المنامة تستضيف معرض «النساء الأمازيغيات في المغرب»

تتداخل فيه خطوط التصميم العالمي مع ألوان التاريخ ومكوناته البدوية

نشأت وتطوّرت الهويّة الأمازيغيّة قبل آلاف السنين على رقعة شاسعة في المملكة المغربيّة
TT

يستضيف متحف البحرين الوطني اليوم الخميس وبرعاية الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، معرض «النساء الأمازيغيات في المغرب». وأكدت إدارة المتحف أن الهدف هو اطلاع الجمهور البحريني على ثقافات العالم وحضاراته، مشيرة إلى أهمية دوره في ترسيخ مفهوم الانفتاح على الآخر وإظهار غنى الاختلاف ولقاء الثقافات.

كما أوضحت الإدارة أن هذا المعرض «يجمعنا بميزة النساء الأمازيغيات ودورهن كعين ساهرة وحافظة لأسرتها، فتاريخ بلدنا يعكس أهمية دور المرأة أثناء غياب زوجها في سفره لصيد اللؤلؤ، وكأن التحيّة للمرأة الأمازيغية عبر هذا المعرض هي تحية قلب وعربون وفاء للنساء في العالم».

بدوره أكد بيير برجيه، شريك أيف سان لوران صاحب خط الموضة الشهير وأحد القائمين على المعرض، على ارتباطه الوثيق بالمغرب، مشيرا إلى أنه وأيف سان لوران عكفا على جمع قطع الفن الأمازيغي منذ ستينات القرن الماضي حتى أصبح بالإمكان تحويلها إلى متحف للفن في حديقة ماغوريل في مراكش. كما أوضح بريجيه أن معظم القطع المعروضة في المعرض تعتبر مجموعة دائمة للمتحف، منوّها أن «غالبية القطع تكرّس دور النساء الأمازيغ في الحفاظ على هوية الأمازيغ وانتقالها من جيل إلى جيل، إذ أن غالبية القطع إما صنعتها أو استخدمتها أو ارتدتها نساء الأمازيغ».

ويحمل المعرض استعراضا مميزا لتاريخ القبائل الأمازيغية البدويّة والدور الذي تلعبه النساء في الحفاظ على تراثهم الغني على مدى آلاف السنين، حيث نشأت وتطوّرت الهويّة الأمازيغيّة قبل آلاف السنين على رقعة شاسعة تمتدّ من ساحل المحيط الأطلسي في المملكة المغربيّة غربا إلى الحدود الشرقيّة لمنطقة المغرب العربيّ، وقد أثبتت على مدى آلاف السنين وبشكل ملحوظٍ مدى صلابتها في وجه الاختلاط الثقافي مع الحضارات المتوسّطيّة الأخرى وصدّ الغزوات المتكرّرة. وعلى مرّ التاريخ، لعبت النساء دور حُرّاس التقاليد واللغة، وذلك لضمان الحفاظ على التراث الثقافي لمختلف القبائل. وقد ضَمِنت الرموز الكثيرة الموجودة في أعمال النسيج (الذي كان حِكرا على النساء الأمازيغيّات)، المجوهرات، الفخّار، الوشم، والرسم بالحناء على الجسم، انتقال هذا التراث عبر الأجيال. يذكر أن المعرض نفذ بتعاون ما بين المتحف الوطني وبيير بيرجي (من مؤسسة أيف سان لوران)، ومؤسسة حديقة «ماغوريل» ومتحف «كي برنلي» الباريسي.