السيارات الكلاسيكية والمعدلة هواية تستميل الشباب السعودي

تكلفهم مئات الآلاف من الدولارات ويشاركون بها في المهرجانات المحلية والعربية

معدل تطوير السيارات يصل إلى 150 ألف ريال من شرائها إلى تطويرها لتكون مطابقة للمواصفات المحددة للمشاركة في المهرجانات
TT

تستهوي رياضة السيارات الكلاسيكية والدراجات النارية شريحة واسعة من الشباب السعودي لتتحول إلى هواية مكلفة وباب واعد للاستثمار ليس في السوق السعودية فقط بل على مستوى الشرق الأوسط، حيث إن عشاق هذه الهواية في تزايد مستمر وملحوظ وهذا ما جعل مهرجانات هذا النوع من السيارات يكون ضمن المهرجانات في عدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة.

ومع أن هذه الهواية تمر بكثير من المصاعب سواء النظامية أو المادية إلا أن من يقودون هذه الهواية يعتبرون هذه المصاعب متعة بحد ذاتها. وتحدث هواة لـ«الشرق الأوسط» عنها وعن أسرارها والعوائد المالية والفرص الاستثمارية، إضافة إلى المصاعب التي تعترض انتشارها بشكل أوسع في أوساط الشباب أكثر مما هي عليه الآن.

يقول زكريا المهنا، أبرز منظمي مهرجانات السيارات الكلاسيكية و(الدراق) على مستوى المملكة وبعض الدول العربية: «تعتبر هذه الهواية من أبرز الهوايات التي تتطلب ممارستها صرف مبالغ مالية طائلة جدا وتحمل الكثير من المصاعب المادية والمعنوية وغيرها، حيث إن اقتناء سيارة قديمة يفوق عمرها 30 عاما يتطلب جهدا وصرفا ماليا باهظا فكيف بالسعي لاقتناء سيارة عمرها قرابة 90 عاما. ثم إن الأمر لا يتوقف عند اقتناء السيارة، بل يتخطاه إلى توفير قطع الغيار النادرة جدا ومن مصانع محددة في أميركا وكندا وشرق آسيا مثل اليابان والصين وتايلاند.

وعن القيمة المادية لهذه السيارات أو تكاليف تطويرها في حال شرائها كهيكل دون محركات قال المهنا: «التكلفة المادية لا تقل عن 100 ألف ريال وتصل إلى 600 ألف ريال خصوصا أن من يملك مثل هذه السيارات النادرة ليس من السهل إقناعه بالتنازل عنها، بل يتطلب ذلك مفاوضات شاقة وبعدها تبدأ مهمة توفير القطع. ويمكن القول إن معدل تطوير السيارات يصل إلى 150 ألف ريال من شرائها إلى تطويرها لتكون جاهزة ومطابقة للمواصفات المحددة للوجود في المهرجانات التي نقوم بتنظيمها ليس في المملكة في عدد من المناطق الرئيسية مثل الرياض والدمام والقصيم وكذلك جدة وحائل وغيرها من مناطق المملكة، وكذلك في دول كالإمارات والمشاركة كذلك في البحرين وقطر والأردن وغيرها من الدول».

وبين أن «عدد المهرجانات التي نشارك بها سنويا تصل إلى 15 فعالية وفي السنوات الأخيرة بدأت شركات كبرى وبنوك ترعى فعالياتنا وأنشطتنا، حيث تصل جوائز بعض الفعاليات إلى 250 ألف ريال ولكن في المقابل هناك تقصير، بل ومضايقات من جهات حكومية مثل المرور، حيث جرى تهديدنا في أحد المرات بمصادرة السيارات من قبل أحد رجال المرور، لكن الأمور حلت حينما جرى اللجوء إلى أحد القيادات على اعتبار أن هذه السيارات لا تسير في الطرق العامة، بل يجري توصيلها إلى مواقع الفعاليات من خلال حاملات السيارات».

وعاد ليشير إلى أن هذه الهواية باتت تلقى اهتماما وتشجيعا من قبل الجهات الرسمية، حيث أوصى الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية سابقا بتخصيص أرض لهم لإقامة فعاليات النادي وبالفعل اعتمدت الأرض من الأمانة وحاليا هناك تواصل مع إمارة المنطقة الشرقية من أجل إنشاء مقر ملائم لهذا النادي، وهذا أمر مشجع خصوصا أن هذه الرياضة أو الهواية تجلب أعدادا متزايدة من الشباب، مشيرا إلى أن النادي السعودي للسيارات له دور كذلك في تطوير هذه الهواية.

وعن التكاليف لممارسة هذه الهواية قال المهنا: «التكاليف باهظة جدا وحتى إقامة المعسكرات والفعاليات تحتاج إلى سيولة عالية وقد يصل ما يصرف على هذه الهواية على مستوى شباب المملكة قرابة المليار ريال».

وبين أنه في هذا المجال منذ انتهاء أزمة الخليج 1991 حيث كان لبعض الجنود الأميركيين دور في تشجيع هذه الهواية منذ أن بدأت تظهر كونهم كانوا يحبون التعرف على ثقافات وهوايات أبناء الدول التي يزورونها. وشدد على أن هذه الهواية في اتساع وتحتاج فعلا إلى دعم أكبر كونها تجذب شريحة واسعة ومتزايدة سنويا من الشباب.

وبالعودة إلى عدد أعضاء النادي الذي يتولى قيادته قال المهنا: «يضم النادي قرابة 50 عضوا وتتوفر به نحو 800 سيارة منها ما يقارب عمرها 90 عاما من نوع شيفروليه وهي صناعة 1929 وجنوطها من الخشب وهناك أخرى من نوع فورد (أ) مصنوعة في عام 1930 وجنوطها من النيكل وغيرها من السيارات.

بقيت الإشارة إلى أن أعضاء في نادي السيارات الكلاسيكية والدراق، وهي الأشبه بالدبابات البرية يشاركون في سباقات محلية ودولية كبرى ويحققون نتائج مميزة باسم المملكة.