صحافي عراقي يجمع الأقلام الرصاص ليدخل بها موسوعة «غينيس»

اقتنى منها 3000 خلال 50 سنة ونظم لها 18 معرضا

«أبو الأقلام» يعرض أقلامه النادرة («الشرق الأوسط»)
TT

يقضي الصحافي العراقي وليد إبراهيم، أو «أبو الأقلام» مثلما يسميه أصدقاؤه، معظم أوقاته برفقة كنزه الثمين الذي جمعه وحرص عليه طوال أكثر من 50 عاما من حياته، حتى صار من مقتنياته النادرة التي لا تقدر بثمن، مثلما يقول، وهي الهواية الأغرب والوحيدة في العراق والعالم العربي. كنزه عبارة عن مجموعة نادرة من الأقلام الرصاص يربو عددها على نحو 3000 آلاف قلم مختلفة الأشكال والألوان جمعت من بقاع العالم، ويسعى من خلال جمعها إلى أن يدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.

يحلم الصحافي وليد إبراهيم بأن ينشئ لها متحفا خاصا تتولى الجهات الثقافية في بلاده رعايته كي تتعرف عليها الأجيال المقبلة، ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنه صاحب الهواية الأغرب في العالم العربي، ويتمنى أن يدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بما يملكه من أقلام رصاص نادرة؛ بعضها عراقي وبعضها عربي، كانت حصيلة سنوات طويلة من الجهد والمثابرة لأجل الحصول عليها وجمعها والحفاظ عليها من الظروف الصعبة التي رافقت أيام العراقيين من حروب وغيرها.

نظم وليد أكثر من 18 معرضا خاصا بمجموعة أقلامه داخل العراق وخارجه، ويذكر أن محمد علي كلاي كان من بين زوار معرضه عام 1992، وهو يحتفظ بصورة معه، ويفتخر أيضا بأن وزير المعارف الأردني طلب منه تمديد معرضه لمدة شهر.

وعن سبب ولعه بالقلم الرصاص، وبداية تجميعه، يقول وليد: «هو قلم بسيط ورخيص ومهمل، يتلف وينتهي عمره بعد أن يقدم خدمة جليلة لنا، كما أنه من الأدوات المهمة لتعلمنا الأبجدية في الصفوف الأولى من المدرسة. لا يوجد أحد لم يستخدمه في سنوات دراسته الأولى، فقد ارتبط بطفولتنا، وعلى الرغم من كل التقنيات الحديثة، فإنه فلا يمكن الاستغناء عنه. بدأت بجمعه منذ الصغر وكبرت الهواية معي، وصار الأصدقاء يرفدونني بأنواع منه». وتوقف محدثي قليلا ليذكر أن «القلم الرصاص صار اليوم مستخدما من قبل رجال الفضاء بعد أن ثبت أنه لا يتأثر بالضغط الجوي الذي يسبب اندفاع الحبر خارج القلم في أقلام الحبر المعروفة».

وعن نوادر أقلامه يقول: «لدي أقلام مهمة، من بينها أقلام تحمل صور ملوك وزعماء حكموا العراق، مثل الملك فيصل، وعبد الكريم قاسم، كما لدي قلم ستمضي عليه 100 عام في 2018 ويحمل عبارة (حكومة العراق) وصنع في زمن الاحتلال البريطاني للعراق، وهناك أقلام تحمل سعر (2 فلس) أو (خمسة فلوس) وهي العملة المستخدمة قبل نحو 40 عاما، وهناك أقلام مرسومة عليها الأزياء العراقية المعروفة قبل 50 عاما، كما أن معظم أقلامي صناعة عراقية، حيث كان هناك ثلاثة معامل لإنتاجها (نور، ونصر، والكرافيت) لكن اليوم توقفت كلها وصرنا نفضل استيراد أقلام الرصاص»! ولو عرض عليك شراؤها، هل ستوافق؟ سألت وليد، فأجاب: «الأقلام لا تشكل قيمة مادية بشكلها المجرد، لكنها عندما تحمل أحداثا وتواريخ مهمة مضت عليها سنوات طويلة، تكتسب قيمة لا تقدر بثمن، وعليه لا يمكن لأحد تقدير ثمنها، كما أنني لن أوافق على بيعها، وأتمنى لو أدخل بها إلى موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية، أو تهتم وزارة الثقافة بإقامة متحف خاص بها يكون متاحا للجمهور للاطلاع عليها». وعن مشاريعه حاليا، قال: «هناك نية لإقامة معرض في إقليم كردستان، وأنا أستعد لذلك». وقبل أن ينتهي لقاؤنا بهاوي الأقلام، استذكر لنا طرفة مرت عليه وبقيت في باله، وذلك عندما اضطر لمطاردة فنانة عراقية معروفة وهي الفنانة ليلى محمد بعد أن وعدته بتزويده بقلم نادر من النوع المستطيل، ولكنها كانت تنسى كل مرة أن تجلب له القلم، وما زال يطاردها ويوصي الأصدقاء بتذكيرها بجلب القلم حتى إن الصحافة كتبت عنه يوما مانشيت «صحافي عراقي يطارد فنانة مشهورة من أجل قلم رصاص»!