العثور على نسخة من المصحف قد تعود إلى الأمير الأندلسي الغافقي

موجود في المدرسة القرآنية في ناراتيوات بتايلاند

المصحف الذي يعتقد أنه يعود للقائد الأندلسي عبد الرحمن الغافقي
TT

ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن باحثين من جامعتي مالقة وغرناطة يدرسون إمكانية أن تكون نسخة من القرآن الكريم محفوظة في المدرسة القرآنية بمدينة ناراتيوات، جنوب تايلاند، أندلسية الأصل وقد تعود إلى عبد الرحمن الغافقي، أمير الأندلس.

والنسخة ملكية محمد لطفي مدير المدرسة القرآنية في مدينة ناراتيوات، ذات الأغلبية المسلمة. وكان قد ذكر أنه قد حصل عليها من صديق مغربي. وأضاف: «ليس لدينا خبرة في المحافظة على النسخ القرآنية القديمة، كما أننا لا نملك المال الكافي لحمايتها. وقبل ذلك كنت أحتفظ بالمخطوطات في منزلي، أما الآن فلدينا مكان لحفظها في المدرسة». ويوضح لطفي أن النسخة المخطوطة تعود بالأصل إلى القائد الأندلسي عبد الرحمن الغافقي.

وقد أرسلت المدرسة القرآنية مجموعة من الصور الفوتوغرافية لنسخة القرآن إلى بعض المتخصصين من الباحثين الإسبان لمعرفة رأيهم حول هذا الموضوع، فاتفقت آراؤهم على أنه من الصعب البت في هذه المسألة دون دراسة المخطوطة دراسة دقيقة ومتأنية، ومنهم المستعرب خوان بابلو إرياس الأستاذ في جامعة مالقة، جنوب إسبانيا، الذي قال: «إن النسخ القرآنية الأندلسية والمغربية تشترك في الكثير من المزايا، حتى تصل أحيانا إلى صعوبة تحديد فيما إذا كان المخطوط أندلسيا أو مغربيا، إلا في حالة أن تشير النسخة في نهاية النص إلى مكان كتابتها، أو أن هناك معلومات أخرى نستطيع من خلالها تحديد هويتها». أما الأستاذة ماريا تيريسا إسبيخو من قسم الرسم من جامعة غرناطة، وكانت قد قبل ذلك قد رممت نسخة قرآنية من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، فقد قالت حول هذه النسخة: «بعد تفحص الصور الفوتوغرافية لها، ومن خلال شكل الخط، وطبيعة الكتابة، والزخرفة، فمن الممكن أن يكون المخطوط أندلسيا أو مغربيا».

وقد قررت المدرسة القرآنية في ناراتيوات مؤخرا إرسال هذه النسخة إلى تركيا لفحصها هناك وبغية التأكد تماما مكان وتاريخ كتابتها.

ومعلوم أن عبد الرحمن الغافقي هو أحد أبرز القادة العسكريين في التاريخ العربي، واستطاع بعد توليه الأندلس، في فترة حرجة من تاريخها، بعد أن عمتها النزاعات الداخلية بين العرب والمسلمين، استطاع بموهبته وقدرته من توحيدهم، ومن ثم اتجه بهم نحو فرنسا، وهناك حقق الكثير من الانتصارات، فافتتح الكثير من المدن في جنوب فرنسا، ومنها مدينة ليون، وأمام النجاحات الكاسحة التي حققها الغافقي، دب القلق في الدول الأوروبية، فوحدت جيوشها بقيادة كارل مارتل لوقف زحف الغافقي، ودارت بين الطرفين معركة فاصلة قرب مدينة بواتييه الفرنسية، وبعد أسبوع من القتال لاحت بوادر النصر للجيش العربي، في تلك المعركة التي سميت بعد ذلك باسم «بلاط الشهداء»، وعندها أسرع كارل مارتل إلى تكوين فرقة خاصة تقوم باختراق الجيش والوصول إلى غنائم ونفائس الجيش العربي، لعلمه بأن الجنود مغرمون بها، وبالفعل ما إن وصلت تلك القوة إلى الغنائم، حتى عاد الجيش العربي لحمايتها، مما أحدث اضطرابا شديدا في صفوفه، وسعى الغافقي إلى مداركة الموقف وحث جيشه على القتال، ولكن بعد فوات الأوان، حيث أصيب بسهم قاتل أثناء محاولته صد الهجوم، ليسقط صريعا على أرض المعركة، عام 114 ه/ 732م، فازداد اضطراب الجيش العربي واضطر إلى الانسحاب بسرعة، وهي المرة الأولى والأخيرة التي اقترب فيها الجيش العربي الإسلامي من العاصمة الفرنسية باريس.