جنيفر لورنس لـ «الشرق الأوسط»: التطور المتعلق بدوري يقع داخل الشخصية وليس خارجها

بدأت تصوير الجزء الأخير من «ألعاب الجوع»

في فيلم «ألعاب الجوع»»
TT

ما إن انتهى تصوير الجزء الأول من «ألعاب الجوع: موكينغجاي» (أو «طائر الزريق») حتى بوشر بتصوير الجزء الثاني منه. الممثلة جنيفر لورنس أخذت أسبوعين عطلةً ثم التحقت بالفريق الذي لم يغادر ولاية جورجيا منذ الشهر التاسع من العام الماضي.

«موكينغجاي» هو الجزء الثالث من «ألعاب الجوع»، لكن كما كان الحال عندما جرى تقسيم الجزء الأخير من «هاري بوتر» إلى فيلمين لتوسيع رقعة الاستفادة من نجاح السلسلة وتأجيل نهايتها، جرى تقسيم رواية سوزان كولينز هذه إلى قسمين يجري تصويرهما في وقت واحد ومع الفريق ذاته أمام وخلف الكاميرا باستثناء الراحل فيليب سايمور هوفمان الذي قضى في الثاني من فبراير (شباط) الماضي. رغم ذلك سنجد ما جرى تصويره له على قلته في هذا الجزء الجديد ولا شيء منه في الجزء التالي والأخير.

لكن الإضافة ستتمثل بوجود جوليان مور لاعبة شخصية رئيسة في هذا الخليط.

وصول سريع بالنسبة للكاتبة كولينز، فإن رحى الأحداث التي تتناوب في ثلاثيتها «ألعاب الجوع» مستمدة في عمقها من مزيج من التراجيديات اليونانية وألعاب القوى الرومانية. وهي كانت اعترفت بذلك حين ردت على أسئلة حول استلهاماتها. كما أن الفيلمين السابقين «ألعاب الجوع» (2012) و«ألعاب الجوع: الاشتعال» (2013) كانا واضحين في الدلالة على هذا الاستلهام. ما قامت به الكاتبة هو استحضار المباريات الرومانية الشهيرة ووضعها في عالم مستقبلي تسيطر فيه أقلية تعيش في مدن مترفة على أغلبية فقيرة تعيش في الضواحي والقرى البعيدة.

على نطاق الأسلوب والبناء الدرامي فإن خلفية سوزان كولينز ككاتبة مسرحية أفادتها في تقسيم العمل إلى ثلاثة فصول (ولو أن الفيلم جعلها رباعية كما تقدم) ثم تقسيم الكتاب الواحد أيضا إلى ثلاثة فصول كل منها مؤلف من عدة أجزاء.

عدا كل ذلك، فإن العمل كان مربحا لكولينز ومجزيا للممثلة جنيفر لورنس. ليس أن لورنس حققت شهرتها الأولى في «ألعاب الجوع»، إذ كانت اشتهرت قبل ذلك، بل مد الفيلم بوسائل تعزيز حضورها كنجمة سينمائية قوية ومحبوبة.

في غضون سبع سنوات انتقلت هذه الممثلة، المولودة قبل 23 عاما، من وجه مجهول إلى وجه معروف وشديد الوجود. لعبت دورين صغيرين في «منزل البوكر» و«حفلة الحديقة» ثم كبر دورها في «السهل المشتعل» والثلاثة مرت تحت رادار المشاهدين. لكنها في عام 2010 ظهرت في بطولة فيلم «عظمة الشتاء» Winter›s Bone لتجد نفسها مرشحة للأوسكار عن دورها في هذا الفيلم الجيد. فيه تؤدي دور فتاة فقيرة تبحث عن والدها المختفي لكي تبيع الأرض المكتوبة باسمه. حين تجده ميتا ومدفونا تقطع أصبعه لكي تستخدمه كبصمة.

في عام 2012 عادت إلى الأوسكار ونالته هذه المرة عن دورها في «كتاب مطرز بالفضة» الذي توسط الجزأين الأول والثاني من «ألعاب الجوع»، كما أن «نصب أميركي» (الذي شاركت بطولته النسائية مع آمي أدامز) توسط الجزء الثاني والثالث المقبل من السلسلة.

عمليا تكون جنيفر لورنس مثل كشاف ينتقل من مخيم إلى مخيم في عطلة طويلة. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن العمل المتواصل يجعلني أشعر بأنني طبيعية. هذا مناسب لسني بصرف النظر عن نوع العمل الذي أمارسه. لو كنت أعمل موظفة أو نادلة أتوقع أن أقوم بالقسط ذاته من العمل».

* ما المميز بالنسبة لسلسلة «ألعاب الجوع»؟ هل هو حماسك له؟ ولماذا تبدين منفعلة على نحو مختلف عما الحال عليه حين تمثلين في أفلام أخرى.. هل هذا هو استنتاج منطقي؟

- نعم، الحقيقة أنني أشعر بشغف كبير حيال «ألعاب الجوع». لقد جعلني أواصل العمل من ناحية، ومن ناحية ثانية أحب الشخصية التي أقوم ببطولتها. أحب الموضوع بأسره وتلك الأجواء المختلفة. الفكرة القائمة على استحضار «الغلادياتورز» في حقبة مستقبلية. هذا عالم جديد بالنسبة لي وشخصيتي كما بات معلوما شخصية ثائرة وتحت ضغوط.

* ماذا إذن عن دورك في «نصب أميركي»؟ كان مشروعا مختلفا جدا..

- طبعا، وسررت أنني اشتركت فيه. بالنسبة إلى شخصية روزالين (زوجة كرستيان بايل) كانت مثيرة للطرافة. تشرب كثيرا. تتكلم كثيرا. ترتدي ملابس غريبة. كنا (المخرج) ديفيد أوراسل نضحك عليها. نتداول كيف كانت ستتصرف في هذا الظرف أو ذاك. شخصية مجنونة، لكنني أحببتها وأحببت منوال تفكيرها.

الطائر والرمز من تابع شخصيتها في الجزأين السابقين من «ألعاب الجوع» قد يلحظ قدرا من التطور في شخصيتها. من المواجهة غير المتوقعة مع النظام الذي يفرض عليها المشاركة في الألعاب إلى شخصية محاربة محترفة ما زالت على تناقض مع ذلك النظام رغم اضطرارها للاستجابة له. كملامح للشخصية ليس هذا التطور حادا بالدرجة التي كان يمكن لها أن تكون عليه، لكن النص هنا فرض هذا النحو من الاستمرارية والحدود التي يمكن للشخصية أن تتطور من خلالها. لكن ماذا عن الأجزاء المقبلة؟

«التطور الذي تتحدث عنه يقع في داخل الشخصية وليس في خارجها. أو هو باطني وليس ظاهريا. إنه ينمو في داخلها ضمن الرحلة التي وجدت نفسها فيها. لم تخترها لكنها وجدت نفسها مقيدة بها».

* هل سيتغير الوضع في الجزأين التاليين؟

- في الجزأين المقبلين 3 و4 ستجد نفسها وقد أصبحت شخصيتي تقود المقاومة. كما قلت لم تختر لنفسها ذلك، لكنها ما عادت تستطيع الرجوع عن الطريق الذي تسير عليه. عليها أن تتحمل المسؤولية.

* الفيلم المقبل يتخذ من طائر الزريق شعارا.. ما هذا الرمز؟

- هذا الشعار موجود في الأجزاء الأولى، لكنني لا أعلم الرمز الحقيقي له خارج محيطه في هذه السلسلة. أقصد أنني أعلم أنه من المفترض به أن يمثلني ويرمز إلي، وهو بالتأكيد يرمز إلى الحرية والاستقلالية، إنما أنا متأكدة أنه ليس الطائر الوحيد الذي يرمز إلى ذلك. لكن ربما هو الأنسب لهذا الفيلم. أعتقد ذلك.

* في الواقع كتب الكثير عن كيف أن هذه السلسلة تنتصر للعالم الذي نحلم به والخالي من الفقر والسلطات الديكتاتورية. هل تجدين هذا المقارنة صحيحة؟

- أعلم أن هناك الأوضاع السياسية حول العالم ليست على النحو الذي يعزز السلام. هناك الكثير من الحروب والكثير من المشكلات والنزاعات، وربما من هذا الجانب هناك بعض أوجه المقارنة، لكن ما يمنحني الفيلم إياه في الحقيقة الشعور بأن علينا تعزيز دور الكلمة في مواجهة التطرف وفي مواجهة حالات الظلم وانعدام العدالة الاجتماعية. أعتقد أن علينا جميعا أن نسعى إلى التواصل والحوار.