راغب علامة يغني على «مسرح الأولمبيا» الباريسي غدا

بعد أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز.. سيكون الأول من أبناء جيله

راغب علامة
TT

ستكون الجالية العربية في باريس على موعد مع الفنان راغب علامة، في حفلة غنائية سيحييها على «مسرح الأولمبيا» يوم غد الخميس.

فبعد أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز سيكون راغب علامة أول فنان من أبناء جيله في لبنان، الذي ستتاح له فرصة الوقوف على خشبة هذا المسرح الذي يتسع لنحو 2000 شخص.

ووصف صاحب لقب «السوبر ستار» هذا الحدث بأنه بمثابة محطة تاريخية في مشواره الفني، تحمل دلالة مباشرة على مكانته الفنية في لبنان والعالم. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الحفلة ستتوّج مشواري وتاريخي الغنائي دون شك لما تحمله من معان قيمة في هذا الشأن، فالجميع يعلم هذا الأمر، ممن سبق ووقف على هذا المسرح من عمالقة غناء أن في العالم العربي أو الأجنبي». وأضاف: «طبعا أنا سعيد بهذه المناسبة والتي أعدها بمثابة تحدّ حقيقي لي في ظلّ الأحداث الأخيرة التي حصلت في باريس، فهي ستكون أول حفلة غنائية عربية بهذا المستوى تقام في العاصمة الفرنسية بعد المأساة الكبيرة التي ألمت بها، وأعني بذلك العمل الإرهابي الذي طال صحيفة (شارلي إيبدو) مؤخرا». وعن كيفية اختياره للقيام بهذه الحفلة أجاب موضحا: «لقد تمّ الاتصال بشقيقي خضر (مدير أعماله) من قبل الشركة المنظمة للحفلة ووافقت بالطبع لأن الغناء على هذا المسرح هو شرف كبير لي».

وعما إذا كانت هذه الخطوة ستحمله مسؤولية أكبر في خطواته الفنية المستقبلية قال: «المسؤولية موجودة دائما في أي عمل أقدمه، إن كان في الأولمبيا أو في قرطاج أو جرش، وحتى في حفلات الأعراس وإلا لما كنت حافظت على استمراريتي في مشواري الفني لأكثر من ربع قرن». وأضاف: «أنا متصالح جدا مع نفسي وليس المكان هو الذي يحدد المسؤولية التي تقع على عاتقنا بل فحواه وأسلوبنا في أدائه وهدفي دائما إسعاد الناس».

وتتضمن الحفلة التي أشرفت بطاقاتها على النفاد، بعد أن بيع أكثر من 80 في المائة منها قبل أسبوعين من موعدها، برنامجا حافلا بأغاني راغب علامة منذ بداياته في الـثمانينات حتى اليوم. وأوضح راغب علامة في هذا الصدد: في الحقيقة لا أعلم تماما عدد الأغاني التي سأقدمها، كلّ ما أعرفه أنني سأغني ولنحو الساعتين كل ما يرغب الجمهور في سماعه من أغنيات صنعت مشواري الغنائي، بدءا بأغنية «راغب بقربك» مرورا بـأغاني ألبومات «قلبي عاشقها» و«يا حياتي» و«توأم روحي» ووصولا إلى ألبوماتي الأخيرة «حبيبي يا ناسي» و«سهروني الليل» و«الحب الكبير» و«سنين رايحة» وأخيرا «حبيب ضحكاتي».

وعمّن سيرافقه في هذه الحفلة أجاب: «هناك فرقتي الموسيقية بقيادة أخي خضر، كما أنني سأستعين بفريق كورال فرنسي لألوّن الحفلة بأصوات تطبع الحفلة بنفحة فرنسية جديدة». أما إذا كان هو في صدد تحضير أغنية خاصة بباريس يتضمنها برنامجه الغنائي على أحد أعرق مسارحها فقال: «هذا الأمر نتركه لسفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز، فهي كفّت ووفّت في هذا الصدد وقدّمت أغنية خاصة إلى باريس، عندما وقفت على مسرح الأولمبيا وقالت فيها (باريس يا زهرة الحرية يا ذهب التاريخ يا باريس لبنان باعتلك بقلبي سلام ومحبة بقلّك لبنان)».

وعما يعني له الغناء في فرنسا في هذا الوقت في الذات ردّ موضحا: «هذه الحفلة ستكون بمثابة ردّ على أعمال الإرهاب بشكل عام. فما حصل في باريس مؤخرا أشبه بحرب إرهابية شعواء مضى وقت طويل لم تشهد مثله هذه المدينة منذ فترة الـثمانينات تقريبا، عندما تم تفجير مكاتب مجلة «الوطن العربي» لصاحبها وليد أبو ضهر يومها. ولكن ما أرغب في قوله بأن ما يحصل في باريس هو بسيط نسبة إلى ما نشهده في لبنان، فهم خسروا 12 شخصا في يوم واحد ووقف العالم متضامنا مع الفرنسيين تحت عنوان «Je suis Charlie»، ولكننا في لبنان والعالم العربي كل يوم لدينا شارلي جديد، فهناك المئات من الناس نخسرهم على مدى أيام السنة إن في لبنان أو في العالم العربي، ولذلك غرّدت على حسابي الخاص في موقع «تويتر» أقول بالفرنسية «أنا شارلي، أنا لبنان، أنا سوريا أنا العراق وأنا فلسطين... أنا الإنسانية... أنا العدالة... أنا السلام». وختم راغب علامة بالقول: «ليس هناك من دين يدعو إلى الإرهاب، فجميعها تدعو إلى المحبة والتسامح ولطالما رددت ذلك في تصريحاتي لأنني ضد التطرّف في أي موضع كان».

وعما إذا كان سيقول كلمة في هذا الصدد ضمن برنامج حفلته في باريس أجاب: «طبعا سأدلي بكلمة صغيرة أتوجه بها إلى الحضور في هذا الموضوع وسأقول للناس، بأنه يا ليت من يموّل أعمال الإرهاب هذه ويصرف عليها البلايين من الدولارات، يستخدمها لمساعدة من أصيبوا في إعاقة أو صاروا يتامى أو جاعوا، من جرّاء الحروب وأعمال الإرهاب، فالأجدر بهم أن يهتموا بأفعال الخير بدل أن يستشري الشرّ في قلوبهم إلى هذا الحدّ».

وعما إذا كان متفائلا بما ستحمله سنة 2015 لا سيما أنه استهلّها بحفلة غنائية بهذا المستوى ردّ بالقول: «أنا متفائل بما يخص فنّي وعملي، ولكني لست كذلك بتاتا بالنسبة لوضعنا السياسي والاجتماعي، فلقد تم تدمير كل شيء حولنا، دمّروا التاريخ والإنسان والقيم التي تربينا عليها، وهناك أحزاب تعمل تحت لواء العصبية المفرطة لتفريق الأخ عن أخيه وشرذمة العائلة فالعدالة غائبة فكيف لنا أن نتفاءل؟».

وعن خطواته الفنية المستقبلية المتوقع أن يقوم بها قريبا قال: سأغتنم فترة وجودي في باريس فأطيل فيها إقامتي لأيام قليلة، وأقوم بتصوير كليب غنائي مع المخرج وسام سميرة الذي سبق وصوّرت معه «الحب الكبير» و«نسيني الدنيا»، فهو وضع الفكرة النهائية لأغنية «حبيب ضحكاتي»، كما اختار مواقع التصوير هناك وأنوي عرضه فور جهوزه قريبا.

والمعروف أن مسرح الأولمبيا في باريس المشهور باسم بـ(Olympia Bruno coquatrix) هو من الأعرق فيها. تأسس عام 1888 على يد جوزيف أولر صاحب فكرة استعراضات «مولان روج». ثم مرّ بعدة مراحل أثناء الحرب العالمية ليصبح في عام 1954 أهم مسرح تقدّم عليه الحفلات الغنائية والموسيقية. وقف على خشبته نجوم فرنسيون مشهورون أمثال اديت بياف وجيلبير بيكو وجاك بريل وايف مونتان، إضافة إلى فنانين أجانب أمثال جودي غارلند وتينا تيرنر وليزا مينيللي وغيرهم.