صورة «سيلفي» مع ملكة جمال إسرائيل تجلب المتاعب لنظيرتها اللبنانية

وزير السياحة ميشال فرعون يطالب بإجراء تحقيق في القضية

الصورة الـ«سيلفي» التي التقطت لملكة جمال لبنان وإلى جانبها نظيرتها الإسرائيلية
TT

هل تخسر ملكة جمال لبنان سالي جريج لقبها بسبب صورة الـ«سيلفي» التي التقطتها إلى جانب ملكة جمال إسرائيل؟ فقد أثارت الصورة ضجة وردود فعل عدة في الشارع اللبناني، مما دفع بوزير السياحة ميشال فرعون إلى المطالبة بإجراء تحقيق حول القضية لتبيان الحقيقة كاملة. هذه الصورة التي تم التقاطها خلال التدريبات على مسابقة «ملكة جمال الكون» (miss univers)، التي ستجري في 25 من الشهر الحالي في ولاية ميامي الأميركية، أثارت حفيظة شريحة لا يُستهان بها من اللبنانيين، الذين وصفوها بـ«الفضيحة».

وفور ذلك انهالت التعليقات السلبية على هذه الصورة، التي تبدو فيها ملكة جمال لبنان مبتسمة تجلس إلى يسارها ملكة جمال سلوفاكيا، وإلى يمينها ملكة جمال إسرائيل. فقال أحدهم على حسابه على موقع «تويتر» (وكأنه لا يكفينا اللي فينا)، في حين قارن آخر ما بين الصورة والجرائم التي يرتكبها الإرهابيون في العالم، قائلا: «أعتقد أن هذه الصورة هي بمثابة سكين ذبحنا».

من ناحيته، أكد أنطوان مقصود رئيس لجنة ملكة جمال لبنان، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأنه سيتوجه شخصيا إلى ميامي ليقف على حقيقة الموضوع، وأن أي تلكؤ أو دليل يظهر بأن الملكة متورّطة سيدفعه لعزلها عن المباراة.

وأضاف: «نحن نعلم تماما بأن ما حصل هو بإيعاز من الإسرائيليين، فلطالما ذقنا الأمرين من ملكات جمال إسرائيل في الماضي، حول محاولة تقرّبهم بشكل أو بآخر من ملكات جمال لبنان لتوريطهن في علاقة يرسمون فيها إلى التطبيع، وهذا الأمر نرفضه تماما».

وأضاف: «لقد أكدت لوزير السياحة ميشال فرعون أن الأمر مفبرك منذ البداية وأنني سأتوجه شخصيا إلى ميامي للوقوف على حقيقة ما جرى». وأشار إلى أن ردة فعل الوزير كانت واضحة، وأنه طالب بعزلها فيما لو كنت متورّطة على أرض الواقع.

وروى أنطوان مقصود حادثة حصلت مع ملكة جمال المغتربين ليا سعد، أثناء مشاركتها في مسابقة «ملكة جمال العالم»، إذ تفاجأت عند وصولها إلى الفندق المخصص للمتسابقات، بأن الإدارة وضعتها في الغرفة نفسها، التي ستستضيف ملكة جمال إسرائيل، فرفضت الوضع وهددت في الانسحاب من المسابقة بعد أن اتصلت به ووضعته في الأجواء.

وختم أنطوان مقصود بالقول: «كل عام نعاني من حوادث مشابهة، وأنا متأكد من أن ما روته سالي جريج صحيح تماما، وأن ما جرى كان مجرّد خطة محبوكة من ملكة جمال إسرائيل وبلادها».

أما سالي جريج فلم يصدر عنها أي تصريح في هذا الخصوص، واكتفت إحدى صديقاتها بالقول: «إن سالي إنسانة واعية ومثقفة، ولا يمكن أن تقوم بذلك، وقد أكدت لي أن ملكة جمال إسرائيل اندسّت في إطار الصورة فجأة، واغتنمت الفرصة لتوزعها على مواقع التواصل الاجتماعي». أما مدير أعمالها ريشار فرعون وصاحب شركة «وي غروب» للإنتاج الفني، فقد أكد أن ملكة جمال لبنان، الذي هو على تواصل معها أثناء وجودها في المسابقة، تحتّم عليها الاختلاط بين المتسابقات خلال التدريبات وجلسات التصوير. كما أنها أسرّت له بانزعاجها من ملكة جمال إسرائيل التي حاولت أكثر من مرة التحدث إليها والتقرب منها.

وأضاف: «تجاهلتها سالي جريج طيلة الوقت ولم تتجاوب معها، وعندما ضاقت ذرعا في الأمر سألتني عن طريقة لوضع حد للأمر، فطلبت منها أن تشير إليها بحزم عن التوقف عن هذه المحاولات، وأنه في بلدنا قوانين نحترمها ونلتزم بها تتناول هذا الموضوع بصراحة». وأوضح فرعون أن سالي كانت تلتقط الصور مع ملكات أخريات، وفجأة تسللت الملكة الإسرائيلية بمخطط مسبق وواضح، حيث كانت قد جهزت هاتفها لالتقاط صورة «السيلفي» كما يظهر في اللقطة، وقامت بنشرها على «فيسبوك»، مضيفا أن «وجود صورة واحدة فقط يؤكد مخطط ممثلة إسرائيل لإثارة البلبلة حول سالي والإضرار بها».

هذا الموقف الذي تمرّ به سالي جريج حاليا سبق أن تعرضت له أكثر من حاملة للقب نفسه في لبنان. ففي عام 2006 اتهمت ملكة جمال لبنان يومها غابريال أبي راشد بأن صداقة تربطها بملكة جمال إسرائيل، مما دفع بأبناء الجالية اللبنانية إلى القيام بمظاهرة أمام الفندق الذي تنزل فيه احتجاجا على تصرفها هذا، لا سيما أن إسرائيل كانت يومها تدك لبنان بالصواريخ، فنفت الملكة الاتهامات الموجهة إليها بواسطة محاميها الذي أكد أن الأمر مجرد إشاعات لإثارة حفيظة اللبنانيين.

وكانت قبلها (أي في عام 1993) قد قامت الدنيا ولم تقعد على خلفية ما تردد، حول أن ملكة جمال لبنان يومها غادة الترك، قامت بمصافحة عرضية لملكة جمال إسرائيل، مما جعل وزارة السياحة تزوّد أي صاحبة لهذا اللقب، بنص صريح يحذرها من الوقوع بأفخاخ إسرائيل المؤذية، التي تحاول دائما إيقاع المشاركات اللبنانيات فيها ضمن مسابقات عالمية، مثل «ملكة جمال الكون» و«ملكة جمال العالم».