اليونيسكو تعتمد رسميا ترشيح باحثة سعودية لجائزة «مادانجيت سنغ»

تبحث اليوم بباريس ملفات المرشحين لإعلان النتائج في نوفمبر المقبل

الدكتورة وفاء إسماعيل خنكار
TT

تبدأ اليوم (الاثنين) بالعاصمة الفرنسية باريس، مداولات البحث في ملفات المرشحين من الجنسين، لجائزة «مادانجييت سنغ للتسامح واللاعنف»، بقطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية للعام الحالي 2014.

وبهذه المناسبة، رشحت «اليونيسكو» رسميا، الدكتورة وفاء إسماعيل خنكار من السعودية لهذه الجائزة، بمناسبة نشاطها في المجال الإنساني، المتعلق بإلقاء الضوء على الآثار السلبية، التي تتركها النزاعات والأزمات على النساء والأطفال، باعتبارهما الأكثر عرضة لذلك. وعملت الدكتورة وفاء خنكار كخبيرة تخطيط بوزارة التربية والتعليم بالمملكة، كما حملت عضوية المعهد الدولي الإنساني بسان ريمو إيطاليا، نظير مؤلفها «الحماية الخاصة للنساء والأطفال في النزاعات والأزمات - مضمون وتعليم 2014».

وتمنح منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو»، هذه الجائزة كل عامين، خلال احتفال رسمي بمقر المنظمة العالمية، بباريس بمناسبة اليوم الدولي للتسامح، وذلك في 16 نوفمبر (تشرين الثاني). وفي هذا السياق، قال الدكتور علي عواد رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والإعلام لـ«الشرق الأوسط»: «إن ترشيح اليونيسكو للسعودية خنكار، لهذه الجائزة الرفيعة، جاء نظير مشاركاتها الأكاديمية والتربوية في المجالات الإنسانية، التي استقطبت اهتمام الرأي العام الأكاديمي والتعليمي الدولي».

وقال عواد عبر الهاتف من لبنان: «إن منح هذه الجائزة الدولية المهمة لامرأة سعودية، يعد بمثابة انتصار لأي امرأة مسلمة أو عربية، إذ إنه أمر في غاية الأهمية في الواقع الإقليمي والدولي الراهن، الذي يضج بالعنف المفرط وتعزيزا لمنهج التسامح واللاعنف».

واعتبر عواد، أن مؤلف خنكار الأخير، الذي صدر تحت عنوان «الحماية الخاصة للنساء والأطفال في النزاعات والأزمات - مضمون وتعليم 2014»، بمثابة مرجع مهم في مفهوم العنف وتصنيفه الإنساني، لافتا إلى أنه الكتاب التعليمي الأول من نوعه في هذا الشأن الإنساني في المكتبة العربية.

ولفت إلى أن أهمية هذا المؤلف، وهو الكتاب المرشح بالفوز لهذه الجائزة، تأتي من كونه تطرق للحديث عن أهمية تعليم أحكام اتفاقيات ومعاهدات دولية إنسانية، وكيفية تطبيقها في الصروح التعليمية والتربوية على اختلاف مستوياتها، وفق معلومات دقيقة وعلمية.

وزاد بأن هذا الترشيح يمثل أيضا، تكريسا منصفا لصورة الإسلام المعتدل الذي تدعو إليه القيادة السعودية، ويعكس أيضا الصورة المشرّفة التي وصلت إليها المرأة السعودية المسلمة، لتجاوز مرحلة التهميش والمشاركة الفاعلة للمرأة في خدمة المجتمع في مختلف المجالات.

وأضاف جواد: «أؤكد أن إدراج اسم خنكار رسميا، ضمن لائحة المرشحين الدوليين بالجائزة، يعتبر إنجازا للسعودية ويتماشى مع توجه المملكة الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين لتعزيز ثقافة التسامح واللاعنف».

من جهتها، قالت الدكتورة وفاء خنكار لـ«الشرق الأوسط»: «لا أخفي سعادتي بهذا الترشيح لجائزة دولية وفي أقرب نشاط إلى نفسي، الذي كرست جزءا كبيرا من وقتي لأجله، لتوضيح الصورة الإنسانية لمعاناة المرأة والطفل في ظروف النزاعات».

ولفتت إلى أن عدم تعليم تطبيق أحكام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بشأن وضع المرأة والطفل في مستويات التعليم المناسبة، يعتبر من الناحية الإنسانية والقانونية، ثغرة دولية، تعرّض المجتمع الدولي برمته إلى النقد. ونوهت خنكار، إلى أن هناك عددا من الاتفاقيات والمعاهدات، بما فيها تلك التي وقّعت وصادقت عليها الدول العربية كافة بما فيها السعودية، التي تعرضت لها من خلال مؤلفها «الحماية الخاصة للنساء والأطفال في النزاعات والأزمات - مضمون وتعليم 2014».

وتعتبر خنكار التي منحتها الحملة الإعلامية العربية لدعم المرأة، «درع المرأة النموذج»، برعاية جامعة الدول العربية، ومرشحة وزارة التربية والتعليم لـ«جائزة التميز لعام 2014»، من الباحثات المهتمات بمسائل مواجهة العنف وتعزيز مفهوم التسامح من خلال التعليم.

يشار إلى أن هذه الجائزة أنشئت في عام 1995 بمناسبة الاحتفال بسنة الأمم المتحدة للتسامح، وبذكرى مرور مائة وخمسة وعشرين عاما على ميلاد المهاتما غاندي، وتحمل اسم المانح وهو «مادانجيت سنغ»، الذي كان سفير اليونيسكو للنوايا الحسنة، وفنانا وكاتبا ودبلوماسيا.