«مهرجان CO2» يجمع بين الرقص التجريبي والموسيقى الارتجالية

للمرة الأولى في لبنان وينطلق غدا بعرض مبتكر

ملصق المهرجان
TT

مهرجان جديد يولد في لبنان، رغم قسوة الظروف الأمنية والمخاوف المحدقة بالبلاد، يجمع ما يزيد على 35 فناناً، نحو 18 منهم آتون من بلدان عربية وغربية، بينها إسبانيا والنرويج وبلجيكا والمغرب وكذلك اليابان. وبدءاً من يوم الأحد القادم، ينطلق في دورته الأولى مهرجان «CO2» الذي يجمع بين الرقص التجريبي المعاصر والموسيقى الارتجالية، في تعاون هو الأول من نوعه بين «مهرجان بيروت للرقص المعاصر» (بايبود) الذي يقام سنويا في بيروت بإدارة عمر راجح، و«مهرجان ارتجال للموسيقى التجريبية» الذي وصل إلى دورته رقم 14، بإدارة شريف صحناوي، أما المدير الفني للمهرجان الجديد فهو الفنان أحمد غصين.

العروض التي تمتد على مدار ثمانية أيام وتختتم في الخامس من الشهر المقبل تتضمن نحو 11 عرضاً، ثلاثة منها لا تخضع للارتجال، وسبق أن عرضت في أماكن أخرى، وجرى اختيارها لمستواها ولرغبة المنظمين في تعريف الجمهور إليها. وهي عرض الفنان الإيراني هومان شريفي في 30 سبتمبر (أيلول)، بعنوان «في النهاية كل نظام يتحرر من خوفه»، ويتبعه وفي اليوم ذاته عند العاشرة مساء، حفل موسيقي لفرقة «مورفوزز» النرويجية في «يوكونكون» التي تقدم الجاز الحر والارتجالي وتضم الفنان اللبناني ربيع بعيني والأميركي تشارلز كوهين. الحفل الثالث الذي لا يخضع فعلياً للارتجال ضمن المهرجان، هو موسيقي أيضا تحييه فرقة «أتوميك» وموسيقييها الخمسة الآتين من السويد والنرويج في «مسرح المدينة»، وهي واحده من أبرز فرق الجاز اليوم، وذلك في الأول من الشهر المقبل.

ما عدا الحفلات الثلاث السابقة، فإن ما تبقى من عروض هي ثمرة تعاون ولقاءات فنية وتجارب. وسيقدم كل فريق مكون من موسيقيين وراقصين عمله، وفق ما جادت به القرائح والمهارات. ويقول شريف صحناوي لـ«الشرق الأوسط»: «الارتجال لا يعني أن الفنانين، سيأتون إلى المسرح من دون تحضير وتدريب، بل هم عملوا لأسابيع معاً. وكل فريق شكل تجربته من خلال التمارين التي قام بها، مع هامش صغير يبقى متاحاً للارتجال الحر خلال الحفل». ويكمل صحناوي: «نحن لنا مطلق الثقة بالفنانين الذين اخترناهم، وتركنا لهم حرية الابتكار، وننتظر معكم لنرى نتائج عملهم. لم نتدخل في الأعمال، واللقاءات حصلت في مدن مختلفة منها برلين وبرشلونة وبيروت، وسنرى النتيجة، والعروض تقدم للمرة الأولى أمام الجمهور، لكن المشروع يقضي بعرضها في دول أخرى بعد ذلك».

بالنسبة لصحناوي: «لا يوجد وضع استثنائي في لبنان، فلم يلغ أي مهرجان خلال الصيف، وكل النشاطات الثقافية تمت كما كان مقرراً لها وبالتالي لم نجد أي صعوبات في دعوة فنانين غربيين، ومن بين 20 فناناً طلبنا مشاركتهم اعتذر اثنان فقط، وهذا يؤكد ثقة الفنانين، ورغبتهم في الحضور إلى لبنان».

يبدأ المهرجان يوم غد الأحد في المارينا، نادي اليخوت، بعرض لفرقة «فيلدوركس» يشارك فيه الفنانان البلجيكي هاين أفيدال والنرويجي يوكيكو شينوزاكي، بالمشاركة مع الموسيقي اللبناني ربيع بعيني. أما يوم 29 فعرض آخر على خشبة «مسرح مونو» بعنوان «غرفة» تشارك فيه ميا حبيس وسنتيا زافين. وهناك أيضا عرض «100 خطوة» تقريباً لتوفيق إزديو، وهو من بين الراقصين الأشهر في المغرب العربي وشمال أفريقيا، ويشاركه في العمل الفنان نمو. وهناك عرض «يوم في المسبح» للفنانين هيل سيلجولم وشربل هبر، أما العرض الأخير والختامي فهو «الوقت يسرق الوقت» للفنانين غاي نادر وماريا كامبوس، وهما يعملان ضمن فرقة في برشلونة أسساها معاً، ويقدمان العرض بالتعاون مع المخرج والموسيقي وعازف الدرامز نيكولاس ساندبرغ.

هذه العروض ستقدم للجمهور في أماكن متفرقة في بيروت وخارجها، في أماكن مغلقة مثل مسرحي مونو والمدينة، وأماكن مفتوحة مثل المارينا، كما في زحلة ودير القمر وبعقلين.

ويلفت المدير الفني للمهرجان أحمد غصين إلى أن الموسيقى التي ستصاحب الراقصين ستتنوع بين الإلكترونية والجاز، وموسيقات ارتجالية أخرى، وسيفسح للفنانين، أن يفجروا طاقاتهم، بالطريقة التي يرونها مناسبة.