فرنسوا هولاند في افتتاح معرض «لوفر الرمال ـ أبوظبي»: أضخم مشروع ثقافي تسهم فيه فرنسا في الخارج

رئيس هيئة السياحة والثقافة في أبوظبي: المتحف جزء من استراتيجية تنموية شاملة

الرئيس الفرنسي وإلى يمينه الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة السياحة والثقافة في أبوظبي، يشاهدان مجسم متحف «أبوظبي اللوفر»، وإلى جوارهما المهندس المعماري جان نوفل مصمم المتحف، ووزيرة الثقافة الفرنسية أورلي فيلبتي (أ.ف.ب)
TT

بعد معرض موسم الحج الذي افتتحه الرئيس الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي في معهد العالم العربي بباريس، كان أمس على موعد مع افتتاح معرض اللوفر أبوظبي في متحف اللوفر الشهير الذي يستضيف معرضا «استباقيا» للمتحف الإماراتي الناشئ من يوم 2 مايو (أيار) وحتى 28 يوليو (تموز) المقبل.

وأعلن الرئيس الفرنسي الذي دشن المعرض صباح أمس بمعية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ووزيرة الثقافة الفرنسية أوريلي فيليبيتي ورئيس متحف اللوفر جان لوك ماتينيز والمهندس المعماري جان نوفيل بعد جولة في أرجاء المعرض في قاعة نابليون، أن التدشين الرسمي لمتحف اللوفر أبوظبي سيجري يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل، وأنه شخصيا سيكون «سعيدا» بحضور الافتتاح.

وفي الكلمة التي ألقاها عقب الافتتاح، وصف الرئيس الفرنسي مشروع «لوفر الرمال» بأنه «استثنائي» وأنه «أضخم مشروع ثقافي تسهم فيه فرنسا في الخارج»، فضلا عن أنه تعبير عن «الشراكة القوية التي تجمع فرنسا ودولة الإمارات». وتوقف هولاند عند قرار أبوظبي اختيار متحف اللوفر ليكون شريكا لها في إقامة «متحف كوني» منفتح على العالم من غير قيود بأنه خيار «يفتخر به» ويندرج في إطار «الرؤية الفرنسية» ويشكل «أفضل مثال» للتعاون.

وكان المشروع أطلق في عام 2007، وبدأت إمارة أبوظبي في شراء وجمع القطع الفنية في عام 2009. ويضم المعرض 150 قطعة من أصل 400 قطعة تشكل في الوقت المجموعات الخاصة بالمعرض التي ستضاف إليها، عند افتتاحه إعارات المتاحف الفرنسية وأبرزها متحف اللوفر التي ستصل إلى 300 قطعة، فضلا عن ذلك، يقدم متحف اللوفر المشورة الفنية والعلمية ويساعد على تشكيل المجموعات وعلى شراء القطع، بينما القرار النهائي بيد أبوظبي.

ووصف هولاند أبوظبي بأنها «المدينة المفترق» التي كانت في الماضي محطة على درب طريق الحرير همزة وصل بين الحضارات الأوروبية والأفريقية والآسيوية، وهي في النهاية «مدينة جامعة»، كما أن متحف اللوفر أبوظبي «سيكون متحف العالمية».

وأشاد هولاند بالمهندس المعماري جان نوفيل الذي تولى التصاميم والقبة المسطحة، كما وصف المبنى الواقع في جزيرة السعديات مقابل مدينة أبوظبي بأنه «قصر عربي» وضع فوق المياه كمركب، لكنه «ثابت». وختم هولاند كلامه بتأكيد أن «الحضارات الكبرى هي التي تعرف أن تنفتح على العالم وتعرف أن التميز لدى الثقافات الأخرى من معالم العبقرية الإنسانية»، وهي الصفة التي تشد العلاقات بين فرنسا والإمارات.

وكان الشيخ سلطان بن طحنون أوضح أن الغرض من إقامة معرض «نشأة متحف» في باريس بأنه من أجل إطلاع الجمهور الفرنسي وغير الفرنسي على مجموعات من مقتنياته، مضيفا أن المتحف «يحكي قصة عالمية حول نقاط تلاقي الثقافات الإنسانية على امتداد تاريخ الحضارة الطويل بدرجة أكبر من عوامل الاختلاف أو التباين التي تفرقها». وأكد المسؤول الإماراتي، أن «التعاون» بين بلاده وفرنسا و«رؤيتهما المشتركة» أسهمتا في تحقيق إنجاز «إنشاء المعرض» وتحويله إلى حقيقة ملموسة.

ووضع الشيخ سلطان بن طحنون مشروع المتحف في إطار «مشروع ثقافي عملاق وجزء من استراتيجية تنموية شاملة».

ويشكل متحف اللوفر أبوظبي جزءا من منظومة متاحف في جزيرة السعديات تضم، إلى جانب اللوفر أبوظبي، متحف غوغنهايم ومتحف الشيخ زايد الوطني. ويرى القيمون على المتحف الأول أنه «يشكل أول متحف كوني (عالمي) في العالم العربي» ويراد له أن يكون شاملا جامعا لكل الحضارات والأصقاع والأزمنة. وبحسب مسؤول في متحف اللوفر الفرنسي، فإن أبوظبي ترصد سنويا مبلغ 40 مليون دولار لشراء الآثار الفنية. ويوفر المتحف 64 ألف متر مربع مكن المساحات منها ستة آلاف متر مربع للمعروضات الثابتة وألفا متر مربع للمعارض المؤقتة.