نجم حوارات الـ«بي بي سي» جيريمي باكسمان يترك برنامجه اليومي

من أعلى مذيعي المحطة دخلا وأكثرهم «شعبية»

جيريمي باكسمان
TT

أعلن الإعلامي ومقدم برنامج «نيوزنايت» الإخباري على محطة «بي بي سي» الثانية جيريمي باكسمان عزمه ترك البرنامج بعد 25 عاما من عمله به. وتصدر الخبر الصحف البريطانية أمس التي أشارت كلها إلى أن خبر استقالة باكسمان الذي اشتهر بأسئلته الحادة والمحرجة، سيكون بمثابة بشرى سارة لمعظم السياسيين في بريطانيا الذين يخشى معظمهم من الظهور مع المذيع الشهير.

ويعد باكسمان من أشهر مذيعي الـ«بي بي سي»، قدم عددا من البرامج الوثائقية كان آخرها حول الحرب العالمية الأولى بمناسبة الاحتفال بالذكرى المائة للحرب، كما أصدر عددا من الكتب، واشتهر أيضا بتقديم برنامج المسابقات «تحدي الجامعات» الذي سيواصل تقديمه حتى بعد استقالته من برنامج «نيوزنايت».

عرف باكسمان بانتقاداته لشخصيات عامة وأيضا لمحطة الـ«بي بي سي»، فقد قال مؤخرا في مقابلة مع صحيفة «الغارديان»: «هناك الكثير من الأشياء التي لا أطيقها في الـ(بي بي سي).. فالركوب في المصعد بالمبنى الجديد للـ(بي بي سي) يعد قطعة من الجحيم بالنسبة لي حيث تبث إذاعة مستمرة من محطة (راديو 1 إكسترا).. لا أفهم لماذا أطلقت الهيئة هذه المحطة». كما قال في عام 2013 بعد انفجار فضيحة جيم سافيل مقدم برنامج المنوعات الذي اتهم بجرائم تحرش، أنه «فكر جديا في الاستقالة من نيوزنايت الذي أذاع تقريرا اتهم فيه أحد أعضاء مجلس اللوردات بالتحرش وهو ما تسبب في استقالة مدير البرنامج».

من المقابلات التي احتلت مكانا متميزا في الإعلام البريطاني والتي تفوق فيها باكسمان كانت مقابلته مع رئيس الوزراء الأسبق توني بلير حيث سأله باكسمان «هل تقوم أنت وجورج بوش بالصلاة سويا؟ ورد عليه بلير قائلا: «لا يا جيريمي، لا نصلي سويا». أما مقابلته مع وزيرة الخزانة في حكومة ديفيد كاميرون كلوي سميث في عام 2012 حول تراجع الحكومة عن تخفيض ضريبة الوقود، فكانت كارثية على مستقبل الوزيرة التي حاصرها باكسمان بالأسئلة وأنهى المقابلة بالقول: «ألا تعتقدين بأنك غير مؤهلة لوظيفتك؟»، وقدمت الوزيرة استقالتها لاحقا لتكتفي بموقعها كنائبة في البرلمان. أما المقابلة الأكثر شهرة في تاريخ باكسمان فكانت مع وزير الداخلية في عام 1997 مايكل هوارد حيث قام المذيع بإلقاء نفس السؤال 12 مرة على الوزير الذي أصر على تجنب الإجابة، وأصبحت المقابلة من كلاسيكيات التلفزيون البريطاني.

وباكسمان من أعلى مذيعي الـ«بي بي سي» دخلا حسب عقده مع المحطة الذي يتقاضى بموجبه 800 ألف جنيه إسترليني في العام، ولكنه ظل من أكثرهم شعبية لدى الجمهور إلى درجة أن قراره الظهور بلحية العام الماضي تحول إلى حديث الصحف والمواقع الاجتماعية.

وبتخليه عن مقعده الدائم في البرنامج بدأت التوقعات بمن سيخلفه وإن كان الأمر سيكون صعبا خاصة أن لباكسمان أسلوبا مميزا اكتسب به جمهورا عريضا فعلى سبيل المثال أنهى إحدى الحلقات بغناء أغنية «إنها لحياة رائعة» للمغني الأميركي لوي أرمسترونغ، وفي حلقة أخرى بدلا من يقرأ النشرة الجوية اكتفى بالقول: «نحن في شهر أبريل (نيسان) وأنتم تعرفون الطقس في أبريل»، وذلك في إشارة إلى الأمطار الموسمية التي عرف بها الشهر.

وتوالت المقالات في الصحف أمس تشيد بباكسمان ومن جانبه قال جيمس هاردينغ رئيس قطاع الأخبار في الـ«بي بي سي» أن باكسمان «أصبح أسد صحافة البي بي سي الذي لم يفشل في يوم ما من توجيه الأسئلة الصعبة». أما دان هودجيز من صحيفة «التلغراف» فكتب «الأسد العظيم سيخلد للنوم الليلة». أما المدير الجديد لـ«بي بي سي» توني هال فقال معلقا «أعرف باكسمان وعملت معه منذ اليوم الذي انضممت فيه لبي بي سي في عام 1973. ولهذا أعتقد أني خير حكم على عمله الفذ في نيوزنايت». جيريمي موهبة نادرة وساطعة، لديه قدرة فريدة من نوعها في خلق جو من القلق وعدم الراحة للسياسيين الذين يظهرون في البرنامج وهو ما مثل متعه للمشاهدين.