جيمس جردي: أنا متشبث بجذوري اللبنانية.. ودخولي عالم هوليوود لم يكن سهلا

استضافته بيروت لافتتاح فيلمه السينمائي «بوكيت ليستينغ»

مشهد من فيلم يظهر فيه الممثل جيمس جردي - جيمس جردي (يسار) في مشهد من الفيلم
TT

«قد يخيل إلى البعض أن دخول عالم هوليوود أمر سهل، ولكني جاهدت بقوة للوصول إلى ما أنا عليه اليوم، وما زال لدي الكثير لأقوم به». بهذه الكلمات عبر الممثل الأميركي اللبناني الأصل جيمس جردي عن موقعه الفني الحالي، الذي جعله يلتحق بقافلة المشهورين الأجانب من جذور لبنانية أمثال سلمى حايك وسيلفيو تابت وشاكيرا وميكا وغيرهم.

لم يتجاوز جيمس جردي الـ28 عاما، إلا أنه عندما تتحدث معه تشعر وكأنك أمام ممثل مخضرم، مر عليه الكثير من التجارب ويعرف تماما ماذا يريد. هو لا يتحدث العربية بطلاقة ولكنّ والديه آثرا أن يعلماه لغته الأم، لذلك هو يفهمها بسهولة. وعما إذا كان دخوله عالم هوليوود جعله يشعر بالغرور وبالتفوق على غيره أجاب متسائلا: «أنا متفوق؟ بالتأكيد لا، فأنا ما زلت في بداية الطريق، وأتمنى أن أحقق كل ما أصبو إليه، ولكنني أؤكد أنني لست أفضل من أي أحد آخر في هذا الصدد».

وعن كيفية دخوله السينما من باب العالمية أوضح قائلا: «لطالما أحببت عالم الفن بشكل عام، وكنت عادة ما أرافق والدي لحضور أفلام سينمائية وحفلات فنية، من ثم قررت أن أدرس التمثيل والإخراج والإنتاج، وبدأت أخطو خطوات خجولة في هذا المضمار إلى حين مشاركتي في أفلام سينمائية حقيقية».

«عن أي خطوات تتحدث؟»، سألت جيمس جردي فأجاب: «شاركت في تمثيل وكتابة أفلام قصيرة كثيرة كـ(nocturland errands) و(price)، وأخرى لا تتعدى مدتها الدقائق العشر، كما شاركت في مسلسلات تلفزيونية مثل (the bold &the beautifull) و(Melrose place) وبعدها انتقلت إلى عالم السينما، حيث قدمت فيلم (reaper) مع داني تريهو وفيني جونز، وحاليا (pocket listing) الذي يعرض في صالات السينما في لبنان. فمن يُرِد الوصول إلى هدفه أيا كان المجال الذي يعمل فيه، فعليه القيام بجهود كبيرة وأن يعد نفسه دائما بأنه هاوٍ وليس محترفا، فكل ما يمكننا أن نضيفه إلى حياتنا المهنية لا يأتي بالصدفة، بل عن طريق الانكباب الدائم على التعلم من تجاربنا».

وعن عودته إلى لبنان قال: «لقد ولدت وترعرعت في الولايات المتحدة الأميركية، في ولاية لوس أنجليس بالتحديد، إلا أن ذلك لم يبعدني عن جذوري اللبنانية التي أفتخر بها. في هذه المرة عدت لاقف شخصيا على افتتاح أول عرض لفيلمي السينمائي (بوكيت ليستينغ)، وفرحت بردة فعل اللبنانيين تجاهه». وأضاف: «أزور لبنان دائما وأحاول قدر الإمكان عدم الابتعاد كثيرا عن أقاربي وأصدقائي هنا، فأشارك في مناسبات زفاف أو أي واجبات عائلية أخرى، كما أنني أحب موسم الصيف في لبنان ومشاهدة بعض العروض الفنية التي تدور فيه في هذه الفترة».

وعن أهم ما يجب أن يتصف به الممثل بشكل عام ليكون ناجحا أجاب: «عناصر عدة تشكل أسس نجاح الممثل في عمله، ولكنني أعد التنويع في الأدوار التي يلعبها هي الأهم في هذا الإطار، إذ يجب أن يكون هناك اختلاف في إطلالاته وأن يدخل أعماق الشخصية التي يؤديها ليستطيع إقناع المشاهد». وتابع: «هناك توضيبة كاملة في هذا الخصوص تساهم في نجاحه تشمل كيفية تسويقه وتقديمه لصورته، إضافة إلى أنه يجب أن يتخذ الوقت الكافي واللازم لأي خطوة جديدة يقدم عليها، ولا يجب أن ننسى أن نتعلم من أخطائنا، فهذا الأمر يطورنا بشكل مختلف».

وعن الأخطاء التي تخلص منها بدوره قال: «هناك أشياء كثيرة تعلمتها من جراء عملي، قد لا يمكنني أن ألخصها بكلمات ولكن ما أستطيع قوله هو أنني صرت أعرف كيف أتعامل مع الكاميرا وكيف أؤدي دوري بطبيعية وبتقنية جديدة، الأهم في كل هذا الموضوع هو أن نثابر على التعلم من تجاربنا لأن الواقع يختلف تماما عن النظريات».

وبرأي جيمس جردي أن الممثل العالمي عمر الشريف هو أحد أهم الممثلين العرب، الذي ترك إرثا مهما في سينما هوليوود، وقال: «لقد كان لدي الفرصة لأن ألتقيه في إحدى المناسبات، فهو يملك تلك الهالة التي انطبعت في ذهن الناس وما زالت، وعندما قلت لأصدقائي هناك (في لوس أنجليس) إنني أتوجه إلى لبنان قالوا لي (أوصل تحياتنا إلى عمر الشريف)، فهو ما زال عالقا في ذاكرة الناس حتى الشباب منهم بفضل أدواره الرائعة كـ(دكتور زيفاغو) و(لورانس العرب) وغيرهما».

وعمن لفته في لبنان من مخرجين أو ممثلين أجاب: «أنا معجب بنادين لبكي وشاهدت لها فيلميها (كاراميل) و(هلأ لوين)، وأتمنى أن يحصل بيننا عمل مشترك، وقد تحدثنا معا عن هذا الموضوع عندما التقيتها في لوس أنجليس». وعما إذا كان يملك علاقات صداقة مع نجوم عالميين قال: «لا يمكنني أن أصفها بعلاقات صداقة، بل علاقات عمل بحتة، فألتقي بغالبيتهم في مناسبات عامة أو في إطار فيلم معين ليس أكثر». ووصف جيمس جردي الممثل جورج كلوني بصاحب الأداء الرائع وبأنه ممثل محترف يتقن أدواره تماما كما خياراته الشخصية، وقال ممازحا: «هو عرف بيتزوج، فأمل علم الدين امرأة هائلة، وقد أقلده في هذا الشأن وأتزوج يوما ما بامرأة لبنانية».

وعن مشاريعه المستقبلية قال: «قريبا أعود إلى أميركا لبدء التحضير لعمل سينمائي جديد، فلقد انتهى وقت الإجازات وعلي التفكير في الخطوة الجديدة التي سأقدم عليها، وخلال حضوري مهرجان دبي السينمائي التقيت بعدد من المنتجين هناك وتشاركنا في أحاديث حول أعمال يمكن أن نقوم بها معا وتمثل تعاونا مشتركا بين البلدين (أميركا ودبي)، وأنا متحمس جدا لهذه الفكرة وأتمنى أن تتحقق».

وعن إمكانية ممارسته العمل الإخراجي قريبا أجاب: «هذه المهنة تتطلب خبرة طويلة، وقد أستطيع أن أتخذها مهنة لي بعد وقت، وهنا أقصد بعد أن أكون تمرست جيدا في عالم التمثيل، وهو الأمر الذي يطبق على عدد لا يستهان به من الممثلين في هوليوود».

أما فيلم «بوكيت ليستينغ» الذي يعرض حاليا في لبنان فهو يجمع ما بين عالمي الجريمة والكوميديا السوداء وأسلوب المغامرة والتشويق. ويحكي عن مافيات بيع العقارات في أميركا، وعن العصابات التي تتصارع فيما بينها للامساك بهذا العالم. ويشارك في تمثيله روب لوي وبيرت رينولدز ونويل غوغلييمي إضافة إلى جيمس جردي.