تشيع دمشق اليوم جثمان الممثل الفنان وفيق الزعيم من مسجد علي بن أبي طالب الكائن في حي المزة، ليوارى الثرى في مقبرة الدحداح الكائنة في شارع بغداد وسط العاصمة. وذلك بعد أن نقل جثمانه من العاصمة اللبنانية بيروت إلى دمشق يوم أمس الأحد.
فهذه المرة لم يكن نبأ وفاة الممثل السوري وفيق الزعيم (أبو حاتم ـ باب الحارة) إشاعة، كما لم يضحك كعادته على هذا النبأ الذي رافقه طيلة فترة اشتداد مرضه، لقد رحل بالفعل، عن دمشق التي أحبها وأماكنها التي حرص على التواجد فيها رغم اشتداد المرض في أيامه الأخيرة، فرغم تمكن مرض السرطان من الفتك بكبده ومنعه من متابعة تأدية دور أبو حاتم في الجزأين السادس والسابع من مسلسل (باب الحارة). إلا أنه حرص على البقاء قريبا من محبيه حيث يطمئن قلبه.
رحل الممثل اللطيف الرقيق ابن مدينة حماه وفيق الزعيم عن 53 عاما، مساء أول من أمس في مشفى الجامعة الأميركية ببيروت وكان إلى جانبه ابنه الممثل الشاب براء الزعيم، الذي تولى عملية نقل جثمان والده إلى سوريا وترتيب إجراءات التشييع.
نعى السوريون من مختلف الأطياف فنانا أجمعوا على حبه، وكتب زملاؤه على صفحاتهم في موقع (فيسبوك) عبارات اتفقت جميعها على أنه كان رمزا للمودة والمحبة، فكتب باسم ياخور «رحمك الله أيها الصديق الطيب كنت زعيما في محبتك للآخرين وزعيما في ترفعك عن الصغائر».
أما صباح الجزائري فقالت: «الموت علينا حق، بس الفراق صعب يا وفيق، كنت أخ وصديق.. الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة.. البركة بأولادك.. اللي خلف ما مات، رح تضل بقلوبنا أبو براء» والممثلة دينا هارون كتبت: «ما اتحملت بعدك عن مشروعك الفني أبو حاتم بباب الحارة بسبب مرضك اللي كمان بسببوا غادرتنا، الأستاذ وفيق الزعيم الله يرحمك» كما قالت الممثلة ديمة الجندي: «الله يرحمك يا أستاذ وفيق ويجعل مثواك الجنة يا أطيب قلب بالعالم، شكلها داقت عليك الدنيا كتير مع انك بآخر مرة شفتك فيها قلت لي انو بدك تضل عايش وبدك تشتغل وما رح تستسلم للمرض، بس هي إرادة رب العالمين».
وكان الزعيم قد نقل بحالة إسعافية منذ نحو عشرة أيام إلى مشفى الجامعة الأميركية في بيروت وراحت صحته تتدهور بشكل متسارع، علما بأنه أصيب بوعكة صحية العام الماضي دخل على أثرها إلى المستشفى لتنتشر بعدها شائعات كثيرة عن وفاته قام بنفيها ببيان صحافي.
واضطره المرض الذي هاجمه فجأة وانتشر في جسده إلى الاعتذار عن متابعة تمثيل دور (أبو حاتم) الذي أداه ببراعة في خمسة أجزاء من مسلسل (باب الحارة) ولاقى استحسان النقاد وإعجاب الجمهور العربي. ليكون آخر مسلسل شارك فيه الجزء الثاني من «طاحون الشر2» الذي عرض في الموسم الرمضاني الفائت، وقد بدا عليه المرض والتعب، فبذل مجهودا مضنيا لإتمام العمل.
وفيق الزعيم الأب لثلاثة أبناء عرف بدماثة وطيبة ابن البلد، وكل من عرفه في دمشق يحمل ذكرى طيبة معه لما كان يتمتع به من أخلاق نبيلة، ورغم معاناته طويلا من التهميش فإنه لم يكن عدائيا بل واصل مسيرته الفنية بصمت وتأن إلى أن برز في عمل (باب الحارة) وكان حضوره مبهرا. شارك في العشرات من المسلسلات أشهرها (باب الحارة، طاحون الشر، حمام القيشاني، الحوت، الحصرم الشامي، كوم الحجر، الداية، حارة نسيها الزمن، خالد بن الوليد)، كما قام بتجربة تأليف واحدة عند كتابته لمسلسل (الزعيم) قبل سنتين. وفي رصيد الفنان وفيق الزعيم شخصيات روائية، قام بتأديتها في أعمال إذاعية مثل (حكم العدالة، ظواهر مدهشة)، وشارك في مجال السينما بفيلمي (الطحالب، سحاب)، وفي رصيده الكثير من المسرحيات مثل (المفتش العام، رؤى سيمون ماشار، الاستثناء والقاعدة، حكاية زهرة الحفارة، مصرع عامل) وغيرها.