إنزال «النورماندي» ينتظر دوره لدخول لائحة التراث العالمي

الساحل الفرنسي شهد أكبر هجوم نفذته قوات الحلفاء في الحرب الثانية

إنزال النورماندي استعدادات للاحتفال بذكراه السبعين
TT

على فرنسا - التي تحتفل الجمعة المقبلة بالذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء على سواحل النورماندي، شمال غرب البلاد - أن تتمهل قبل أن توافق منظمة اليونسكو على إضافة هذه المنطقة إلى لائحة التراث العالمي.

وكان الفرنسيون قد نجحوا، خلال السنوات الماضية، في ضم عدد من مواقعه الشهيرة والنادرة إلى اللائحة، مثل جبل «سان ميشيل»، الذي تحيطه المياه، غرب البلاد، في فترات المد البحري، وحصن «فوبان» وقلعة «الهافر». وتسعى باريس، حاليا، إلى أن تضيف إلى اللائحة الشواطئ الخمسة التي انطلقت منها قوات الحلفاء لتحرير فرنسا من الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية، عام 1944.

أطلقت المشروع، في البداية، جمعية تدعى «ذاكرة النورماندي»، قبل أن يخرج منها الملف ويستقر بين يدي ستيفان غريمالدي، رئيس الجزء الجنوبي من المقاطعة. وبعد سنتين من النشاط لتحقيق الهدف، على أمل أن يرى النور بمناسبة احتفالات الذكرى السبعين، اضطر المدافعون عن الملف إلى الإقرار بأن ملف إدراج الموقع في لائحة اليونسكو لم يكتمل بعد، ولن يكون جاهزا هذا العام. إن دخول لائحة اليونسكو يتطلب ملفا قويا مدعما بالحجج والدراسات والبيانات والأفلام ومدعوما من الدولة، ممثلة بوزارة الثقافة، ولا بد من استيفاء مراحل كثيرة وانتظار قرارات اللجنة العالمية الخاصة بالتراث، حسب مواعيد اجتماعاتها الدورية.

قبل سنتين، في الخطاب الذي ألقاه الرئيس فرنسوا هولاند بمناسبة الذكرى السنوية لإنزال النورماندي، أكد على أنه سيقدم كل الدعم للإقليم من أجل تسجيل الشاطئ في لائحة التراث العالمي للإنسانية. وجرى تشكيل لجنة لدعم الطلب تتألف من كل من المفكر الشهير ستيفان هيسيل (رحل عن الدنيا) والوزيرة السابقة سيمون فاي والمؤرخ الأميركي روبرت باكستون، ذلك أن الملف الفرنسي يحظى بدعم في الولايات المتحدة، الدولة التي فقد ستة آلاف جندي من قواتها حياتهم في الليلة الأولى للإنزال وما زالت أضرحتهم قائمة على الساحل الفرنسي.

بعد يومين، ستتركز أنظار العالم على ساحل النورماندي الذي صار شاطئا للذكريات التي تجمع ما بين الفخر والأحزان. إنه موطن الملحمة التي أنتجت عنها هوليوود عشرات الأفلام وألهمت كبار الروائيين. وستكون إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا التي شارك جنودها في الإنزال بكثافة، في مقدمة حضور احتفالات الذكرى السبعين، ومعها الرئيس باراك أوباما وحشد من زعماء العالم. ولن تغيب عن المناسبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رغم أنها تنتمي إلى دولة «العدو» السابق الذي صار حليفا في أوروبا الموحدة.