معرض الرياض الدولي ينطلق بـ«لمسة وفاء» لرواد التصوير الضوئي في السعودية

الرواية الأكثر طلبا.. وتكريم كبار فن الخط العربي

من زوار معرض الرياض للكتاب
TT

استضاءت ممرات معرض الكتاب الدولي بالرياض بأسماء رواد التصوير الضوئي لأول مرة، في ملمح وفاء من هذا الحدث الثقافي الكبير لشريحة من المبدعين السعوديين الذي ساهموا في المعرض بجزء من الفن والإبداع الثقافي والفني المحلي. ويتميز المعرض أيضا بمشاركة بارزة للإسبان جاءت عبر نشاط ثقافي يتصل بالسياسة والرياضة.

وكانت فعاليات «معرض الرياض الدولي للكتاب» 2014 في دورته الثامنة قد انطلقت أمس بمركز المعارض والمؤتمرات بالرياض، وافتتحها الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام وسفير مملكة إسبانيا لدى السعودية خواكين وجمع كبير من الإعلاميين والأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

ازدحمت الشوارع المحيطة بمركز المعارض والمؤتمرات بالرياض، مقر المعرض، بجمهور ضخم من السعوديين والمقيمين، فيما اكتظت أجنحة دور النشر بالقراء والمشترين والمطلعين من الجنسين، وتضاعفت أعداد الحضور خلال الفترة المسائية الضعف، وفقا لما ذكره منظمون عاملون في المعرض.

وشدت الأسماء التي أطلقت على ممرات المعرض الذي ينظم هذا العام تحت عنوان «الكتاب.. قنطرة حضارة»، الانتباه إليها لا سيما أنها تحمل مسميات مبدعون في فن التصوير الضوئي كان بينهم صالح العزاز وهاني الدرعي، وفيصل المالكي.

كما قدم المعرض مبادرات تجسد الوفاء للثقافة والمثقفين، حيث تم تكريم رواد فن الخط العربي السعوديين ممن قدموا خدمات جليلة لهذا الفن الإسلامي الأصيل، كما تم تكريم الفائزين العشرة في جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب ممن حصلت كتبهم المطبوعة عام 2013 على الفوز نظير ما امتازت به من إضافة معرفية للحقل ومنهجية علمية وثراء.

وشهد المعرض أمس انطلاق الإعلانات الرسمية بين الفينة والأخرى، عن حضور كاتب أو مؤلف لمنصة التوقيع على كتابه الذي ينشر تزامنا مع إطلاق المعرض، حيث يتوافد المقتنون لتوقيع الكتاب من المؤلف والتقاط صورة تذكارية.

ومهر بالأمس مجموعة كبيرة من المؤلفين كتبهم للراغبين، كان بينهم في الصالة النسائية عهود المري على كتابها «المتجذرة»، وشهد العسكر على كتابها «قوالب اجتماعية»، ومن جانب الرجال الدكتور جابر شراحيلي على كتابه المعنون بـ«الدرب الصعب نزيف القلب»، كما وقع الدكتور محمد الحربي على كتابه «كلمات بيضاء»، فيما وقع حسام الفايز على كتابه «رسالة إلى غائبة»، إضافة إلى المؤلف حسن مشهور على كتابه الذي حمل عنوان «نقد المنهج التتبعي».

ووفقا للبيانات الرسمية المتوافرة، ضم معرض الرياض الدولي للكتاب عددا كبيرا من الناشرين والعارضين والجهات والهيئات والتوكيلات؛ الذين يمثلون بمشاركاتهم في هذه الدورة أكثر من 32 دولة عالمية وعربية، وحضور ما يربو على 900 دار وجهة، تقدم آلاف العناوين الجديدة والقديمة.

وشهدت المعرض، ندوة سياسية للسفير الإسباني لدى السعودية خواكين بيرث الذي اعترف بالدور العربي الإسلامي في حضارة الحالية التي تعيشها بلاده، بل قال إن «العاصمة الإسبانية بناها العرب»، مؤكدا في الوقت ذاته على العلاقة القوية القديمة التي تجمع السعودية وإسبانيا.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الكريم الدخيل الذي شارك في الندوة أن الدبلوماسية الإسبانية تركز على أن إسبانيا ملتقى الحضارات، في وقت كان لإسبانيا دور مهم في دعم القضية الفلسطينية، وآخر في دعم حوار الحضارات.

وبرز في المعرض الجناح المخصص لضيف الشرف في هذا العام وهي مملكة إسبانيا، مما يضفي بعدا دوليا بجانب مشاركة بعض الدور والناشرين خارج المنطقة العربية، حيث يعد المعرض أحد أكبر المهرجانات الثقافية، ومنبرا للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور.

ويعتبر معرض الرياض الدولي أحد أقوى معارض الكتاب في المنطقة من حيث عدد الزوار والقوة الشرائية. ووفقا لجولة «الشرق الأوسط» فإن الرواية هي أكثر الكتب طلبا لزوار اليوم الأول نتيجة ما تتميز به من مرونة في عرض العناوين، فيما جاءت كتب قضايا الحوار والأديان والفكر ثانيا من حيث رغبة المشترين.

وبرز في المعارض، محاولة الأندية الأدبية السعودية الحضور والمنافسة بقوة هذا العام مقابل دور النشر التجارية، حيث اتضح اهتمام نادي جدة الأدبي الذي شارك بأكثر من 300 إصدار في المعرض الرياض تضم الإصدارات دواوين شعر، وقصص، وروايات، ودراسات أدبية، وكتبا نقدية وفكرية، ودوريات النادي من عبقر وجذور والرواي.

إلى ذلك، سعى النادي الأدبي بالرياض إلى مشاركة فاعلة على الصعيد الأدبي بـ13 عنوانا جديدا، وهي، روايتان، وأربعة دواوين، ومجموعة قصصية، ونصوص، وكتاب في أدب الرحلة، وكتاب تراثي محقق، ودراستان أكاديميتان في أدب الأطفال وفي الشعر القديم، وكتاب يوثق جائزة كتاب العام.

ويبلغ مساحة المعرض لهذا العام تبلغ 18.5 ألف متر مكعب، حيث شارك في تجهيزه أكثر من 3500 موظف ومهندس تقني وفني وعامل من داخل الوزارة وخارجها، ويتكون المعرض من خمس قاعات رئيسة تتوزع على أجنحته المختلفة، فيما بلغ عدد اللجان العاملة في الإشراف على المعرض 14 لجنة رئيسه تنبثق عنها 26 لجنة فرعية وتنفيذية.

* الرياضة تتلاحم مع الثقافة

* أبت الرياضة إلا أن تقتحم أتون الشأن الثقافي من خلال مشاركة فاعلة في فعاليات المعرض بمشاركة رياضيين سعوديين وإسبان ضمن محاضرة مشتركة.

وعقدت ندوة تحت عنوان «في إسبانبا.. كرة القدم: لعبة ومآرب أخرى» حاضر فيها كل من أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، والدكتور حافظ المدلج، رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي وفيصل أبو اثنين ناقد رياضي، بمشاركة دولية من بدرو بانياغو ناقد رياضي إسباني.

وبحثت الندوة ضرورة تشارك الثقافة بالرياضة واعتبارهما مكملين في شتى المجالات التي يتقاطعان فيها مع ضرورة الاستفادة من بعضهما، مشيرة إلى أن الرياضة تمثل بذاتها جزءا من ثقافة البلد فيما يعتبر الرياضيون الثقافة عنصرا مهما لدى الرياضي الناجح.

* «تعلومهم».. كتاب يستعرض نماذج التعليم في الدول المتقدمة لعزام الدخيل

* برز بين الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب، ما طرحه الدكتور عزام الدخيل في كتابه «تعلومهم» والذي يستعرض نماذج التعليم المختلفة في دول العالم. يقول عنها الدخيل: «لمحات وأفكار وتطبيقات تعليمية لفتت انتباهي في تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم الأساسي فدونتها لتكون مثالا يحتذى».

وجاء في توصيف الكتاب بأن التجارب التعليمية ليست وصفات سحرية قابلة للاستنساخ بكل مقوماتها بيد أنه يمكن استنباط ما هو مناسب لنا. وشدد الكاتب على أن دراسة أي تجربة تعليمية أو تربوية ما بغية تطبيقها حرفيا هو ضرب من العبث التنظيري والخطأ الفكري والمنهجي، مشيرا إلى أن التجارب تدرس لتحفيز التساؤل وإثارة الانتباه لتوليد جذوة الانطلاقة الذاتية بما يتواءم مع الموروث الحضاري والثقافي، لذا كان هذا الكتاب. واستقرأ الكاتب ملامح تجارب عدد من الدول بينها فنلندا، كوريا الجنوبية، اليابان، هونغ كونغ، هولندا، المملكة المتحدة، سويسرا، كندا، نيوزيلندا.