شرب الماء الصحي الكافي له تأثير ايجابي على التهاب المفاصل والربو

TT

أكدت دراسات تعتمد على مفهوم الاستشفاء الذي يعتبر الإنسان عبارة عن آلة مائية وانه من خلال تزويد جسمه بالمكونات الأساسية فقط يمكنه من ان يحقق مستوى رفيعا من الصحة معتبرة إن شرب الماء الصحي الكافي له تأثير ايجابي على مواجهة إمراض الم المفاصل والربو.

وأشارت الدارسات الى انه أصبح مفهوما بان الم التهاب المفاصل ويباسة الأطراف هي نتيجة مبدئية لوجود احتكاك وتورم زائد في مفاصل العظام، والماء هو ما يستخدمه جسم الإنسان في ترطيب هذه المفاصل وعندما يقل مستواه يحدث احتكاك على سطح الغضروف مما ينتج عنه التورم واليباسة والألم، وان تحريك المفاصل يؤدي الى شفط السوائل وهو ما يدفع الماء من مخ العظام إلى تجويف العظام إذا كان هناك ماء متوفر، إن تناول قدر اكبر من الماء مع الحركات الخفيفة المتوازية للمفاصل يمكن ان يخفف بل قد يتغلب في أحيان كثيرة على الم التهاب المفاصل.

وتابعت الدراسات ذاتها ان مرض الربو يصيب أكثر من اثني عشر مليون طفل في أميركا ويؤدي إلى وفاة العديد من الآلاف في كل سنة وهو نتيجة لزيادة إنتاج الهستامين فالجفاف وخسارة الأملاح من الجسم يؤدي الى ارتفاع كبير في إنتاج الهستامين كمركب يعمل على تنظيم عملية التحكم بالمياه داخل الجسم ومن المعروف إن المرضى المصابين بالربو تكون لديهم معدلات عالية من الهستامين في أنسجة الرئتين وهو ما يؤدي الى انقباض وتقلص في الممرات الهوائية داخل القصبات وزيادة في معدل تجمع الإفرازات المخاطية وان دور المياه هو جعل الغشاء رطبا ولكن في كل مرة يقوم الإنسان فيها بعملية الهواء أو الزفير فانه ينفث الرطوبة من داخل الرئتين وفي ظروف الرطوبة العادية يتم تبادل الرطوبة بسرعة غير إن البشر إذا كانوا في حالة جفاف فان الأنسجة داخل الرئتين تبدأ في وضع طبقة باطنية من الإفرازات المخاطية لمنع الجفاف، وقد أظهرت الدراسات إن زيادة معدل شرب المياه من شأنها إن تقلل من مستوى الهستامين وتعمل على استعادة الرطوبة الطبيعية لأنسجة الرئتين خلال فترة من أسبوعين الى ثلاثة أسابيع كما تقلل من معدل تجمع الإفرازات المخاطية وعندما يحدث ذلك فان الممرات الهوائية في القصبات تبدأ بالانفتاح ويعود التنفس الى طبيعته وان نفس التأثيرات المتعلقة بالهستامين تنطبق على حالات الحساسية، وهذا ما يبين مرة أخرى ان هناك فوائد أساسية يمكن إن تنتج عن زيادة الكمية التي يتعاطاها الانسان من المياه.

وشددت الدراسات ان الماء لا يعتبر الشفاء المطلق والكامل من جميع الإمراض إلا انه يجب الاعتراف به على انه القاعدة الأساسية والمكون الرئيسي لكل عملية وقائية داخل جسمنا وان أدراكنا للكيفية التي يعمل فيها جسمنا تعتبر الخطوة الأولى نحو الوصول الى مستوى ارفع من الصحة ومتى وضعنا هذا الفهم في اعتبارنا فان تصرفاتنا تبدأ بالعمل في تناغم وانسجام رائع مع القدرات الطبيعية لأجسأمنا مما يخلق جوا داخليا متكاملا.

وأوضحت تلك الدراسات أن الشخص الذي لا يبذل كثيرا من النشاط يحتاج الى نصف أوقية من الماء لكل رطل من وزن جسمه في اليوم. وهذا يعادل (10) أكواب وزن 8 أوقيات في اليوم الواحد إذا كان الوزن (160) رطلا.. وعلى الإنسان إن يزيد الكمية بما يعادل كوبا واحدا من نفس الوزن بالنسبة لكل 25 رطلا زيادة عن وزن جسمك المثالي إما الشخص ذو النشاط العادي أو الرياضي فانه يحتاج الى ثلثي أوقية لكل رطل من الوزن أو ما يعادل 13 ـ 14كوبا وزن 8 أوقيات في اليوم إن كان وزنك 160رطلا.

وكان عدد من الدراسات بين إن الدماغ البشري يحتوي في تركيبه على أكثر من 75% من الماء، وعندما يكتشف أن هناك نقصا في السوائل فانه يلجأ الى عملية ترشيد المياه من خلال إنتاج ما يعرف بـ (الهستامين) والذي يؤدي الى الشعور بالإعياء والألم... وهذه العملية الطبيعية تعني ان على الإنسان ان يبطئ في عمله وان يقتصد في استهلاك المياه، فالهستامينات يتم إطلاقها كإشارة تحذير بأن هناك شيئا خطأ حدث، وعندما يقوم الإنسان بتعاطي مضادات الهستامين أو الأدوية المسكنة للألم فانه يقوم بإلغاء الإشارة والسماح للمشكلة بالتطور والتقدم، وتخلص الدراسات الى ان تناول كوبين من الماء كل عشرين دقيقة كفيلان بالتغلب على معظم حالات الصداع المعروفة.

وكان في موضوع متصل بأثر شرب المياه الكافي قد أوضح سابقا الدكتور سليمان السليمان استشاري النساء والولادة وأطفال الأنابيب بالخبر لـ «الشرق الأوسط» ان نقص السوائل عند الحوامل يؤثر على الجنين، موضحا انه ينصح باستمرار الحوامل بزيادة تناول الماء خاصة في فترة الوحم التي تفقد فيها مزيدا من السوائل مما يتطلب تعويضه بشكل سريع بشربها مزيدا من الماء النقي.