مصمم لبناني حلم بتصميم زي للنجمة هيفاء وهبي فطال كوكب «جي لو»

شربل زوي: 88 مليون شخص شاهدوا ما أنجزته لجنيفر لوبيز في افتتاح المونديال

جنيفر لوبيز خلال افتتاح كأس العالم في البرازيل مرتدية الزي الذي صممه اللبناني شربل
TT

حصد المصمم اللبناني الشاب شربل زوي نجاحا باهرا، بعدما لمع اسمه إثر ارتداء النجمة العالمية جنيفر لوبيز زيّا من تصميمه، خلال إطلالتها الغنائية في افتتاح مباريات كأس العالم 2014 في البرازيل.

وبدأت القصة عندما لفتت أعماله المغنية المذكورة، فطلبت من المدير المسؤول عن أناقتها وإطلالاتها الاتصال به.

ويقول شربل عن هذا الموضوع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة، القصة بأكملها حصلت بسبب زي كنت سبق وصممته للفنانة هيفاء وهبي، هذا الزي شاهده أحد الأصدقاء المقربين من جنيفر، فأبلغها عنه، وعندما رأته بدورها طلبت من المسؤول عن تصاميم ثيابها البحث عني وإيجادي». ويتابع شربل زوي بحماس: «لم أصدق في بادئ الأمر أن أحدهم يتصل بي من قبل الديفا جنيفر لوبيز، فاعتقدت أنني أحلم، رغم أن أحلامي عادة ما تتحقق، وبعد عدة اتصالات بيننا وقفت فيها على مطالب جنيفر لوبيز في هذا الصدد، قررت تصميم زي لها وفقا لأسلوبي وعلى طريقتي فأعجبت به ووصفته بالرائع».

وأكد شربل أن هذا المزج في الألوان (بين الأزرق والأخضر) الذي اتبعه في تصميه وظهرت به لوبيز في افتتاح المونديال شكّل عامل الجاذبية الأول لها، ثم إن أسلوبه في شكّ أحجار السواروفسكي الكريستالية، إضافة إلى طريقته في معانقة القماش لجسدها بأناقة، دفعها إلى القبول به كما هو دون أي تعديلات تذكر.

وأضاف: «لقد كان وجه الفنانة هيفاء وهبي فأل خير علي، فمن خلالها وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، ولن أنسى هذا الأمر طيلة عمري». وروى لنا شربل زوي الشاب الوحيد بين أختين، وهما داليدا وميرا المستقرتان في فرنسا، كيفية تعرّفه إلى الفنانة هيفاء وهبي فقال: «لقد صممت لها زيّا وأرسلته لها في عيد ميلادها، ومرّت الأيام ولمناسبة عيد ميلادي وجدت على صفحتي الإلكترونية صورا فوتوغرافية لها وهي ترتدي الفستان وقد كتبت تحتها (هذه هديتي لك يا شربل). فكانت من أجمل الهدايا التي تلقيتها في حياتي، ومن هنا بدأ مشواري مع هيفاء وهبي وصرت أصمم لها الفستان تلو الآخر، فكانت ترتديها باستمرار، وأحدثها ذلك الذي أطلت به في برنامج (شكلك مش غريب) الذي يعرض حاليا على شاشة (إم بي سي)».

ورأى أن الألوان التي خصّ فيها الفنانة هيفاء كانت فريدة من نوعها ولم يسبق أن ارتدتها كالشوكولاتي، الذي نال شهرة واسعة من الناس ومن صاحبته على الأخصّ.

وكان قد سبق لشربل زوي أن صمم لجنيفر لوبيز الزي الذي ظهرت به في إحدى حلقات برنامج المواهب الفنية «أراب أيدول»، الذي تشارك فيه بصفة عضو لجنة حكم في طبعته الأميركية. وبعدها كرّت السبحة ليصمم أخيرا لها الزي الذي اطلّت به في حفلة افتتاح مباريات كأس العالم 2014 في البرازيل، عندما أدت أغنية الافتتاح الخاصة في المناسبة «Ole Ola» إلى جانب المغنية البرازيلية كلوديا ليتي وزميلها بيتبول. وقال معلّقا على هذا الموضوع: «تخيلي أن هناك 88 مليون نسمة شاهدوا هذه المناسبة مباشرة على شاشة التلفزيون، أي أنها رأت الزي الذي صممته لـ(جي.لو) وتحدثّت عنه على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لقد تلقيت تعليقات عن جماله وأناقته من اليابان والصين وإنجلترا والخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية وغيرها، فانبهرت بها ولم أستوعب الأمر في بادئ الأمر». وتابع: «أحلامي كانت كثيرة منذ صغري، حتى إن أساتذتي في المدرسة كانوا يتوقفون أمام رسومي لوقت طويل، ويتساءلون عمّا يمكن عن أصبح عندما أكبر، فموهبتي في الرسم كانت عالية وأنا سعيد بأنني وصلت إلى العالمية وأنا ما زلت فتيا».

والمعروف أن شربل زوي هو خريج معهد «CAMM» في لبنان، والذي خرّج أهم مصمّمي الأزياء اللبنانيين، كما أنه خريّج معهد «Esmod» في باريس، الفائز بجائزة عالمية هي International emerging designer of the year) 2013)، لأفضل مصمم أزياء ناشئ في الولايات المتحدة خلال أسبوع الموضة في ميامي. كما أنه سرق الأضواء في (Dubai Fashion Forward) لما يتمتّع به من طاقة في الإبداع والابتكار.

أما بداياته المهنية فكانت عام 2013 عندما تدرّج لدى المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب وأيضا في دار جيفنشي العالمية. وعما اكتسبه في هذه الحقبة قال: «العمل لدى المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب كان متعة بحدّ ذاته، ولطالما كان المثل الأعلى لي فتأثّرت بصورة كبيرة به، ولكن ما اكتسبته من تدرّجي لديه لم يتجاوز تعلّمي أصول الخياطة والتفصيل. أما في دار جيفنشي العالمية فأعتقد أنهم هم من استفاد من عطاءاتي، فالموهبة الفتيّة عندما تعمل في دار بهذا المستوى والأهمية، يحاول القيمون عليها استخراج كل ما يريدونه منها، أكثر من تزويدها بالنصائح والخبرة، فلقد استفادوا من موهبتي في الرسم وقمت برسم أكثر من تصميم لهم وبطريقة لافتة».

وعما إذا تلقى التهنئة من مصممين لبنانيين أجاب: «لقد علمت أن المصمم إيلي صعب فرح بما وصلت إليه، وأرى أن ما حققته إنجاز وفاتحة خير لي وللبنان، أما المصمم نقولا جبران فهو لم يتوان عن الاتصال بي شخصيا وتهنئتي، وهو أمر أعتزّ به».

وعمّا يميّز أعماله عن غيرها من أعمال المصممين اللبنانيين ردّ موضحا: «هي تشبهني، فيها الجنون والرقي والأناقة معا وخارجة عن المألوف، وتتميّز بشك حبات السواروفسكي الكريستالية وبألوان أقمشة لم تستهلك بعد». وأصرّ شربل زوي على لبنانيته وقال إنه مهما بلغ من شهرة وعالمية فهو لن ينسى ذكر لبنان في أي مناسبة كانت. وأضاف: «كثيرون هم الذين انتقدوا عودتي إلى لبنان بعدما كنت مستقرّا في فرنسا، ولكني أصررت على الانطلاق من أحضانه، فأنا أعشق لبنان وترابه ولا يمكن لأحد أن يزايد علي في هذا الموضوع». وعما إذا كان يخاف محاربته من قبل مصممين آخرين أقدم منه في المهنة قال: «لقد تعرّضت إلى موقف مشابه في لندن وعلمت أن مصمما عربيا (فركش) لي تعاونا بيني وبين الفنانة العالمية بيونسيه كان منظما من قبل دار فيرساتشي، ولكني لم أستسلم للأمر ونجحت في التعاون معها رغم كل شيء».

وعمّا إذا كان يتقاضى ثمنا لما يقدّمه لتلك النجمات أجاب: «بالطبع لا، فيكفي أنهن اخترنني لأصمم لهنّ، وهذا هو مردودي الأكبر في مهنتي».

حاليا يعمل شربل زوي على أعمال مستقبلية عدة مع عدد من الوجوه العالمية أمثال كيم كاردشيان وباريس هيلتون، أما حلمه فهو التعامل مع كل من النجمتين العالمية مادونا والعربية أحلام.

أما تصاميمه للمشاهير من الفنانات فتعكس أفكاره كما يقول وليس أفكارهن، إلا أنه يستوحيها منهن ومن جماهيريتهن وهالتهن الفنية ويقول: «أهم ما عندي أن تعكس تصاميمي وهج الشهرة لديهن والكلفة الباهظة للزيّ، إذ أحب عندما تشاهدنها أن تتفاجأن بشكلها وأن تظهر كلفتها بوضوح أمام أعينهن فأنا أحب أن أعطي هذا الانطباع لتصاميمي».