دراسة: 7% فقط من السعوديين يستخدمون الإنترنت لنشر بحوثهم ودراساتهم العلمية

58% استطاعوا تكوين علاقات مجتمعية و40% يمتلكون صفحات شخصية

تباين في استخدام الإنترنت لمختلف الفئات العمرية بالسعودية
TT

كشفت دراسة تربوية في السعودية أن نسبة 7% فقط من السعوديين، يستخدمون الإنترنت لنشر بحوثهم ودراساتهم العلمية، وأن البديل العربي في مجال التقنية العصرية لم يكن جاذبا وشكل نسبة متدنية، في حين كونت الغالبية صلات مجتمعية من خلال الإنترنت بما نسبته 58%.

وأفادت العينة التي اختيرت لإجراء المسح الميداني بأن 25% من الطلبة السعوديين من رواد مقاهي الإنترنت ويصرفون قرابة 8 دولارات أسبوعيا، وأن 36% يصرفون 13 دولارا، وأن 21% يصرفون من 13 - 16 دولارا، و10% ينفقون أكثر من 26 دولارا، وهي مبالغ قليلة لأول وهلة، ولكنها في الحقيقة مبالغ كبيرة مع تكرار التردد على تلك المقاهي وتنامي زيارتها، خاصة أن المحادثة تستهلك ساعات طويلة، 3 - 6 ساعات تقريبا، أضف أن نسبة 46% من العينة لهم اشتراك في منازلهم، أي لا داعي للذهاب للمقاهي وصرف الأموال الطائلة في ذلك. وأظهرت الاستبانة علما بأن العينة التي لم تشمل الطلاب الضعاف دراسيا أو أصحاب السلوكيات المنحرفة، بل إن ثلثهم حصلوا على تقدير امتياز 30%، ونصفهم ممن أخذوا تقدير جيد جدا 51%، أي إنهم متفوقون دراسيا وجادون في مشوارهم التعليمي.

وأشارت الدراسة إلى أن الخدمة بمثابة استنزاف للأموال في مجالات غير مفيدة، فهي في الحقيقة مضرة بالاقتصاد الوطني ما لم توجه وتكسب البعد اللائق بها شرعا وعقلا بما يتناسب مع ديننا الحنيف ومكتسباتنا الأخلاقية. وأشارت العينة إلى أن 78 طالبا ينفقون مبلغا وقدره 2000 دولار أسبوعيا على الإنترنت على الأقل، في تساؤل عن حجم إنفاق الطلاب في عمومهم؟

وكشفت الدراسة أن نسبة 23% يرون أن الفائدة أقل من الربع، بينما يرى 24% أن الفائدة أقل من النصف، ويرى 31% أن الفائدة أقل من 75%، والذي يرى الفائدة 100% لا يمثلون سوى عشر العينة، وهذا يقودنا إلى أن نصف العينة ترى الفائدة أقل من النصف أي إن العائد على مرتاد تلك المقاهي من ناحية تربوية وعلمية وأخلاقية بل ونفسية لا يمثل سوى النصف، إذن فالنصف الآخر ماذا يمثل؟ ورأت الدراسة أن استخدام الإنترنت في أغراض مفيدة يكاد يكون معدوما لدى هؤلاء الطلاب الذين يمثلون عينة دراسية متفوقة تعليميا. ويرى 44% (قرابة النصف) أنه لا بد من حجب المواقع السيئة للقضاء على سلبية الإنترنت، مما يبعث شعورا يدل على تألمهم مما يحدث في تلك الخدمة ووقوفهم على سلبيتها بأنفسهم، ويرى 36% أنه لا بد من البديل الجذاب لكي تقنع الآخرين بالاستفادة منها، بينما يرى 28% قرابة الثلث أنه لا بد من توعية المستخدمين بأضرار الإنترنت على الدين والأخلاق وانتشار الفساد والرذيلة والجريمة في المجتمع وأن ذلك يخالف الوازع الديني. وذهبت الدراسة نحو أن النسبة الكبرى أن تلك المواقع غير مقنعة 53%، وذلك أن البديل العربي الإسلامي المفيد في الإنترنت ما زال بحاجة إلى قفزات كبيرة في ظل تراخي المؤسسات التعليمية وغفلتها عن هذه الخدمة التي تصل إلى قعر البيوت واستمرار تلك المؤسسات التعليمية على أنماط تعليمية تقليدية ربما لا تتناسب مع هذا الزمان، زمن الحاسب والإنترنت والفضائيات، والأقراص الضوئية.

وقالت الإحصاءات إن المؤسسات الثقافية الأخرى ما زالت تغط في سبات عميق عن هذه الخدمة وإذا تحركت القلة القليلة منها، فإن تحركها لا يعدو الاستفادة من خدمة البريد الإلكتروني وغيره من الخدمات المشابهة، أي إن تأثيرها في تلك الخدمة هو تأثير سلبي وليس إيجابيا، بعكس المؤسسات الأخرى في البلدان المتقدمة، تجد أن المؤسسات المعنية تحرص على أن يكون لها إسهام وموطئ قدم في تلك الخدمة العالمية إيمانا بتأثيرها الجماهيري وقفزها على الموانع والحواجز ودخولها إلى قعر البيوت وتأثيرها على العقول والأفكار. كما كانت الإجابة بأن الغالبية كونت صلات من خلال الإنترنت بما نسبته (58%)، وهذا يجعلنا نتجه إلى أن الغالبية تستخدم هذه الخدمة في عملية المحادثة وربما المناقشة وهي من الخدمات الترفيهية في الإنترنت.

والعينة أفادت بأن 56% من المستخدمين ليست لهم مشاركات في الإنترنت، ويقصد بتلك المشاركات تصميم صفحات شخصية بها مواد مختلفة، أو يعلق على موضوعات نقاش، أو يعرض أبحاثه الشخصية من خلال الإنترنت، وهذا يفصح أن أكثر العينة يغلب على استخدامها للإنترنت التأثر لا التأثير.

ولو دخلنا أكثر في العينة التي تقول إن لها مشاركات شخصية (39%)، نجد أن (40%) لهم صفحات شخصية على الإنترنت، وأن (43%) لهم مشاركات في مجموعات نقاش، وأن الذين لهم أبحاث لا يتعدون (7%). أما طبيعة تلك الصفحات الشخصية فلم تظهرها الاستبانة، وإن كانت صفحات شخصية بحتة لا تحمل أي فوائد تربوية وعلمية أو تجارب حياتية مفيدة، حيث يغلب على تلك الصفحات من خلال الاطلاع على الإنترنت أنها تتحدث عن سيرة صاحبها وتقدم خدمات الربط لمواقع أخرى وصورا شخصية لصاحبها. وأفادت الدراسة بأن طبيعة استخدام البريد الإلكتروني لدى العينة المستخدمة له وهي (61%)، نجد أن نسبة 19% تستخدمه في الأخبار والمعلومات، بينما الكثرة الغالبة 67% تستخدمه لأغراض شخصية بحتة، بينما مجالات العمل لا تتعدى 10% فقط. وكشفت الدراسة أن الاستخدامات الشخصية للبريد الإلكتروني (67%) مصطلح واسع يشمل جوانب شخصية واجتماعية كالتواصل مع الزملاء والأقارب، ويشمل جوانب شخصية خاصة بالمستخدم كمراسلات تقدمها العديد من المواقع عبر البريد الإلكتروني، يغلب على تلك الخدمات جوانب القفز على الممنوع من تزويد المستخدم بالمواقع السيئة والصور المخلة بالآداب وتعليمه تقنيات تجاوز حاجز مدينة الملك عبد العزيز أو الـ(Proxy) وهو ما يكثر بين الشباب.