إلياس الرحباني يفتتح «مهرجانات جونية الدولية» بحضور خمسة آلاف شخص

صدحت موسيقاه في أرجاء المدينة فأعادت ذكريات وحنين الأيام الخوالي

مهرجانات جونية الدولية تنطلق مع إلياس الرحباني
TT

انطلقت «مهرجانات جونية الدولية» في أولى لياليها الفنية مع الموسيقار إلياس الرحباني، فرافقه فيها ستون عازفا ونخبة من الفنانين اللبنانيين وبمقدمهم باسكال صقر وباسمة وجيلبير جلخ. وفيما تولّى آخر حبة من عنقود الرحابنة إدارة الفرقة الموسيقية، كان نجله غسان يرافقه على عزف البيانو طيلة مدة الحفلة التي استغرقت حوالي الساعتين.

وتضمنت الحفلة أجمل الموسيقى والأغاني التي لحّنها إلياس الرحباني طيلة مشواره الفني.

وما إن صدحت موسيقاه في إرجاء المسرح الذي جرى تثبيته على ملعب فؤاد شهاب الرياضي في مدينة جونية، حتى راح الحضور يتفاعلون معها بحماسة ظاهرة لا سيما أنها أعادت إلى أذهانهم ذكريات وحنين الأيام الخوالي.

بدأت الحفلة التي حضرها حوالي 5 آلاف شخص جاءوا من مختلف المناطق اللبنانية، متأخرة عن موعدها المحدد حوالي النصف ساعة، واستهلّت بمقدمة موسيقية جديدة لإلياس الرحباني، تبعهتا كلمة تأهيل بالحضور وفعاليات مدينة جونية ألقاها شخصيا بالمناسبة. بعدها مباشرة أطلّت الفنانة باسمة في أغنية «عم بحلمك يا لبنان»، ضمن ديكور لافت تميّز باستخدام مؤثّرات بصرية باهرة ظهرت على شاشة عملاقة ثبّتت كخلفية للمسرح، فرافقت جميع اللوحات الغنائية والموسيقية في الحفلة.

وساد أجواء الحفلة طقس صيفي منعش ومناظر طبيعية خلّابة لجبل حريصا (مكان الحفل يقع تحته)، الذي بدا نصفه مغمورا بالضباب والنصف الآخر تسلّط عليه أضواء المصابيح الكاشفة التي أنارت المسرح تارة، وشعاع إنارة الليزر تارة أخرى فرسمت على سفحه مرة خريطة لبنان بالأخضر، ومرات غيرها عبارات تحمل شعار مهرجانات جونية (I love Jounieh).

ولوحظ اتباع الموسيقار إلياس الرحباني توزيعا موسيقيا جديدا، لجميع المقاطع الموسيقية التي عزفت وبينها موسيقى فيلم «دمي ودموعي وابتسامتي» وموسيقى مسلسلي «آلو حياتي» و«عازف الليل» وهذه الأخيرة حوّلها إلى أغنية أدتها رانيا الحاج. وصفّق الجمهور طويلا لدى إطلالة الفنانة باسكال صقر بعد أدائها أغنية «اشتقنالك يا بيروت»، تلاها جيلبير جلخ في أغنية للراحل وديع الصافي «قتلوني عيونه السود». وحاول إلياس الرحباني كسر روتين الحفلة من حين إلى آخر عندما راح يلّونها بقفشات وأخبار من جعبته الفنية، فرسم الابتسامة على وجوه الحاضرين أكثر من مرة وتوصّل أحيانا إلى حدّ إضحاكهم بصوت مرتفع.

وراح الحضور يرددون بحماس أغاني تلاها كل من رانيا الحاج وجوني عوض وباسمة وباسكال صقر كـ«يا سنين اللي رح ترجعيلي» و«صبوّا فوقك النار» و«عشرة أحد عش اتنعش» وغيرها.

وخرج نجل الموسيقار غسان الرحباني مرتين عن مهمتّه في العزف على البيانو، عندما استأذن والده ليقف مكانه ويدير الفرقة الموسيقية أثناء عزفها مقطوعة موسيقية من ألحانه بعنوان «Magic classical muse» في المرة الأولى، وليؤدي أغنية «نحنا مين» التي أطلقها عام 1995 عن موضوع البيئة في لبنان.

أما مفاجأة الحفلة فكانت إهداء إلياس الرحباني مدينة جونية أغنية خاصة بها بعنوان «أنت يا جونية بقلبي وعيوني»، التي شارك في أدائها على المسرح الفنانون مجتمعين ما عدا باسكال صقر، وحملت كلماتها وصفا لهذه المدينة الساحلية القديمة وشواطئها ومهرجاناتها.

وشهد القسم ما قبل الأخير في هذه الحفلة، سلسلة أغاني عالبال لطالما رددها اللبنانيون مع فيروز وصباح والراحل نصري شمس الدين كـ«طير الوروار» و«رقصّني دخلك يا حبيبي» و«يا نازل عالطواحين»، فوقف الحضور مصفقين فيما أخذت شريحة أخرى ترقص انسجاما مع ألحانها التي أعادتهم إلى زمن الثمانينات.

وقبل الانتقال إلى القسم الأخير من الحفلة أي حوالي الحادية عشرة ليلا، روى إلياس الرحباني قصة جرت معه أثناء مشاركته كعضو لجنة حكم في برنامج المواهب الفنية على قناة المستقبل «سوبر ستار»، عندما التقى أحد المعجبين به وسط بيروت وطلب منه أخذ صورة تذكارية معه برفقة زوجته، إلا أن المعجب عندما لم يجد من يلتقط له الصورة لثلاثتهما، اعتذر من الموسيقار اللبناني وطلب منه أن يصوّره فقط مع زوجته.

ومن ثم وقف الفنانون الأربعة على المسرح (رانيا الحاج وباسمة وجيلبير جلخ وجوني معوض) ليتشاركوا في أداء كوكتيل من الأغاني التي اشتهر بألحانها إلياس الرحباني بلغت حوالي الاثنتي عشرة وبينها «وعدوني ونطروني» و«ياما سوا» و«عنتر» و«كلّن عندن سيارات» و«شفتو بالقناطر» و«لا تهزّي كبوش التوت» و«أربع مجانين وبس» و«قومي تنرقص يا صبية» وغيرها.

أما مسك الختام فكان بأغنية «كان الزمان وكان» التي سبق وأدتها فيروز في مسرحية «ميس الريم» على مسرح البيكاديللي في منتصف السبعينات.