صحافيون وسياسيون وأساتذة جامعات ينتقدون «ثقافة هوليوود» ودورها في مذبحة رودجرز

الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية تشجع على مثل هذه الحوادث

TT

لم تكن «الحرب على الناس» التي ارتكبها، أول من أمس، إليوت رودجرز (قتل ستة، وجرح أربعة عشر)، الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، لكنها سلطت الأضواء على دور هوليوود، مركز الأفلام السينمائية، والمسلسلات التلفزيونية، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن، في كل العالم، في تشجيع مثل هذه «الحروب». لهذا، خلال اليومين الماضيين، شن صحافيون، وسياسيون، وأساتذة جامعات في الشؤون الاجتماعية والنفسية، انتقادات شديدة ضد «كلشر اوف هوليوود» (ثقافة هوليوود). وذلك لأكثر من سبب:

أولا: يعيش رودجرز في شمال هوليوود، وانتقل للدراسة في جامعة كاليفورنيا (سانتا باربرا) القريبة.

ثانيا: والد رودجرز مخرج ومصور في هوليوود.

ثالثا: أخرج الابن فيلم فيديو قبل ارتكاب المذبحة، في عمل سينمائي هو الأول من نوعه لشخص يريد قتل الناس. ووضع له اسما مثيرا: «داي أوف اتربيوشن» (يوم الانتقام).

رغم أن رودجرز قال في الفيديو، وفي صفحته في موقع «فيسبوك»، بأنه غاضب على البنات الجميلات اللائي رفضن صداقته (ولهذا «سأقتل» كل شقراء منحلة أقابلها)، كتب، أيضا، ضد الزواج بين السود والبيض، وضد المهاجرين، وضد الأجانب.

كتب: «كيف يقدر أسود قبيح وبدائي على صداقة بنت بيضاء، ولا أقدر أنا، رغم أني نصف أبيض؟» (والدته صينية، ووالده يهودي). وشرح ذلك في «مانفستو» من 141 صفحة.

وكتب نورمان باتي، في صحيفة «نيوهيفين ريجستار»: «بالغت أفلام ومسلسلات هوليوود في تصوير الجنس الترفيهي، حتى صار كأنه أهم شيء في حياة الناس. وها هو صبي عمره 22 سنة يشتكي بأنه لم يمارس الجنس، ليس كزوج، ولكن من أجل المتعة. وكأن الجنس من أجل المتعة حق من الحقوق الطبيعية للناس».

وكتبت آن هورنادي في صحيفة «واشنطن بوست»: «صار سهلا جدا ملاحظة الشبه الكبير بين أفلام إليوت رودجرز في الإنترنت، والأفلام السينمائية التي أنتجها، أو صورها، والده بيتر رودجرز».

وأضافت: «نعم، كان إليوت رودجرز مصابا بمرض عقلي. لكن، صار واضحا أن أفكاره القتالية سببها شركات السينما والتلفزيون أو، في أقل حال، أثرت عليه. لم لا، وقد ولد وتربى في عاصمة هذه الثقافة القتالية؟».

في موقعه في «فيسبوك»، وضع رودجرز ملصقات الأفلام السينمائية التي يفضلها. ومنها: «أميركان سايكو» (المخبول الأميركي)، و«بيك أب ارتست» (الفنان صائد النساء). وأيضا، أفلام جيمس بوند (تخلط بين الشقراوات والقتل).

وكتبت مارثا لوزين، أستاذة في جامعة سان دييغو ستيت (ولاية كاليفورنيا)، أن أساس المشكلة هو سيطرة الرجال على إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية في هوليوود. وبالتالي، سيطرة ثقافة الجنس والقتل. وقالت: إن أقل من عشرين في المائة من الذين يعملون في هذه المجالات هم نساء. وأضافت: «لهذا، ليس غريبا أن أقل من عشرين في المائة من أبطال الأفلام هم نساء». وسألت: «ماذا لو كان العكس؟ لست متأكدة. لكن، أقدر على أن أقول: إن أفلام الجنس والقتل كانت ستكون أقل كثيرا مما هي عليه الآن». وكتبت اليسون بيخدل، رسامة كاريكاتير، أنها أجرت دراسة عن أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية. ولاحظت أن أغلبيتها عن رجال يقتلون، ورجال يصادقون نساء (مؤخرا، نساء يقتلن أيضا).

وقالت هورنادي، محررة الشؤون السينمائية في صحيفة «واشنطن بوست»: «ربما لا تعكس الأفلام السينمائية الواقع، وحياة الناس اليومية لكنها تؤثر تأثيرات قوية، ليست فقط على ما نفكر فيه، ولكن، أيضا، على ما نتوقع. صار كل واحد يسأل: لماذا لا أكون مثل الذين أشاهدهم (غنيا، مشهورا، جميلا، قويا)؟».

وأضافت: «تأكدت خرافة القول بأن الأفلام السينمائية لا تؤثر علينا. بدليل أنه، في عصر الإنترنت، صار كل واحد يصور فيلما، ويعرضه للآخرين.