افتتاح مسجد «باب عجيسة» التاريخي في مدينة فاس المغربية

حضر التدشين الأمير سلطان بن سلمان والأمير مولاي رشيد.. وعمليات الترميم كلفت مليون دولار

الأمير مولاي رشيد والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز خلال تدشينهما جامع باب عجيسة التاريخي مساء أول من أمس بفاس (ماب)
TT

ترأس الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، مساء أول من أمس بفاس، حفل تدشين جامع باب عجيسة التاريخي بعد ترميمه، الذي يعود تأسيسه إلى العهد المريني.

وكلفت عملية الترميم تسعة ملايين درهم (مليون دولار)، ممولة من طرف الأمير سلطان بن سلمان. إثر ذلك، أدى الأمير مولاي رشيد والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق لهما صلاة المغرب في رحاب هذا المسجد العتيق، الذي يجسد الموروث المعماري، الذي طبع بناء المساجد في المغرب على مر العصور، حيث تنتشر القبب والأقواس والزخارف على الجبس والخشب والزليج.

وخضع هذا الجامع التاريخي لعملية ترميم واسعة استمرت 14 شهرا، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، شملت تقوية الهياكل والأرضية وإصلاح القبب والصحن، والفضاءات الداخلية والميضأة والسطوح، إلى جانب مختلف المكونات والمرافق التابعة لهذا المسجد.

وروعي في عملية ترميم هذا المسجد، الذي يعد من المآثر التاريخية العريقة داخل المدينة العتيقة لفاس، التي أشرفت على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس، اعتماد المواد والمكونات الأولية نفسها التي بني بها، من جبس وزليج وخشب، كما جرت المحافظة على معماره العريق، الذي يعكس غنى وتنوع الموروث الحضاري والمعماري المغربي. وتقدر مساحة المسجد الإجمالية بـ1133 مترا مربعا، بينما تبلغ مساحة قاعة الصلاة 500 متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 660 مصليا.

ويعد مسجد باب عجيسة من بين الجوامع القديمة في فاس، وحظي عبر تاريخه الطويل باهتمام سلاطين المغرب، حيث خضع لعمليات ترميم واسعة منذ عهد السلطان مولاي إسماعيل، والسلطان سيدي محمد بن عبد الله، وكذا السلطان مولاي عبد العزيز، بالإضافة إلى عمليات الترميم التي عرفها في عهد الملك الراحل محمد الخامس.

وقال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، إن مسجد باب عجيسة يعد من المساجد التي أمر الملك محمد السادس بفتحها بمناسبة شهر رمضان الأبرك لتستقبل المصلين، مشيرا إلى أنه أصبح متجددا بعد ترميمه، بإنفاق من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي انضم إلى المحسنين المغاربة الذين فرحوا خلال هذا الشهر الكريم برؤية المساجد، التي بنوها أو رمموها، تفتح في وجه المصلين.

وأكد التوفيق أن عملية الترميم أنقذت، في الوقت نفسه، أثرا معماريا عريقا يعد من المآثر التاريخية التي تزخر بها العاصمة العلمية للمملكة.

من جهته، قال فؤاد السرغيني، المدير العام لوكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس، إن عملية ترميم المسجد شكلت لبنة جديدة في تجارب عمليات الترميم التي تخضع لها المعالم التاريخية لمدينة فاس، باعتبارها مستوفية مختلف الشروط التقنية التي يجب اعتمادها في عمليات ترميم الموروث المعماري العتيق بهذه المدينة. وقال إن عمليات الترميم جرت بفضل هبة من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي سبق له أن زار مدينة فاس وانبهر بمعمار هذا المسجد، سواء من حيث هندسته أو المقاييس التي اعتمدت في بنائه، باعتباره يشكل نموذجا للمساجد في العالمين العربي والإسلامي، مما جعله يتكفل بعملية الترميم، التي تطلبت غلافا ماليا بلغ تسعة ملايين درهم.

وأوضح السرغيني أن المسجد عرف عدة تدخلات، وشارك في ترميمه الكثير من المهندسين المعماريين والتقنيين، بالإضافة إلى المهنيين الذين راكموا خبرات كبيرة في ترميم النسيج العتيق، مشيرا إلى أنه جرت الاستعانة بمؤسسة متخصصة في البناء التقليدي، بهدف المحافظة على كل المكونات التقليدية التي بني بها هذا الصرح الديني.