مهرجان «مواسم» للسينما العربية ينطلق في باريس

يمنح حيزا لأفلام النساء

من الفيلم الكردي «أرضي» الحلوة الحادة
TT

كان للسينما العربية أكثر من مهرجان في باريس، بدأ أولها قبل ثلاثة عقود بجهود صحافيين عشاق للفن السابع، ثم تواصلت، بشكل دوري، مع تأسيس معهد العالم العربي. لكن التجربة توقفت، قبل سنوات، وباتت مقتصرة على عروض متفرقة تقام هنا أو هناك.

الناقدة السينمائية لراديو «مونت كارلو - الدولية»، الزميلة هدى إبراهيم، لم تفقد حماستها لتخصيص موعد سنوي يجمع الجمهور العربي والفرنسي أمام شاشة تقدم النتاجات الجديدة للمخرجين العرب. وبدعم من مدير صالة «لا كليه» في باريس وتعاون عدد من الأصدقاء، نجحت في العام الماضي في إقامة مهرجان صغير للسينما العربية بعنوان «مواسم». وقد تصور الكثيرون أنها فورة آنية لن تتكرر. لكن هدى، التي تسابق الزمن للحاق بالمهرجانات الدولية والعربية، قدمت في الدورة الثانية من المهرجان برنامجا مكثفا في ثلاثة أيام، يحيط بجديد الشاشات العربية من أفلام روائية ووثائقية، تعطي الغلبة لإبداعات النساء.

«مواسم» الذي انطلق مساء الجمعة بالفيلم الكردي «بلادي الحلوة والحادة» للمخرج هنر سليم، أتاح لجمهور العاصمة الفرنسية مشاهدة الفيلم الجديد لمخرج متميز حصد الكثير من الجوائز، قبل نزوله إلى الصالات في الشهر المقبل. وكعادته، يزاوج هنر سليم بين المأساة والمفارقات الساخرة والملاحظات الذكية وهو يتناول جانبا من مشكلات الشعب الكردي، حاليا. إنها قصة مقاتل شاب من قدامى مقاتلي «البيشمركة»، يختار أن يعمل مديرا لمركز للشرطة في قرية كردية نائية على الحدود بين العراق وتركيا، ليكتشف أن القانون الذي كان يحلم بأن يسود أرضه، بعد سقوط نظام صدام، يخضع لمراكز قوى متمثلة في الأغا ورجاله من مهربي الأسلحة والأدوية الفاسدة. والشريط الذي يستوحي روح أفلام «الكاوبوي» الأميركية، يبدأ بمشهد لتنفيذ أول حكم إعدام بحق قاتل أدانه القضاء في المنطقة الكردية، لكن المكلفين بالتنفيذ لا يحسنون نصب المشنقة لأن المهمة جديدة عليهم.

يجمع «مواسم» في دورته الثانية أفلاما حققت حضورا متميزا في مهرجانات سابقة، من مصر واليمن والسعودية والإمارات ولبنان وسوريا والعراق وتونس وفلسطين. ومن المقرر أن تختتم العروض بالفيلم السوري «اليازرلي»، المنتج عام 1974، للمخرج العراقي قيس الزبيدي والمأخوذ عن قصة للروائي حنا مينا.

يركز «مواسم» على الاتجاهات الشابة في السينما العربية وعلى الأفلام التي أنجزتها مخرجات واكبن قضايا النساء في بلادهن، من مثيلات اليمنية خديجة السلامي «قتلوها تذكرة للجنة» أو الإماراتية نجوم الغانم «حمامة» أو المصرية فيولا شفيق «أريج» وزميلتها هالة لطفي «الخروج للنهار» أو الفلسطينية راما مرعي «إزرقاق» أو التونسية كوثر بن هنية «يد اللوح» أو السعودية عهد كامل «حرمة».

«إنها أفلام جديدة ومستقلة، بعضها تجريبي، ينبعث منها نفس جديد للحياة كما تعكسها السينما»، كما تقول مديرة المهرجان هدى إبراهيم.