عزيزة.. تطلق ألبومها الأول وتصبح نجمة خلال أيام

فريقها يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحقق انتشارا فنيا أسرع وأسهل من التلفزيون

خلال تصوير فيديو «يا مزاج»
TT

صارت المغنية عزيزة معروفة في بيروت خلال أيام فقط. حفلها الذي أقامته في نادي «سبورتينج»، لإطلاق ألبومها الأول، الذي يحمل اسمها الفني، سمع به القاصي والداني. الفضل للحملة الإعلانية المنظمة التي قام بها فريقها على مواقع التواصل الاجتماعي على أنواعها، مع الاهتمام بوضع فيديوهات ظريفة، بتصوير ماهر، بدت فيها عزيزة ذات حضور باهر، بملابس مبتكرة. هذا غير الذكاء في اختيار مكان للحفل في الهواء الطلق، هو مقصد أسبوعي لمحبي السهر في نهاية الأسبوع.

ورغم أن عزيزة تصر على أنها موجودة منذ أربع سنوات، وغنت الطرب في أماكن عديدة في بيروت وكذلك في الأردن، فإن إطلاقها هذه المرة جاء مختلفا، ويدعو للالتفات إلى تحولات على مستوى كبير من الأهمية. لم تكن عزيزة بحاجة للتلفزيون ولا لشركة ضخمة، أو تمويل كبير، كي تعلن عن ألبومها، وتصل أخبارها إلى آلاف من الناس داخل لبنان وخارجه. الاعتماد هنا، كان على نمط غنائي مختلف يخلط بين روح الطرب الأصيل وموسيقى غربية شبابية جذابة، وكلمات بسيطة تحكي عن يومياتنا العادية، مع الإعلان المستمر وتناقل الأخبار بشكل متواتر.

العشرينية الجريئة لا تخفي فرحها بحفلها الكبير في «سبورتينج» وبردود الفعل الأولى على ألبومها، وتعزو هذا النجاح إلى فريق عمل أعجب بما تقدمه، خاصة المنتجة جنى صالح التي أنفقت على المشروع لإيمانها به، ورغبتها في تقديم غناء عربي مختلف. وكذلك لارا قانصوه التي اهتمت بالعلاقات مع الإعلام. وتضيف عزيزة: «نحن واثقون مما نقدم، ونود أن نعرّف الإعلام على هذا النتاج ليحكم بنفسه على ما يرى ويسمع، ولغاية اللحظة، جاءت الكتابات والتعليقات إيجابية ومفرحة». وتكمل عزيزة: «الغناء العربي هابط في جانب منه، وهناك حب عند الشباب لسماع الأغنيات الأجنبية، وهذا محزن. ما أقدمه هو غناء عربي فيه شغل على الصورة كي تكون جذابة، وعلى الموسيقى كي تلائم المزاج الشبابي الجديد».

منذ سنتين والإعداد للألبوم يسير بهدوء. البعض قام بالعمل حبا واقتناعا وبالمجان، ثمة رغبة عند الفريق المصاحب لعزيزة في الوصول بهذه الأغنيات إلى الناس. عزيزة تكتب أغنياتها وتلحن.. جنى صالح التي درست في نيويورك وتطمح لتقديم موسيقى مغايرة، ورائد خازن الموزع الموسيقي الذي قام بدور مهم، أعطى الألبوم نكهته، وهناك مصورون ومصممون، انضموا تطوعا لفريق العمل.

الكليب الأول الذي أطلقته عزيزة «يا مزاج» لم يعرض تلفزيونيا، لكنه بات متناقلا بشكل كبير على مواقع إنترنتية كثيرة، ومثله الإعلان المصور لأغنية «برغشة» التي تنوي عزيزة تصويرها «فيديو كليب»، ومقاطع صغيرة لأغنيات أخرى تنتهي بعبارة «قريبا...»، في وعد بإطلاقها مصورة في وقت لاحق.

هذا النمط التسويقي الجديد لن يغني عن وسائل الإعلام التقليدية، بطبيعة الحال، لكنه يسبقها، ويقدم لها المادة الأولية لعملها.

غنت عزيزة الطرب؛ المصري والتونسي والجزائري، وعندما كانت تغني أغنية «عزيزة» لمحمد عبد الوهاب، كانت تسمع الجمهور يناديها «آه يا عزيزة» من هنا جاء اسمها الفني وعنوان ألبومها الذي يتضمن هذه الأغنية، إضافة إلى أغنية أخرى إيطالية معروفة تحمل اسم «نو.. نو.. نو» أما باقي الأغنيات فجديدة كتبتها بنفسها ولحنتها. وهي تصفها بأنها «أغنيات شعبية تخلط بين الطرب والبوب.. كلام باللبنانية، وهناك ما هو بالفصحى، مع موسيقى الريجي، وأحيانا يصبح صوت الطبل هو الأكثر حضورا».. خلطة عصرية، تقول عزيزة إنها تشبه حياتها ولبسها، ويومياتها. أغنية «هوليداي إن» التي تحمل اسم سلسلة الفنادق الشهيرة، مليئة بالسخرية، وهي عن رجل يأتي إلى بيته وكأنه ينزل في فندق، تاركا لزوجته أمر الاهتمام به. أما أغنية «برغشة» التي تنوي عزيزة تصويرها «فيديو كليب» لما تحصده من إعجاب، فهي عن مدينة مثل بيروت، تصخب بالضجيج وحركة المارة فيما البعض يطل متدليا من الشبابيك، حتى يصبح الإنسان أكثر إزعاجا من حشرة طائرة مثل البرغشة أو ما يعرف بالناموسة. وهناك أغنية «يا مزاج» التي تحكي مشاعر امرأة وقعت في الحب وهي تسبح بأخيلتها، وأخرى تحمل عنوان «بكير وشتوية» عن أحاسيس الوحدة التي تنتاب الإنسان أحيانا حين يستفيق صباحا، ويراجع مشهدا كل ملامحه تتغير، وأناسه يتبدلون، ويبقى وحيدا. نفح أنثوي عابق حيث أغنيات كثيرة تعكس هموم المرأة وانشغالاتها وأحاسيسها وعلاقتها بالرجل.

درست عزيزة الإعلام المرئي والمسموع، لكنها نشأت في بيئة طربية، حيث كان والدها يعشق الغناء وله صوت جميل، تعزف على الغيتار، وبدأت تتعلم حاليا العزف على العود. قررت، كما تروي، «أن أعيش حياتي الفنية دون أن يكون لي أي عمل آخر. الموسيقى تحتاج تفرغا، وعملا دؤوبا، وهذا ما أفعله الآن». بعد إطلاق ألبومها الأول، بدأت العمل لتقديم عرض أكبر، مطلع الشتاء المقبل، يعتمد على المشاهد البصرية.

«أريد العودة إلى الاستعراض».. تقول لك عزيزة.. «نقوم بالتصوير، حيث سيشمل العرض تسجيلات تصاحب الأغنيات إضافة إلى الرقص. وكل ما يخدم العرض سنستخدمه. كنا تمنينا لو استطعنا في حفل إطلاق الألبوم أن ننجز هذه الخطوة، لكن محدودية التمويل منعتنا. لن نتوقف، وسيكون لنا ما نريد في المرة المقبلة».

يبقى أن النجاح في إطلاق ألبوم بفضل المهارة في تقديم الصورة الجذابة والموسيقى العصرية، لا يعني بالضرورة الكثير. فالإطلاق لا يتعدى بالون اختبار أولي، وأمام عزيزة وفريق الشباب الطموحين الذين يعملون معها مسار طويل، ليثبتوا أنهم جديرون باهتمام جمهور عريض. فثمة حاجة كبيرة رغم بهرجة الصورة لصقل الصوت، وتحسين الأداء كي يتمكن الفنانون الجدد من إقناع الناس بأن ما يقدم لهم لا يستحق الفرجة فقط.. وإنما الإنصات أيضا.