من شدة الفرح» من إخراج ميترا فراهاني في مهرجان برلين السينمائي العام الماضي نجاحا كبيرا، وتشارك ميترا كأحد أعضاء لجنة التحكيم في المهرجان في نسختها الحالية.

وانعقد مهرجان «فجر» للموسيقى خلال الأسبوع الماضي بعد فترة الاحتفالات بذكرى الثورة الإيرانية بسبب عدم التداخل مع مهرجان «فجر» السينمائي. وشاركت 24 فئة في المنافسات فيه، في حين عرض 39 مجموعة وفردا أعمالهم الموسيقية. وتشارك تسع فئات في القسم الدولي للمهرجان والذي يقدم عادة عروضا باهتة بسبب القيود المفروضة على هذه الفئات. وتقدم تسع مجموعات نسائية عروضا موسيقية منها مجموعة بري ملكي. وعرض بيت الفنانين الإيرانيين عشرة أفلام تتخذ من الفن الموسيقي مادتها.

ولا يشارك المطربون والعازفون المعروفون في الموسيقى التقليدية كالعادة في مهرجان فجر للموسيقى، كما حضرت موسيقى البوب بقوة أكبر بسبب الترحيب الجماهيري بهذا النوع من الموسيقى. وقدمت شخصيات معروفة في مجال الغناء مثل محمد أصفهاني، ورضا صادقي عروضا غنائية في المهرجان.

ولم تشارك الأوركسترا الوطنية والسيمفونية اللتان تقدمان أهم عروض موسيقية في المهرجانات الموسيقية أعمالا في المهرجان الحالي. وأثارت قضية فرض الرقابة على الكتب في إيران جدلا واسعا، إذ صرح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام آية الله هاشمي رفسنجاني أخيرا أن أعمال الرقابة على الكتب «يعارض النظام الإسلامي». وقال رفسنجاني «يعتبر تقييد أصحاب الرأي والمفكرين الأحرار ومنعهم من الكتابة وفرض الرقابة على الكتب منافيا للنظام الإسلامي». وأضاف رفسنجاني الذي يتعرض عادة إلى انتقادات المتشددين أن «المصلحة تقضي بعض الأحيان بعدم التطرق لبعض المواضيع».

* خدمة: الشرق الأوسط فارسي «شرق بارسي»