لقاح جديد لعلاج الملاريا يحبس الطفيل داخل كريات الدم الحمراء

الوباء يقتل أكثر من 600 ألف سنويا جنوب الصحراء الكبرى

TT

يساعد مجموعة من الأطفال في تنزانيا لديهم مناعة طبيعية ضد الملاريا، مجموعة من العلماء الأميركيين لتطوير لقاح جديد يعمل على احتجاز الطفيل المسبب للمرض داخل كرات الدم الحمراء التي يهاجمها.

وقال الباحثون إن لقاحا تجريبيا يقوم على هذه الفكرة كفل الوقاية لفئران التجارب في خمس تجارب، وستجرى فحوص أخرى لتجربته على القردة في المعامل خلال فترة الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة.

وردت نتائج هذه الدراسة في دورية «ساينس».

وقال جوناثان كيرتس مدير المركز الدولي لبحوث الصحة بمستشفى رود أيلاند إنه إذا مضت التجارب على القردة على ما يرام فإن المرحلة الأولى من التجارب الإكلينيكية لاختبار اللقاح على مجموعة محدودة من المرضى قد تبدأ في غضون عام أو عام ونصف العام.

وقد بدأت الدراسة مع مجموعة من ألف طفل في تنزانيا حيث كان العلماء يحصلون على عينات منتظمة من الدم في السنوات الأولى من حياتهم، وقد تبين أن مجموعة من هؤلاء الأطفال لا يزيد عددهم على ستة في المائة كونوا مناعة طبيعية ضد الملاريا رغم حياتهم في منطقة موبوءة.

وقام باتريك دافي ومايكل فريد من المراكز القومية الأميركية للصحة بالاستعانة بعينات دم وبيانات خاصة بالأوبئة جرى جمعها من مئات الأطفال في تنزانيا - حيث تعد الملاريا مرضا متوطنا - ليتمكن الباحثون من رصد بروتين يحتاج إليه طفيل الملاريا للهرب من داخل كرات الدم الحمراء بعد إصابة العائل بالمرض.

ثم وجد الباحثون أن الأجسام المضادة التي دفع بها جهاز المناعة بالجسم للتعامل مع هذا البروتين أفلحت في احتجاز الطفيل داخل كريات الدم الحمراء مما أوقف تطور المرض. ويبذل العلماء جهودا مضنية منذ سنوات لإنتاج لقاح فعال لعلاج الملاريا التي تنتقل من خلال البعوض والتي تقول تقديرات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إنها تقتل 627 ألفا سنويا معظمهم من الأطفال في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بالقارة الأفريقية. وقال أنتوني فاوتشي مدير معهد الحساسية والأمراض المعدية بالمراكز القومية الأميركية للصحة: «من الأهمية بمكان إنتاج لقاح فعال لعلاج الملاريا». ووصف هذه الدراسة بأنها «مبتكرة وتمثل نمطا مختلفا من نهج للتوصل إلى لقاح».

وأضاف قائلا لرويترز: «لأن لدى طفيل الملاريا دورة الحياة المعقدة هذه فإن هناك نقاط ضعف كثيرة في دورة التكاثر يمكن للأجسام المضادة أو أي رد يمكن أن يحدثه اللقاح أن تدخل منها».

وتنتقل طفيليات الملاريا المجهرية من لعاب أنثى البعوض لتدخل مجرى الدم للإنسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة مما يؤدي إلى انفجارها وإنتاج المزيد والمزيد من الطفيليات داخل جسم المصاب.

وتعتمد الأساليب الحالية لإنتاج اللقاح على طريقتين الأولى منع الطفيل من الوصول إلى الكبد أو كرات الدم الحمراء فيما تحاول الطريقة الأخرى حبس الطفيل داخل هذه الكرات، أو كما يقول كيرتس: «حبسه داخل منزل يحترق».

وقال كيرتس إنه إذا استمر حبس الطفيل فيمكن أن يلتهمه الطحال بالاستعانة بجهاز المناعة دون إحداث أي ضرر.