الصقر من الطيور المعرضة للانقراض نتيجة الممارسات الخاطئة

ثلث «الصقارين» في العالم من الدول العربية

الباحث الهندي البروفسور زبير ميدمال مع الصقور
TT

كشف باحث مختص في مجال الصقور عن أن «الصقر» بات من الطيور المعرضة للانقراض نتيجة الممارسات الخاطئة في التعامل معه، مفيدا في الوقت ذاته بأن المنطقة العربية تضم ثلث الصقارين على مستوى العالم.

ولشدة تعلق الثقافة العربية حتى اللحظة بالصقر، دعا الدكتور زبير ميدمال، الأستاذ الجامعي والباحث العلمي في جامعة كالكوتا الهندية، إلى أهمية نشر ثقافة الصقارة وزيادة المعرفة بالصقور التي تعد أحد معالم الفخر في العالم العربي، مشددا على أهمية نشر المعرفة بالصقور في التعليم العام وعبر الكليات والجامعات وعلى مستويات الفصول الدراسية للأجيال الشابة الجديدة.

ولفت إلى أن الصقور تعد جزءا من هوية معظم بلدان الدول العربية، بل تعد رمزا رسميا لعدد من بلدانها، على حد وصفه، مشيرا إلى أن الصقارة مهنة راسخة في معظم الدول العربية، حيث يوجد حاليا، بحسب دراساته التقديرية، ثلث الصقارين في العالم بالمنطقة العربية.

ورغم ذلك، يرى ميدمال، الذي أجرى 20 بحثا علميا منشورا في مجالات الصقور تضمنت تربيتها وغذاءها وسلوك التعامل معها وكيفية إدارتها والرعاية الصحية، أن الصقر يمضي نحو تصنيفه من الطيور القابلة للانقراض السريع نتيجة حوادث الطيران وسوء الإدارة وتلوث البيئة واستخدام المبيدات، إضافة إلى فشل أساليب تكاثره وتغذيته، لافتا إلى أن العالم العربي رغم تعلقه بـ«الصقر» مقصّر تجاهه في جوانب عدة، منها: البحث العلمي والتربية والتغذية.

ورغم أن معظم الصقور تأتي من ألمانيا، وتوجد في الهند، أشار ميدمال إلى أن العرب يحتاجون إلى رفع مستوى تعاملهم مع الصقور مؤسسيا، وذلك في ظل ندرة وجود المؤسسات المختصة، داعيا إلى أهمية توفير المراكز الشاملة والمتخصصة في دراسة الصقور ومعالجتها وبحث سلوكها وزيادة تناسلها، مبينا أن السعودية تحوي مركزا متخصصا واحدا، وهو مركز فهد بن سلطان للصقور.

وأبان ميدمال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع القائم في التعامل مع الصقور طارئ ويحتاج إلى تحرك عاجل على مستوى حكومات المنطقة والجهات الخاصة المعنية، لافتا إلى أبحاثه ودراساته التي امتدت لعشرين عاما والتي تؤكد أن التغذية الصناعية الصحية يمكنها أن ترفع من أعداد توالد الصقور وتحسين تناسلها الذي يتراجع حاليا في المنطقة العربية.

ويرى ميدمال، وهو مؤلف كتاب «الصقر.. البيولوجيا والسلوك» ويحمل شهادتي الماجستير والدكتوراه في علم الحيوانات وتحديدا في «الصقر والصقارة في العالم العربي.. دراسة علمية وتاريخية»، أن لدى الدول العربية وتحديدا السعودية قدرة لتبنّي إنتاج التغذية الصناعية للصقور.

وحول أبرز الصقور في المنطقة العربية، يلفت ميدمال إلى أن صقر الشاهين هو الأبرز ويشاهد كثيرا في الهند، فيما يتزايد استيراد الصقور من ألمانيا، مضيفا أن المنطقة العربية ساعدته كثيرا على إنجاز دراسته على الصقور، تحديدا المراكز العلمية والعملية والمستوصفات، من بينها: مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصقور بأبوظبي، وهيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها في الإمارة، والمركز الوطني لأبحاث الطيور في سويحان، ومستشفى الصقور في دبي، ومستوصف الصقر بالشارقة، ومركز التفتيش لإنتاج الصقور في دبي، ومركز فهد بن سلطان للصقور في الرياض، ومركز الصقور في قطر، والمركز التفريخي للصقور بألمانيا، ومراكز أخرى.

وشملت دراسات ميدمال ثمانية مجالات رئيسة، منها: الصقارة في الشرق الأوسط، والصقور وأنواعها وموقعها العالمي، والصقور والعجائب المكتشفة فيها، وتغذية الصقور وأغذيتها المفضلة، والتناسل في الشواهين، والصقور وريشها المتنوع، ثم حماية الصقور في الأقفاص، والصحة والرعاية الصحية للصقور.

ويوضح ميدمال أن الصقر هو الطائر الوحيد الذي يلزم له جواز سفر للسفر به إلى الخارج في جميع أنحاء العالم، كما أن توافر الصقارة لتحقيق القنص وما شابهه مطلب تقليدي مثله مثل سباق الخيول والإبل في جميع البلدان العربية بشكل عام والإمارات خاصة.

وبحسب ميدمال، أكسبته زياراته المتعددة في المنطقة العربية منذ مطلع التسعينات الميلادية، الكثير من المعلومات عن الصقور، مثل: أصواتها المختلفة وصحتها وأكلها، كما درس أنواع ريشها ومنابته وتلصيقه بعد السقوط، وغير ذلك، مبينا أنه جمع معلومات كبيرة حول التغذية والتفريخ والرعاية والتربية والاهتمام بها ومتطلبات البيئة في مراحل التناسل المختلفة والمراقبة لأساليب تبديل الريش وترتيبها في جسوم الصقور البالغة وغير البالغة.