«السياحة والآثار» تضع خمسة قصور تمثل حقبا إسلامية ضمن قائمتها التاريخية

كشفت عن إعادة ترميم «قصر عروة» على ضفاف وادي العقيق غرب المدينة المنورة

قصر عروة بن الزبير
TT

أزاحت الهيئة العامة للسياحة والآثار التراب عن قصر عروة بن الزبير، أحد أشهر القصور الذي قام على ضفاف وادي العقيق الواقع غرب المدينة المنورة على امتداد الطريق المؤدّي إلى مسجد ذي الحليفة (ميقات أهل المدينة) على طريق جدة - مكة القديم المتاخم لآبار علي، الذي لا يفصله عن المسجد النبوي سوى ثلاثة كيلومترات، وذلك عبر ترميم وتأهيل القصر وتوظيفه اقتصاديا وثقافيا بما يتماشى مع عناصره المعمارية وهويته التاريخية.

ويقف قصر عروة شاهدا على تاريخ وماض عريق، يجاوره سد عروة الذي يعدّ منذ القدم حتى يومنا هذا من أشهر سدود المدينة المنورة، حيث تصف المصادر التاريخية مياهه ومياه الآبار فيه بالعذوبة، واشتهر منها بئر عروة وهو داخل حرم المدينة. وفي الوقت الذي كان فيه فريق تنقيب من قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة أثناء عمله بموقع قصور التابعي عروة بن الزبير بوادي العقيق، اكتشف قصرا يعود إلى القرن الأول الهجري، وقد غطت القصور ضفاف وادي العقيق، وشيدت تلك القصور على أرض واسعة، وكان لكل قصر مزرعة عامرة بالأشجار.

من جهته، أوضح الدكتور يوسف المزيني، أمين عام مجلس التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة، أن الهيئة أنهت عمليات التوثيق المساحي والمعماري لموقع قصر عروة، واستكملت جميع المخططات لتأهيله وتوظيفه بما يتواءم مع عناصره المعمارية وهويته التاريخية، مبينا أن إعادة تأهيل القصر تشمل أعمال الترميم الإنقاذي وأعمال التدعيم والفك وإزالة وترميم الأساسات ومعالجة التربة وترميم الجدران الحجرية والطينية، مرورا بترميم الأعمدة والأقواس الحجرية والأسقف الخشبية، يليها معالجة التشققات وأعمال اللياسة بأنواعها وأعمال العزل، وترميم الأبواب والنوافذ الخشبية، إضافة إلى ما يتبعها من أعمال تشغيلية.

وقال المزيني: «كشفت أعمال التنقيب عن أن القصر يحتوي على فناء ثالث وعدد من الغرف ومطبخ، وأن الوحدات المعمارية المكتشفة تدل على أن المبنى يمثل قصرا مدرج الشكل وأقيم على تلة مرتفعة تطل على ضفة وادي العقيق، وبنيت جدرانه وأساساته بالحجارة المقطوعة من الجبال المنتشرة في الموقع وتلك التي جلبت من الأماكن المجاورة للمدينة المنورة»، مشيرا إلى أن المشروع يهدف في المقام الأول إلى إحياء التراث العمراني، وترسيخ القيم التاريخية، والحفاظ على الموروث للأجيال القادمة، من خلال الاهتمام بالموروث، وتوعية المجتمع بالتدريب والتأهيل، وإحياء الأعمال الحرفية التراثية القديمة، والتعرف على ما كان سائدا من معتقدات وأوضاع اجتماعية واقتصادية وبيئية.

وتقع بوابة القصر في الجهة الجنوبية، وتتوزع وحداته المعمارية حول أفنيته الثلاثة الداخلية، فيما تمثلت أهم المواد الأثرية المكتشفة في الفخار والزجاج والأدوات الحجرية وأواني الحجر الصابوني وخزف ذي بريق معدني يمثل تطورا في صناعة الخزف الإسلامي خلال القرنين الأول والثاني الهجريين، كما جرى العثور على كميات من كسر الأواني الزجاجية وأدوات معدنية قد تكون استخدمت لأغراض الزينة، في حين تدل الكتابات والآثار القائمة في الموقع على وجود استيطان بشري موغل في القدم، حيث بقايا قصور ترجع للعصرين الأموي والعباسي، ومن أشهرها قصر عروة بن الزبير، وقصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر سكينة بنت الحسين.