في عام 1941، دخل الأديب الإسباني ميغيل أرناندث السجن في اليكانتي، شرق إسبانيا، وهناك حكم عليه بالإعدام، وذلك لتأييده الجمهوريين ومشاركته في الحرب ضد قوات الجنرال فرانكو، ثم خفف الحكم إلى السجن مدى الحياة. وفي العام التالي قبل وفاته بقليل، كتب أرناندث أربع حكايات لابنه مانويل، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك عامين ونصف العام، وأبطالها من الحيوانات، ولم يجد أرناندث من الورق غير الورق المقوى من بقايا ورق التنظيف في التواليت. وعندما اشتد به المرض، أحس أرناندث بقرب نهايته، فسلّم المخطوط، قبل وفاته في السجن عام 1942، إلى صديقه ورفيقه في السجن الرسام اوسيبيو أوكا. ثم قام أوكا بإضافة بعض الرسوم إلى تلك الحكايات، محتفظا بها في منزله، وبعد وفاته آل المخطوط إلى ابنه خوليو الذي احتفظ بمخطوط أرناندث مع رسوم والده حتى عام 2010 عندما أعلن بأن في حوزته هذا المخطوط، وبدأ اتصالات مع المكتبة الوطنية حتى توصل الطرفان مؤخرا إلى بيعه إلى المكتبة مقابل عشرين ألف يورو. وقد استبشرت مديرة المكتبة الوطنية جولاندا رويث بهذا الاتفاق وقالت: «إنها خطوة غاية في الأهمية لقيمة هذه الحكايات من الناحية التراثية والأدبية».
يشار إلى أن اثنتين من هذه الحكايات معروفتان وتم طبعهما من قبل خوسيه كارلوس روبيرا الأستاذ في جامعة اليكانتي، وهما «الحصان القاتم» و«الأرنب الصغير»، واثنتان غير مطبوعتين حتى الآن، وهما «مكان في الشجرة» و«القطة المنقطة وكبة الخيوط».
معلوم أن ميغيل أرناندث يعد من أبرز شعراء إسبانيا في العصر الحديث، ولد عام 1910. وتوفي عن 32 عاما، في سجن اليكانتي عام 1942، وكان صديقا للكثير من شعراء جيل الـ27. مثل لبيثنته اليكسندره، الحائز على جائزة نوبل، وألبرتي ولوركا.