أميركا: جدل حول جدوى زيارة المعلمين للطلبة في منازلهم

مدارس قابلتها بالرفض.. وأخرى اعتبرتها مغامرة غير محسوبة

TT

اقترح جان كلود، رئيس المدارس العامة الجديد في شيكاغو، مؤخرا، أن يقوم المعلمون بزيارة الطلاب في منازلهم، وكان رد كثير من الناس غير إيجابي، كما فعل معلم الرياضيات الرئيسية جيسون كامراس، حينما قام بزيارة مفاجئة للطلاب في شققهم قرب مدرسة سوزا في جنوب شرقي واشنطن.

ويخشى مدير مدرسة سوزا على سلامة المدرس الشاب في منطقة ترتفع فيها معدلات الجريمة، ومع ذلك وجد كامراس أن الزيارات التي قام بها لا تقدر بثمن، مشيرا إلى أنه يفهم طلابه على نحو أفضل؛ حيث إن والديه أكثر دعما، وكامراس هو واحد من ضمن الكثير من المربين الذين يعتقدون أن الزيارة المفاجئة أمر يستحق المخاطرة في ديستريكت.

المسؤولون يبحثون في إمكانية القيام بزيارات منزلية لطلاب المدرسة الابتدائية، وكان مركز الحلول التعليمية الخيري يطرق أبواب الطلاب المتغيبين باستمرار طوال العام الماضي، وقال المدير التنفيذي للمجموعة والمؤسس المشارك ديفيد إل هيبر: إن الزيارات ستكون أكثر فعالية إذا جاءت قبيل تورط الطلاب في مشاكل. كما صرح قائلا: «إن الزيارات المنزلية للطلاب في حد ذاتها لا تدخل في التحصيل الأكاديمي، ومع ذلك فإن حققت الأهداف المرجوة فإنها قد تزيد من التحصيل الأكاديمي، وقد قوبلت هذه الفكرة بالرفض من قبل عدة مدارس، ويرى المسؤولون، أمثال كامراس، وجود خطر في بعض الأحياء ولا أعتقد أن الموظفين لديهم الوقت أو الطاقة للقيام بمهام بعد المدرسة أو عطلة نهاية الأسبوع».

وصرح هيبر: «المعلمون يعملون بالفعل أكثر من طاقتهم» كما قيل له. وقال: «المسؤولون الاجتماعيون ينظرون فقط لذوي الاجتماعات الخاصة، أو أننا نعمل لوقت قصير كما هو بالواقع». وقال هيبر: إننا نرد إيجابيا بأن كل هذه الأمور صحيحة إذا واصلنا القيام بالأشياء نفسها وبنفس الطريقة والنظر من خلال عدسة واحدة، ويجادل هيبر بأنه إذا كان في المدرسة 10 آلاف طالب وهناك 70 موظفا قويو الإرادة، فإن كل واحد منهم يتولى زيارة 15 منزلا.

وقال إن هذه الزيارات غالبا ما تنتج بحضور أفضل وبمزيد من الاهتمام في الصف، ويوفر هؤلاء المعلمون الكثير من الوقت المهدر، كما أن محاولة الوصول إلى الآباء والأمهات عبر الهاتف والبريد الإلكتروني في كثير من الأحيان غير مجدية، وعن سؤال الطلاب عن سبب تغيبهم عن الحصص فإن الإجابات غير مفيدة. وأشار هيبر إلى أنه قام بزيارة منزل طالبة في الصف العاشر يوم السبت في جنوب شرقي واشنطن واكتشف المشكلة بعد أن تحدث لبضع دقائق مع شقيقتها الأكبر سنا وكانت والدتهما تعاني نوبة قلبية وسكتة دماغية وقد قالت شقيقتها، وهي طالبة في مدرسة التمريض، إنها هي وشقيقتها تتناوبان في كل أسبوع للبقاء معها في المنزل حتى لا تبقى وحدها أبدا، ونحن على حد سواء من ضمن الطلاب الأكثر تغيبا عن المدارس، لكن حتى تحصل على الأفضل قليلا. وقالت إنها لا تستطيع البقاء وحدها، وحينما علم المربون ذلك قالوا إنه يمكن العمل على البدائل، كما أن للزيارات المنزلية تأثيرا ودعما قويا، وقد جاء في مقال على موقع الرابطة الوطنية للتعليم: «إن تقارير معظم المدرسين عن زياراتهم المنزلية لها تأثيرها الدائم على الطفل، وعلى الأم وعلى التواصل بين الوالدين والمربين».

في بعض الأماكن يكون من التقليدي في بعض الروضات أن يقوم المعلمون بزيارة الأطفال قبل يومهم الأول في المدرسة الجديدة، ويسمح ميثاق المنظمات مثل كيه آي بي بي بزيارة الأهل لأي طالب جديد، وهو أمر مطلوب للمعلمين للقيام بالزيارات المنزلية. وبدأ بعض المعلمين بالزيارات المنزلية من أنفسهم، وهم بحاجة لبعض الوسائل للتواصل، ومع من يصعب التواصل معهم من الأطفال، وتعتقد الطبقة المتوسطة من الشعب أنه من الوقاحة أن تظهر في زيارة مفاجئة للمنزل، ويتوقعون ظهور ردود فعل معادية، بدلا من ذلك علموا أنه في ثقافات بعض البلاد للآباء الذين يقومون بزيارتهم أنه شرف للمعلم أن يقوم بالزيارة، كما أنه لا يمكن للزيارات المنزلية أن تتوسع سريعا، ولا يزال هنالك الكثير من المربين بحاجة إلى الاقتناع بأهميتها، ولكن كرئيس للمدارس بشيكاغو أقول للآباء في منازلهم: «طلابنا يذهبون هنالك كل يوم، لماذا لا نستطيع نحن؟».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»