فرقة أفريقية تهرب من المتشددين بمالي لتعزف في مهرجان الموسيقى بالهند

سجل مشاركات واسعة من فرق عالمية ومواهب ناشئة

فرقة أفريقية
TT

تتجه الأنظار داخل الهند على أفضل المهرجانات الموسيقية التي تنظمها البلاد، ويعرف باسم «إن إتش ويكيندر»، الذي ينعقد بمشاركة شخصيات موسيقية عالمية بارزة ومواهب محلية.

ورغم أن عمر المهرجان لا يتجاوز 5 أعوام، فإن «ويكيندر» نجح في بناء مكانة مميزة له بين المهرجانات الموسيقية العالمية. ويقدم «ويكيندر» لجمهوره قطعا موسيقية متنوعة ما بين الروائع العالمية والأخرى الحديثة، بجانب الموسيقى المحلية. وفي السنوات الأخيرة، اجتذب موسيقيين من لندن، منهم رواد في موسيقى الراب والموسيقى الإلكترونية، و«مؤسسة دب الآسيوية» والمغني الإنجليزي إموغن هيب وفرقة «ميشغاه» السويدية للموسيقى «الميتال» وفرقة «ميوتماث» الأميركية، من ولاية نيو أورليانز، والموسيقي النيجيري سيون كيوتي، من بين آخرين كثيرين، إضافة لأشهر الفرق الموسيقية الهندية.

وضم المهرجان أيضا أعمالا فنية وأكشاكا لبيع أطعمة، علاوة على تميزه بروح موسيقية منطلقة أكسبته لقب «أكثر مهرجانات الهند إسعادا».

ومن الملامح المميزة للمهرجان هذا العام مشاركة فرقة «سونغوي بلوز» الأفريقية، التي ظهرت بعدما أعلنت جماعة إسلامية متمردة في مالي تُعرف باسم «أنصار الدين» تحريم الموسيقى. وقد تحولت هذه الفرقة لمصدر إلهام لكثير من الموسيقيين الشباب في الهند.

وتتألف الفرقة من 3 ماليين مسلمين، هم غاربا وعمر وعليو، ويحمل الـ3 لقب توريه، لكن لا تربطهم صلة قرابة، بجانب عازف طبلة مسيحي يدعى ناثانيل ديمبيل. ونجحت الفرقة في إسعاد رواد المهرجان الهنود ودفعهم للتمايل على نغماتهم الساحرة، بل وأبهروهم بقصتهم الملهمة وإصرارهم على التمسك بشغفهم بالموسيقى.

كان غاربا توريه وغيتاره قد تحولا لمشهد مألوف في شوارع ديريه، وهي مدينة تقع على ضفاف نهر النيجر، قرب مدينة تمبكتو في مالي. ظل طيلة حياته أسيرا لعشقه للموسيقى، لذا وجد نفسه مضطرا للهرب في أعقاب سيطرة متمردين إسلاميين على المدينة وتحريمهم الموسيقى، كي ينجو بنفسه من الاضطهاد. وقد فرضت الجماعة الإسلامية المتطرفة عقوبة على من يعزف الموسيقى أو حتى يستمع لها عبر هاتف جوال بالجلد أو السجن أو ربما أسوأ.

وظل والده عمر توريه، الموسيقي الذي تعاون مع أسطورة مالي الموسيقية، علي فاركا توريه الحائز على جائزة «غرامي» مرتين، داعما لأسرته ومتمسكا بالموسيقى.

ولا تختلف هذه القصة كثيرا عن قصة عليو توريه، الذي أكد أن «الفنان الذي تحرمه من عزف الموسيقى يتحول لجسد بلا روح. وقد هددونا بأننا إذا عزفنا موسيقى، فسيقطعون أيدينا».

من جهته، قال غاربا: «في أفريقيا، توجد الهند في كل شيء. ونحن نتطلع من جانبنا لاستكشاف الهند وثقافتها»، مضيفا أن موسيقاهم تتجاوز حدود الديانات والهويات.

ومن المفترض أن يصدر ألبومهم الأول «موسيقى في المنفى» عام 2015. وقد نظمت الفرقة حفلات موسيقية في مدينتي بونه ودلهي. وتمتاز عروضهم الموسيقية بالحماس والإثارة. وعبر إحدى أغانيهم، وتُدعى «ديزرت ميلودي»، دعت الفرقة إلى أنه بدلا من حمل السلاح، ينبغي أن يستجيب الناس لدعوة الفن.

منذ انطلاقه منذ 5 سنوات ماضية، نجح ويكيندر في تغيير أسلوب تذوق الهنود للموسيقى. وقد أعرب فيجاي ناير الذي يُعد بمثابة الأب الروحي للمهرجان، عن اعتقاده بأن هذا الحدث السنوي يوفر تجربة رائعة للجمهور والفنانين على حد سواء، مشيرا إلى أن الدافع الرئيس وراء فكرة المهرجان كان غياب المهرجانات الهندية التي تركز على موسيقى من خارج بوليوود.

وعن الفرقة الأفريقية المقبلة من مالي، قال أرجون رافي، أحد مؤسسي المهرجان: «يتمتع هؤلاء الفتية الأفارقة بأصوات رائعة قادرة على جذب الجميع. ولقد انبهرنا بهم لدى سماعنا غناءهم للمرة الأولى».

وقد شاركت الفرقة في آخر ألبوم لـ«أفريكا إكسبريس»، الذي شارك به أيضا ديمون ألبارن عضو فرقة «غوريلاز». كما قدموا أغاني لمحطة «بي بي سي»، إضافة لمشاركتهم في كثير من المهرجانات الموسيقية.

أيضا شهد المهرجان مشاركات للمرة الأولى من قبل أميت تريفيديت الملحن الشهير في بوليوود، وفرقة «أول إنديا باكشود» وفرقة «ذي فاكسين».

يُذكر أن انطلاق المهرجان للمرة الأولى كان عام 2010 بمدينة بونه، ثم انضمت بنغالور ودلهي وكلكتا في السنوات التالية.

وتميز المهرجان هذا العام تحديدا بتوفير الفرصة للمواهب التي تظهر على الساحة للمرة الأولى، حيث بلغت نسبتها بين المشاركين قرابة 80 في المائة من إجمالي 58 مشاركا.

وبخلاف موسيقى بوليوود المألوفة، استمتع الهنود خلال المهرجان بعروض موسيقية دولية عظيمة في 4 مدن هندية، هي بونه وكلكتا وبنغالور ودلهي، منها فرقة دنماركية للموسيقى الإلكترونية تحمل اسم «ألو والا»، بجانب فرق روك مثل «موتوبوني» و«ديناسور بايل أب».

ومن بين الأسماء اللامعة الأخرى المشاركة فرقة «فير فاكتوري» الأميركية الشهيرة للموسيقى الميتال، وكذلك فرقة «فاكسين» الإنجليزية المتخصصة في موسيقى إندي روك، التي نظمت جولة مكثفة من الحفلات شاركت خلالها مع فرق أخرى ذائعة الصيت، مثل «رولينغ ستون» و«ريد هوت تشيلي ببرز» و«أركتيك منكيز».

كما شاركت فرق عالمية مشهورة مثل «أوسي بي بي كيو» و«موني فور روب»، والثنائي «بيكنغ دوك» المتخصص في الموسيقى الإلكترونية، الذين شاركوا بالدورة الحالية المهرجان للسنة الثالثة على التوالي.