العد التنازلي للأوسكار (4): جوائز الأوسكار هذه السنة هي الأصعب عن سابقاتها

من سيفوز قد لا يستحق الفوز بالضرورة

«12 سنة عبدا» حظ معتدل
TT

الليلة (الأحد) تنطلق في الخامسة والنصف مساء، بتوقيت لوس أنجليس، حفلة المناسبة الـ86 للأوسكار، التي سيجري توزيعها على المميّزين من أصحاب المواهب السينمائية الذين قدموا أعمالهم خلال العام الماضي، وعلى الأفلام التي استحقت وجودها في قوائم الترشيحات النهائية.

يصل القطار الذي انطلق من مطلع سبتمبر (أيلول) عندما تكاثرت التكهنات حول من سيتسابق من الأفلام والسينمائيين إلى محطّته الأخيرة. الليلة ستتضح الأمور جميعها وسينقسم المرشحون إلى قسمين؛ قسم يبقى جالسا على مقعده منضمّا إلى جمهور المنصتين والمصفقين، وقسم يهب من مكانه قافزا السلالم بحماسة ليقف على المنصة ويتسلم الجائزة ويشكر من شاء له أن يشكره. بالنسبة إلينا سنستكمل هنا ما بدأناه من تحقيقات حول جوائز هذا العام ومرشّحيها، التي قدمنا فيها قراءة نأمل أن تكون من أعمق القراءات التي توفرت في أي مكان. في هذه الحلقة لا بد من التوقف عند التوقعات والاستحقاقات. من نتوقع له الفوز ولماذا، ومن يستحق أن يفوز ولماذا أيضا.

إنها عادة درجت الصحافة المعنية عليها قبيل كل حفلة توزيع لجوائز الأكاديمية، لكن الكثير ممن يمارسونها يفعلون ذلك برغبة أن يظهروا كم سيصيبون من أهداف بتوقعاتهم، والخطر الماثل أن يتحول الأمر إلى نوع من التنجيم و«ضرب الودع». في حين أنه لا يزال من الجدية بمكان، ونسبة لكل ما ورد في هذه السلسلة من تحليلات، الوقوف عند آخر المستجدات وقراءة الماثل أمامنا من احتمالات بهدف الاقتراب من النتائج المتوقّعة فعليا لاختيار أكثر الاحتمالات حضورا ولما قد نفضله من بين الأفلام المرشحة ثم ما قد يخترق التوقعات فيشكل مفاجأة تثير العجب وليس (بالضرورة) الإعجاب.

* أوسكار أفضل فيلم

* القائمة:

«نصب أميركي» American Hustle «كابتن فيليبس» Captain Phillips «دالاس بايرز كلوب» Dallas Buyers Club «جاذبية» Gravity «هي» Her «نبراسكا» Nebraska «فيلومينا» Philomena «12 سنة عبدا» 12Years a Slave «ذئب وول ستريت» The Wolf of Wall Street

* الاحتمالات:

حين التصويت على هذه الجائزة، وعلى جميع الجوائز الأخرى، يُطلب من أعضاء الأكاديمية الذين سيدلون بأصواتهم وضع قائمة كاملة (من واحد إلى تسعة بعدد الأفلام المرشحة) حسب التفضيل الشخصي. وهذا يعني أنه لن يكون هناك التباس حين جمع الأصوات، وعليه، فإن الفيلم الذي سيفوز بأوسكار أفضل عمل سينمائي عن العام الماضي هو من بين تلك التي ألهبت أكثر عدد ممكن من المقترعين. هل يمكن أن يكون «12 سنة عبدا» كونه يفتح صفحات الماضي العنصري للولايات المتحدة؟ ليس محتملا. كذلك فإن «كابتن فيليبس» و«نبراسكا» و«هير» و«فيلومينا» أضعف شأنا من أن تثير إعجاب الغالبية الكبرى من المقترعين، إلى جانب أن العادة عدم منح فيلم لا يجري ذكر مخرجه بين المرشّحين وهذا حال «كابتن فيليبس» و«فيلومينا». ليس أن هذه الأفلام الأربعة ضعيفة فنيا، لكنها لا تتمتع بما يثير الإعجاب العام ولا الخامات الإنتاجية التي عادة ما تدخل في الاعتبار. على ذلك، فإن المنافسة الأشد هي بين «نصب أميركي» و«جاذبية» و«ذئب وولف ستريت».

* نتوقّع: «جاذبية» بسبب نجاحه نقديا وتجاريا ولكونه يعمل ضمن الصيغة الهوليوودية جيّدا.

* نفضل: «نبراسكا»: الفيلم المناقض تماما لكل ما يمثّله «جاذبية».

* المفاجأة: «12 سنة عبدا» إذا ما أحب المصوّتون نبرة الفيلم النقدية.

* أفضل أداء لممثل في دور أول

* القائمة:

كرشتيان بايل عن «نصب أميركي» بروس ديرن عن «نبراسكا» ليوناردو ديكابريو عن «ذئب وول ستريت» شيويتل جيوفور عن «12 سنة عبدا» ماثيو ماكوهوني عن «دالاس بايرز كلوب».

* الاحتمالات:

هذه من أصعب المسابقات، إن لم تكن أصعبها بالفعل. كل ممثل من المذكورين قدّم جهدا رائعا وخلابا كما لم يفعل من قبل. لكن شيويتل لا يزال اسما جديدا، وبروس ديرن ليس لامعا، مما يعني أن المنافسة الأقوى هي بين كرشتيان بايل وليوناردو ديكابريو وماثيو ماكاهوني. كل واحد من هؤلاء تجاوز نفسه سابقا، وأعاد تقديم حضوره على نحو لا يمكن إلا أن يُثير كامل التقدير. المسابقة بدأت بترجيح كفّة ديكابريو، لكن ما إن شاع الفيلمان الآخران حتى خفت نسبة ذلك الترجيح، وارتفعت عند بايل وماكوهوني. الثلاثة يلعبون شخصيات تعيش قدرا من الوهم حول الواقع ولكل طريقته في النفاذ إلى دوره تستحق التقدير.

* نتوقع: ماثيو ماكوهوني

* نفضل: ماثيو ماكوهوني

* المفاجأة: كرشتيان بايل وليوناردو ديكابريو بالتساوي.

أفضل أداء لممثلة في دور أول

* القائمة:

آمي أدامز عن «نصب أميركي» كايت بلانشيت عن «بلو جاسمين» ساندرا بولوك عن «جاذبية» جودي دنش عن «فيلمومينا» ميريل ستريب عن «أوغست: مقاطعة أوساج».

* الاحتمالات:

العام هو عام كايت بلانشيت بلا شك؛ فهي أكثر ممثلة نالت جوائز وتقديرات نقدية في الأشهر الثلاثة الماضية، وتستحق ذلك بلا ريب عن دور تؤديه بحس مرهف وتنقذه من مطبّات كثيرة. منافستها الأولى آمي أدامز، التي تذكر بجين فوندا قبل 40 سنة. تمثّل دورها بإجادة بارعة من دون خلل. جودي دينش لن يكون لها حظ هذا العام. ميريل ستريب تبدو نسخة من ميريل ستريب الأعوام السابقة، أما ساندرا بولوك فلا نرى أنها ستحوز على الأولوية كونها مثلت تحت الخوذة معظم مشاهدها.

* نتوقّع: كيت بلانشيت

* نفضل: كيت بلانشيت

* المفاجأة: آمي أدامز

* أفضل أداء لممثل في دور مساند

* القائمة:

بارخاد عبدي عن «كابتن فيليبس» برادلي كوبر عن «نصب أميركي» جونا هيل عن «ذئب وول ستريت» مايكل فاسبيندر عن «12 سنة عبدا» جارد ليتو عن «دالاس بايرز كلوب»

* احتمالات:

بارخاد عبدي هو أول ممثل عربي يطأ سباق الأوسكار، لكن احتمالات فوز هذا الممثل الصومالي تضاءلت بمجرد وجود أسماء كبيرة في أدوار مساندة تحديدا برادلي كوبر وجونا هيل ومايكل فاسبيندر. على ذلك هو ورقة مفاجئة إذا ما ترك انطباعا لا يُمحى منذ أن شوهد في دوره الجيد في «كابتن فيليبس». من المستبعد كذلك أن ينالها مايكل فاسبيندر طالما أن الاستبعاد شمل بطل الفيلم شيوتيل إيجيفور من الفوز بأوسكار أفضل ممثل رئيس. المرجّح أكثر أن تذهب إلى الممثل (والمغني) جارد ليتو كونه مثل شخصية يحب المقترعون مباركتها، وهي شخصية المثلي الذي يملك قلبا من ذهب.

* نتوقّع: جارد ليتو

* نفضل: لا أحد.

* المفاجأة: برادلي كوبر أفضل أداء لممثلة في دور مساند

* القائمة:

سالي هوكنز عن «بلو جاسمين» جوليا روبرتس عن «أوغست: مقاطعة أوساج» لوبيتا نيونغو عن «12 سنة عبدا» جنيفر لورنس عن «نصب أميركي» دجون سكويب عن «نبراسكا»

* احتمالات:

إذا لم يفز «12 سنة عبدا» بجائزة أفضل فيلم ولم يفز بطله إيجيفور بجائزة أفضل ممثل، وقد لا يفوز مخرجه ستيف ماكوين بجائزة أفضل مخرج، فإن أسهم لوبيتا نيونغو ستتصاعد من باب التعويض. لكن إذا أهمل الفيلم تماما فإن جنيفر لورنس تبدو المرشّحة الأقوى بعدها. سالي هوبكنز قد تصعد المنصة لتسلم أوسكارها الأول فقط من باب المفاجأة، وهو ليس متاحا هنا بوجود الممثلتين المذكورتين. جوليا روبرتس ودجون سكويب تبدوان في الصورة استكمالا لا أكثر.

* نتوقع: لوبيتا نيونغو

* نفضل: لوبيتا نيونغو

* المفاجأة: جنيفر لورنس

* أفضل إخراج

* القائمة:

ألفونسو كوارون عن «جاذبية» ستيف ماكوين عن «12 سنة عبدا» ديفيد أو راسل عن «نصب أميركي» مارتن سكورسيزي عن «ذئب وول ستريت» ألكسندر باين عن «نبراسكا».

* احتمالات:

إذا ما لاحظنا ما ورد هنا حتى الآن، نجد أن حظ فيلم «12 سنة عبدا» يبدو قاتما. من ناحية هو فيلم يتعرّض للتاريخ الأميركي بيد مخرج غير أميركي في فيلم لم تتبنّه هوليوود مسبقا، ومن ناحية ثانية هناك منافسون أقوياء أو ربما كانوا في نظر المقترعين أكثر قوة واستحقاقا. في مقدمة هؤلاء صاحب «جاذبية» ألفونسو كوارون هو بدوره ليس مخرجا أميركيا (بل مكسيكي) إلا أن فيلمه، من الألف إلى الياء، هوليوودي صميم. هذا، وجودة الفيلم بحد ذاتها سيجعلان كوارون هو صاحب الحظ الأفضل في الوصول.

* نتوقع: ألفونسو كوارون

* نفضل: مارتن سكورسيزي

* المفاجأة: ستيف ماكوين

* أفضل فيلم أنيميشن

* القائمة:

The Croods Despicable Me 2 Ernest & Celestine Frozen The Wind Rises

* احتمالات:

كل القراءات تشير إلى أن «مجمد» (Frozen) هو الذي سيفوز بهذه الجائزة. صحيح أنه فيلم داكن، كما أشرنا يوم أمس، إلا أنه أوبرا موسيقية مشغولة بتفنن لم تبده سينما الأنيميشن الأميركية منذ زمن بعيد.

* نتوقّع: «مجمّد»

* نفضل: «مجمّد»

* المفاجأة: «ذ كرودز»

* أفضل فيلم أجنبي

* القائمة:

«عمر» (فلسطين) «انهيار الدائرة المنهارة» (بلجيكا) «الصورة المفقودة» (كامبوديا) «الصيد» (الدنمارك) «الجمال العظيم» (إيطاليا)

* احتمالات:

لا أعتقد أن «عمر» سيخرج بها لما هو معروف من أسباب تتعلق بأن الموضوع المثار لا يزال مثار آراء ونزاعات وأهواء. كذلك، ومن دون تفعيل لأي عاطفة حيال الموضوع، ليس فيلم هاني أبو أسعد بالمتانة الأسلوبية والفنية التي لأفلام أخرى. إذا ما ربح سيكون بمثابة حصان أسود اخترق كل التوقعات. سأستبعد كذلك «انهيار الدائرة» و«الصورة المفقودة»؛ واحد ميلودرامي النزعة والآخر تسجيلي في حضرة قسم يفوز فيه الفيلم الروائي دائما.

* نتوقّع: «الجمال العظيم»

* نفضل: «الجمال العظيم»

* المفاجأة: «عمر»

* أفضل فيلم تسجيلي

* القائمة:

«الميدان» لجيهان نجيم «فعل القتل» لجوشوا أوبنهايمر «اللطيفة والملاكم» لزاكاري هاينزرلينغ «حروب قذرة»: لريك راولي وجيروم سكاهيل «20 قدما بعيدا عن النجومية» لمورغن نيفيل

* احتمالات:

رغم احتمالاته، لا يوجد ما يكفي من دواعٍ تجعلنا نعتقد أن «الميدان» سيكون الفيلم الرابح في هذا القسم من الجوائز. الأغلب أن الاعتبار الذي سيسود الحكم على «عمر» (من أن الموضوع السياسي هو حدث لم ينته بعد وموقع مواقف متناقضة) سيصيب هذا الفيلم أيضا. على عكس «فعل القتل» الذي يستدير إلى الماضي البعيد الذي بت أمره. إلى هذا، جلب «فعل القتل» إعجابا كبيرا من نقاد وسينمائيين وعادة ما يصغي الأعضاء إلى هذه الأصوات في مجال الفيلم التسجيلي. لكن «بعيدا عن النجومية»، حول مغنيات الكورس هو منافس أول لـ«فعل القتل».

* نتوقّع: «20 قدما بعيدا عن النجومية».

* نفضل: «20 قدما بعيدا عن النجومية».

* المفاجأة: أي من الأفلام الثلاثة الأخرى.