ملايين البريطانيين عانوا من إضراب مترو الأنفاق في لندن

احتجاجا على إقفال نقاط بيع التذاكر واستبدال آلات بها

الكثير من الركاب اضطروا للبحث عن وسائل بديلة للوصول إلى أعمالهم (أ.ب)
TT

ليست المرة الأولى التي تشل فيها حركة المواصلات والسير في شوارع لندن المزدحمة والضيقة أصلا، وقد تظن بأن البريطانيين اعتادوا على مثل هذه الإضرابات، ولكنك تفاجأ بعدها بوطأة الإضراب وتأثيره على حياة هؤلاء الذين يحاولون الوصول إلى أشغالهم في كل مرة تقرر مصلحة النقل العام وبالتحديد مترو الأنفاق أن يقفل أرصفته أمام ملايين الركاب.

وأطال إضراب القطارات حركة الملاحة في لندن، حيث اضطر عدد كبير من الركاب الآتين من الخارج إلى مطار هيثرو للانتظار، بعدما تعذر عليهم التوجه إلى وسط لندن بسبب إقفال خدمة النقل من المطار، وتحولت الطرقات إلى ما هو أشبه بمرأب ضخم للسيارات، بسبب زحمة سير السيارات التي استعاض بها الركاب عن القطارات.

واستمر هذا المشهد طيلة أمس، واستعاض عدد كبير من الركاب عن القطارات عن طريق ركوب حافلات النقل العام، مما ساهم أكثر في شل حركة السير.

مشهد الركاب أمام محطات القطارات لا سيما عند محطات شمال لندن كان مأساويا، بعد أن جرى إقفال الخط الشمالي، والمشهد تكرر أيضا في خطوط تعتبر العمود الفقري للنقل في لندن مثل خط «سيركل»، وتسبب إقفال الخط الذي يصل مطارات هيثرو بوسط المدينة إلى تأخر الركاب عن رحلاتهم وتأخير الرحلات أيضا، وقام عدد كبير من الموظفين بالاستعاضة عن مترو الأنفاق من خلال ركوب الدراجات الهوائية المنتشرة في المدينة. فأمس كان اليوم الأول من ضمن 48 ساعة إضراب قطارات في لندن احتجاجا على إقفال نقاط البيع في المحطات واستبدال ماكينات إلكترونية بها، تخول الركاب الحصول على تذاكر النقل دون الحاجة إلى عامل.

وبدأ الإضراب عند الساعة الثامنة من مساء الاثنين بعد أن فشلت محادثات اللحظة الأخيرة في وقت سابق في إنهاء الخلاف بين هيئة النقل في لندن ونقابة عمال السكك الحديدية والنقل البحري والبري، ولم تجد مناشدة بوريس جونس عمدة لندن نفعا في فض الخلاف وإلغاء الإضراب.

واضطر كثير من الركاب إلى البحث عن وسائل بديلة لتوصيلهم إلى العمل، بينما اضطر آخرون إلى الانتظار لحين بدء الخدمة المحدودة لقطارات الأنفاق.

وكان إضراب مماثل في فبراير (شباط) تسبب في توقف شبه تام للشبكة التي يستخدمها نحو ثلاثة ملايين شخص في معظم الأيام. وأرجئ إضراب آخر في الشهر نفسه للسماح بإجراء محادثات، لكن المفاوضات انهارت في وقت سابق هذا الشهر.

وقالت هيئة النقل في لندن إنها ستشغل خدمة محدودة في بعض الخطوط مع بقاء بعض المحطات مغلقة. وتقول إن أقل من ثلاثة في المائة من الرحلات على شبكة الأنفاق التي أنشئت قبل 151 عاما تشمل الآن ركابا يستخدمون مكاتب بيع التذاكر. وأضيفت خدمات للحافلات والزوارق النهرية.

وتقول الهيئة إن خططها للتحديث التي تشمل خفض 953 وظيفة في المحطات يمكن إنجازها دون الفصل القسري من العمل أو فقدان العمال لجزء من رواتبهم. أما النقابة فتقول إن التخفيضات ستلحق الضرر بجودة الخدمة وأنحت باللائمة على إدارة هيئة السكك في فشل المحادثات التي استمرت ثمانية أسابيع.

يشار إلى أن الإضرابات السابقة للعاملين في شبكات قطارات الأنفاق كلفت اقتصاد لندن ما يصل إلى 50 مليون جنيه إسترليني (84 مليون دولار) يوميا.