يوم دراسي حول القواسم التراثية المشتركة بين تونس والبرتغال

TT

بمشاركة خبراء وجامعيين من تونس والخارج، استضافت كلية الآداب والفنون والإنسانيات في منوبة القريبة من العاصمة التونسية، يوما دراسيا حول الآثار والتراث في البرتغال وتونس، تناول القواسم المشتركة بين الحضارتين التونسية والبرتغالية من خلال محاولة البحث في جوانب من تراث البلدين. أشرف على هذا اليوم الدراسي أول من أمس وزارتا الثقافة والسياحة في تونس.

وقدم كلاوديو توريس مداخلة حول الإسلام في البرتغال في القرون الوسطى من خلال التعريف بموقع ميرتولا الأثري، كما قدمت مانويلا باروزو الأستاذة بجامعة الآداب في لشبونة دراسة حول «تأثير اللغة العربية على اللغة البرتغالية».

وفي هذا السياق، أكد كلاوديو توريس لـ«الشرق الأوسط» أن القاموس اللغوي البرتغالي يحتوى على أكثر من 600 كلمة تنحدر من اللغة العربية، وهذا على حد قوله ينبئ عن الصلة الوثيقة بين تاريخ البلدين.

وتعد مدينة ميرتولا الواقعة جنوب البرتغال أحد أبرز الشواهد على مرور المسلمين من البرتغال وذلك من خلال تراثها المتميز بطغيان الطابع المعماري المميز للهوية الإسلامية على الهندسة المعمارية البرتغالية خاصة في مدن الجنوب.

وتضمن هذا اليوم الدراسي محاضرة قدمتها سوزانا غوميز مارتينيز من جامعة كويمبرا البرتغالية، وهي تتعلق بنهر «ميرتولا» في الفترة الإسلامية وكيف تحول المكان المجاور له من موقع للحفريات إلى متحف مميز.

وقدمت الأستاذة الجامعية ماريا دا كونسيتشاو مداخلة حول المدن الرومانية جنوب البرتغال وعلاقتها بالمدن التونسية العتيقة، فيما قدم الباحث خواو بيدرو برنارديس مقاربة تتعلق بدراسة العلاقات التجارية بين شمال تونس وجنوب البرتغال بين القرنين الثاني والخامس بعد الميلاد. وقدم الأستاذ الجامعي التونسي لطفي الأنداري مداخلة حول البحث عن كلمة «إيميريتا» أو «أميدرة»، أي التسمية القديمة لمدينة حيدرة التونسية، وهي من أقدم المدن الرومانية بأفريقيا. وبشأن نتائج هذا اليوم الدراسي، قال الأنداري إن التبادل بين البرتغال وتونس في مجال البحث التاريخي والأثري وفي مجال تثمين التراث، يمثل الغاية الأساسية وراء الاهتمام بالقواسم المشتركة بين البلدين.