مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام.. صخب وسحر وجدل

فيلم الافتتاح «غريس أوف موناكو» وصفه أبناء الأميرة الراحلة بـ «المهزلة»

نيكول كيدمان في لقطة من فيلم «غريس أوف موناكو»
TT

تتحرك اليخوت والطائرات في مثل هذا الوقت من كل عام لنقل الأسماء الكبيرة في عالم السينما إلى مدينة كان الفرنسية المطلة على البحر المتوسط للمشاركة في مهرجانها السينمائي الدولي الشهير الذي ينطلق غدا الأربعاء بمشاركة 18 فيلما في المسابقة الرئيسة للفوز بجائزة السعفة الذهبية. ولجنة تحكيم المهرجان هذا العام ذات أغلبية نسائية وترأسها المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون المرأة الوحيدة التي فازت بالسعفة الذهبية وكان ذلك عام 1993 عن فيلمها «البيانو».

وينافس 20 فيلما آخرون في مسابقة «نظرة خاصة» إلى جانب عشرات الأفلام الأخرى التي تعرض في فعاليات يشهدها المهرجان مثل أسبوع النقاد وأسبوعي المخرجين وغيرهما. ولا يخلو فيلم الافتتاح لدورة هذا العام وهو «غريس أوف موناكو» من جرعة إثارة الجدل المعتادة في الأفلام الافتتاحية لكان إذ وصفه الأبناء الثلاثة لجريس أميرة موناكو الراحلة بأنه مهزلة.

ووصف المخرج الكندي ديفيد كرونينبيرج، الذي ينافس بفيلمه «مابس تو ذا ستارز»، من بطولة نجم سلسلة أفلام «توايلايت» الشهيرة روبرت باتينسون، المهرجان «مذهل وممتع للغاية».

وقال المخرج البريطاني مايك لي، الفائز بجائزة السعفة الذهبية من قبل إن عرض أي فيلم في مهرجان كان «تجربة عظيمة». ويشارك مايك لي في المهرجان بفيلمه «مستر تيرنر»، الذي يعرض حياة الرسام البريطاني جيه.إم.دبليو تيرنر.

وأضاف: «أسعد دائما بالوجود هنا. أعتقد أنها المرة الخامسة التي أشارك فيها في المنافسة وكنت في لجنة التحكيم، لذا فأنا سعيد للذهاب وهناك شيء أفعله».

وقال زينب أوزباتور منتجة فيلم «وينتر سليب» للمخرج التركي نوري جيلان والذي يشارك في المسابقة «إنها فرصة لاستعراض البلاد وصناعة السينما فيها لأن هنا يتركز قلب الصناعة».

ومن الأفلام الأخرى المشاركة هناك فيلم «فوكس كاتشر» للمخرج الأميركي بينيت ميلر، وتدور أحداثه حول مقتل بطل في المصارعة على يد وريث شركة ديوبونت للكيماويات، أما فيلم «ذا سيرش» للمخرج الفرنسي ميشيل هازانفيشوس فتدور أحداثه في الشيشان.

كما يشارك المخرج والممثل الأميركي تومي لي جونز بفيلم «ذا هومزمان»، الذي يقوم بدور البطولة فيه إلى جانب النجمة ميريل ستريب. وتشارك أفلام لأسماء مخضرمة في مهرجان كان مثل الفرنسي جان لوك جودار بفيلم «أديو أو لانجاج» والكندي أتوم أكويان بفيلم «ذا كابتيف».

وبالإضافة إلى ذلك يشارك المخرج خافيير دولان البالغ من العمر 25 عاما بفيلم «مومي». ويصل عدد مشاركات كندا في المسابقة إلى ثلاثة أفلام مقابل فيلمين للولايات المتحدة، ووصف كرونينبيرج الأمر بأنه أشبه بانتصار لكندا في منافسة قديمة بين الدولتين الجارتين.

وقال سكوت روكسبورو، رئيس مكتب مجلة هوليوود ريبورتر في برلين «ما يهمني هو إلى أي مدى تعتمد المشاركات بالفعل على أوروبا القديمة وأميركا.. هناك عدد قليل من الأفلام الآسيوية ولا توجد أفلام ألمانية ويشارك عدد قليل للغاية من أفلام الدول الإسكندنافية، وليس هناك كثير من الأفلام من شرق أوروبا أو روسيا. «لذلك فهناك كثير من الوجوه القديمة والمناطق القديمة أيضا - الكثير من الأفلام الفرنسية مثلما هو الحال دائما وعدد معقول من الأفلام الأميركية وأفلام أخرى من أماكن لم نرها من قبل». لكن الأجواء الاحتفالية في مهرجان «كان» تبقى سمة مميزة وهناك ما يرضي جميع الأذواق. وسيشهد المهرجان هذا العام العرض الأول للجزء الثاني من فيلم الرسوم المتحركة الشهير «هاو تو ترين يور دراجون»، كما ستعرض نسخة جرى ترميمها لفيلم الرعب الكلاسيكي «ذا تكساس تشاينسو ماساكر»، الذي أنتج عام 1974.

ودائما ما يثير مهرجان كان السينمائي الجدل ولن يختلف الأمر كثيرا هذا العام. ففيلم الافتتاح الذي تقوم ببطولته النجمة نيكول كيدمان يتناول حياة الممثلة الأميركية غريس كيلي، التي تزوجت رينيه أمير موناكو ولقيت حتفها إثر تحطم سيارتها عام 1982 في تلال قريبة من شرق مدينة كان أثار جدلا واسعا وتحدثت الصحافة لشهور عن جدل بين مخرج الفيلم الفرنسي أوليفييه داهان ومنتجه هارفي وينشتاين، الذي يملك حقوق توزيع الفيلم في الولايات المتحدة بشأن مشهد النهاية. ومن جهتها ردت الأسرة المالكة في موناكو هذا الشهر ووصفت الفيلم بأنه «مهزلة»، وقال الأمير ألبرت وشقيقتاه كارولاين وستيفاني إن اللقطات الترويجية «تؤكد الطبيعة الخيالية تماما لهذا الفيلم». وردا على سؤال بشأن الجدل الشهر الماضي قال مدير مهرجان كان تيري فريمو إن القانون الفرنسي ينص على أن مخرج الفيلم له القول الفصل في مشهد النهاية.

ويفيد بعض الجدل المهرجان الذي حرص على قدر من إثارة الجدل منذ أن سمحت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو عندما كانت في الـ18 من عمرها لنجم هوليوود كيرك دوجلاس بتصفيف شعرها على شاطئ كان في صورة شهيرة عام 1953. ويجتذب المهرجان وسائل الإعلام ويقول كرونينبيرج، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في كان عام 1996 عن فيلمه «كراش» إن هذا هو بالضبط ما يسعى وراءه المنتجون المستقلون مثله. وفي مقابلة عبر الهاتف قال كرونينبيرج إنه سيجري 500 مقابلة على الأقل أثناء المهرجان للدعاية لفيلمه الجديد الذي أضاف أنـــه لن يحصل على مثل هــذا الاهتمام في أي مكان آخر.