لبنان يرتدي حلة زاهية في كرنفال المونديال

أعلام وقمصان وشعارات مشاهير كأس العالم زينت السيارات والشرفات والطرقات

في منطقة قريطم رفعوا علم البرازيل («الشرق الأوسط»)
TT

وأخيرا تنفس اللبنانيون الصعداء، ولكن بالألوان هذه المرة، بعد أن تركوا لأنفسهم العنان، وركبوا قطار مباريات كأس العالم بأسلوبهم وعلى طريقتهم؛ فالاستعدادات لهذه المناسبة، التي بدأت ملامحها تظهر إلى العلن منذ أكثر من شهر، كانت بمثابة العصا السحرية التي لامست لبنان من رأسه حتى أخمص قدميه، فازدانت الشوارع بإعلام البلدان المشاركة في المونديال، بينما رفعت المقاهي والمطاعم عروضها الخاصة في المناسبة، وقد وضعت شاشات عملاقة، ليتمكن زبائنها من مشاهدة المباريات خلال وجودهم فيها.

أما الطرقات والساحات، فقد تحولت إلى صندوق للفرجة، لما تتضمنه من مشاهد تتعلق في المناسبة. فساحة ساسين مثلا اكتسحتها البسطات التي يبيع أصحابها الإعلام التي ترمز للبلدان المشاركة في المونديال، أما منطقة قريطم، فلم يتوانَ الباعة فيها عن استعراض بضاعتهم بطريقة لافتة ومسلية، فرفعوا الحبال على طريقة «حبل الغسيل»، وعلقوا عليها بواسطة الملاقط البلاستيكية الملونة الألبسة التي يُعرف بها أبطال هذه اللعبة، والتي تحمل أسماءهم وأرقامهم، فهنا يتدلى قميص البرازيلي نيمار وتحمل الرقم 10، وبقربها شورت زميله رونالدو ويحمل الرقم 7. ويلتصق بها من الناحية الثانية زيا اللاعبين الألمانيين أوزيل ولام صاحبا الرقمين 8 و16، أما أبطال الفريقين الإيطالي والفرنسي، الذين بالكاد لديهم شعبيتهم في لبنان، فترى قميص تشيليني ذا الرقم «3» متدليا عن الحبل وبقربه شورت بالوتيلي ويحمل الرقم «9»، وبينهما قميص الفرنسي كريم بانزيما ورقمه «10».

أما السيارات، فتحولت كليا إلى ملاعب صغيرة تسير على الطرقات بقيادة مشجعي لاعبيها. فهنا سيارة «بيجو» غطاها صاحبها بالأزرق والأبيض والأحمر، تيمنا بالعلم الفرنسي، وهناك سيارة «جيب» ارتأى صاحبها تلوينها بورق الفرنيل الأصفر والأزرق، للدلالة على تشجيعه للفريق البرازيلي، واختلفت أزياء السيارات لتتنوع ما بين الأحمر (نسبة لفريق إسبانيا) والأبيض والأخضر إشارة إلى فريق ألمانيا، وغيرها من الألوان التي تدل بصريح العبارة عن اسم الفريق الذي ينحاز إليه سائقها. ويقول جورج ملك صاحب محل لبيع زينة السيارات في منطقة الأشرفية، إنه غطى حتى الآن ما فوق الألف سيارة بورق الفرنيل اللاصق الملون حسب رغبة الزبون وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الكلفة تتراوح ما بين 5 و25 دولارا، حسب كمية الورق التي يريد الزبون لصقها على سيارته، كما أن هناك من اكتفى بتعليق علم الفريق الذي يشجعه على صندوق سيارته، أو وضع الشعار الذي يمثله على الزجاج الخلفي لها». وتابع: «أكثر الزبائن هم من الرجال وبالأخص الشباب الجامعي، أما النساء، فاكتفين بتغطية مقاعد سياراتهن من الداخل بقميص البرازيلي رونالدو أو الإسباني كاسياس وغيرهما».

أما مدينة طرابلس الشمالية، فاستعدت للمناسبة أيضا على طريقتها، فعرض أصحاب البسطات أعلام البلدان المشاركة في كأس العالم، وبأحجام مختلفة وصل بعضها إلى الخمسة أمتار، بينما اتخذت المفرقعات والأسهم النارية أيضا مساحة لا يستهان بها من هذه البسطات، وقد ارتفعت فوقها لافتة كتب عليها «شجع وفرقع». وفي وسط بيروت، وبالتحديد على الواجهة البحرية المعروفة قرب مركز البيال، فقد استحدثت مساحة خاصة للمناسبة، وبالتعاون مع شركة «سوليدير»، لاستقبال متتبعي هذه الرياضة العالمية تحت عنوان «Beirut fan park». وتمتد هذه الساحة على مساحة 3500 متر مربع، قسمت إلى ثلاثة أجزاء؛ اثنان منها تستقبل روادها من مختلف الطبقات على مدرجات وكراس وطاولات بلاستيكية، وثالثة مخصصة للطبقة المرفهة، بحيث تستطيع متابعة المباريات على مقاعد وثيرة.

ويقول الشاب الجامعي عبدو الرفاعي صاحب هذه الفكرة لـ«الشرق الأوسط» إنه أراد بذلك أن يفتح الفرصة أمام أكبر عدد من اللبنانيين لمتابعة مباريات المونديال بطريقة مسلية ومريحة يستطيع فيها الشخص تناول الطعام وتدخين النرجيلة في الهواء الطلق. وأضاف: «أسعار الدخول تحددت بـ12000 ليرة لبنانية للقسم العادي و20000 ليرة للقسم المرفه، وسيجري تقديم بعض الاستعراضات المستوحاة من المناسبة في الأوقات الفاصلة بين الشوطين، كما أننا ابتكرنا بطاقة واحدة بسعر 100 دولار، تسنح لصاحبها الدخول يوميا إلى هذا المكان.

ورفع الفنانون في لبنان تأييدهم للفريق الرياضي الذي يشجعونه إلى العلن، فعاصي الحلاني أكد أنه مشجع كبير للبرازيل، وكذلك الأمر بالنسبة لكارول سماحة ومايا دياب ووائل جسار، أما إليسا ويارا فأكدتا أنهما تشجعان فريق إسبانيا، وبدت هيفاء وهبي الفنانة الوحيدة المشجعة للفريق الإيطالي، إلى جانب عدد من الإعلاميين بينهم وفاء الكيلاني ونيشان درهاروتونيان.

أما فلة الجزائرية، وكاظم الساهر، وسعد رمضان، فأكدوا انتماءهم للفريق العربي الوحيد في المباريات، أي الجزائر، وانضمت إليهم نانسي عجرم، لا سيما أنها قدمت أغنية مصورة خاصة بالمونديال مع الشاب خالد بعنوان «شجع حلمك وحياتك»، من كلمات أمير طعيمة وألحان حسن الشافعي.

أما الفلسطيني محمد عساف الحاصل على لقب «محبوب العرب» في برنامج «أراب آيدول» فقد شارك في افتتاح حفلة «كونغرس الفيفا الـ64» في البرازيل فغنى «يلا يلا» الخاصة بالمناسبة والتي أنتجها العالمي رودني جيركنز (ألحان ميشال فاضل وتأليف نزار فرنسيس)، أمام رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم الـ«فيفا» جوزيف بلاتر، ولاعب كرة القدم البرازيلي الأسطوري رونالدو وحشد كبير من المدعوين والمشاهير ليكون بذلك أول مطرب عربي على الإطلاق يشارك في افتتاح حفل عالمي تابع لـ«الفيفا»، في إطار تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل.