بريطانيا: اختبارات الثانوية العامة تكشف تفوق الفتيات على الفتيان في كل المواد الدراسية

مدير مجلس المؤهلات وصفها بالفجوة المثيرة للقلق

TT

تبدي الفتيات تفوقا واضحا على أقرانهن من الفتيان في شهادة الثانوية العامة بسرعة تثير القلق، ما يفتح الباب أمام فجوة إنجاز قياسية بين الجنسين، بحسب النتائج. فقد تفوقت الفتيات على الأولاد في كل المواد، وتحديدا في مادة العلوم التي زاد فيها عدد التقديرات المرتفعة مقارنة بالعام الماضي.

وكانت 26.5 في المائة من الفتيات قد حصلن تقديرات A+ أو A، مقارنة بـ19.8 في المائة من الأولاد.

وقد شكل ذلك فجوة بين الجنسين وصلت إلى 6.7 في المائة نقطة، وهو ما يعتبر أعلى معدل على الإطلاق. ففي عام 1994 عندما أعلنت النتائج كانت الفجوة 3.6 في المائة، وفي عام 1989 كانت الفجوة بين النسبة المئوية لتقديرات البنات والبنين في الحصول على تقدير A 1.5 في المائة نقطة فقط.

وتشير النتائج إلى أن 73.5 في الفتيات حققوا على الأقل تقدير C مقارنة بـ66 في المائة من الأولاد. وخلال الأسبوع الماضي أظهرت نتائج المستوى A نموذجا معاكسا مع تضييق الأولاد فجوة تقدم الفتيات في A+.

ووصف الدكتور جيم سنكلير، مدير المجلس المشترك للمؤهلات الدراسية، الذي ينشر نتائج شهادة الثانوية العامة، الفجوة المتنامية بين الجنسين بالاتجاه المثير للقلق، فيما فسر آخرون ذلك على أنه نتيجة لوجود ميل أكثر نضجا لدى الفتيات نحو التعليم والامتحانات في سن السادسة عشرة.

ويرى بريان لايتمان، الأمين العام لقادة الجامعات والمدارس أن الأولاد الذين حصلوا على تقديرات A يميلون لأن يكونوا أكثر تركيزا على التقديرات التي يحتاجونها لدخول الجامعة. ربما يكون النضوج الذي تملكه الفتيات في شهادة الثانوية العامة ليس كافيا في الجامعة، لأنهن لا يدركن سببا واضحا للحصول على تقديرات A+.

وتشير البروفسور ماري إيفانز، من معهد الأجناس بكلية لندن للاقتصاد إلى أن هناك صعوبة في استخلاص دلائل من نتائج شهادة الثانوية العامة على وجود تحولات في نمط عدم المساواة بين الأجناس.

بيد أنها أشارت إلى أن البنات ربما يطورن مهارات اللغة بصورة أسرع من الفتيات لأنهن يملن إلى قضاء وقت أقل أمام ألعاب الكومبيوتر، لكنها في الوقت ذاته أوضحت أن الأولاد كانوا ببساطة غير مستعدين للامتحانات التي قد يعتبرونها غير ذات أهمية خاصة على المدى الطويل. ويؤكد البروفسور آلان سميث من مركز أبحاث العمل والتعليم في جامعة باكنغهام، أن الفتيات قد وسعن من هوة تقدمهن على الأولاد بسبب بنية امتحانات شهادة الثانوية العامة.

في الوقت الراهن يمكن للأولاد الحصول على مقرراتهم الدراسية عبر كتيبات صغيرة تعرف بالكراسات التدريبية في غالبية المواد. وتأتي درجات أعمال السنة ضمن الدرجات النهائية. ويقول سميث: «التطبيق الدائم للعمل الدراسي أكثر اتساقا في الفتيات، أما الأولاد فيميلون إلى إظهار نتائج أفضل في امتحانات نهاية المقرر الدراسي».

قد يعني ذلك أن الانقسام بين الجنسين سيكون مختلفا في المستقبل، فابتداء من سبتمبر (أيلول) المقبل ستقوم الحكومة بإلغاء الامتحانات الجزيئية وسيتم تقييم التلاميذ في نهاية كل مقرر دراسي.

كما أظهرت نتائج الثانوية العامة زيادة كبيرة في عدد الفتيات اللاتي يدرسن - ويحققن درجات مرتفعة أيضا - الأحياء والكيمياء والفيزياء. وأشارت الجمعية الملكية التي ترعى دراسة العلوم إلى أن النساء لم يكن يحظين بتمثيل واسع في المهن العلمية ووصفوا هذا الاتجاه بأنه مشجع للغاية.

بيد أن الأولاد تفوقوا على الفتيات في مجال الرياضيات بفارق ضئيل للعام الثالث على التوالي. في أعقاب قرار بالتخلي عن درجات أعمال المقرر في المادة. وكانت نسبة الأولاد الذين حصلوا على تقدير C على الأقل في المادة قد ارتفعت من 58.6 إلى 58.9 في المائة العام الماضي. وكانت نسبة الفتيات اللاتي حققن تقدير C قد زادت من 58.3 إلى 58.6 في المائة.

وفي مادة اللغة الإنجليزية أحرزت الفتيات تقدما ملحوظا، حيث حصل 72.5 في المائة من الحصول على الأقل على تقدير C مقارنة بـ58.7 في المائة من الأولاد، فيما تمكن الأولاد من التفوق عليهم بفارق هامشي في الفيزياء والاقتصاد.

في الوقت ذاته حققت الأكاديميات - المدارس المستقلة عن سيطرة الحكومة المحلية - نسبة أعلى من الدرجات المرتفعة عن الإحصاءات الشاملة التي أصدرتها «جيه سي كيو» بناء على نصف درجات الأكاديميات.

وكانت ربع مدخلات الأكاديميات قد حصلت على تقديرات A أو A+ مقارنه بكل المدخلات من العدد الإجمالي. وعبر نيك غيب، وزير المدارس في وزارة التعليم البريطانية عن أمله في أن تؤدي هذه النتائج إلى تشجيع مزيد من المدارس إلى التحول إلى أكاديميات. وأن ثلث المدارس الثانوية سيصبح أكاديميات. بيد أن ستيفن غورارد، أستاذ التعليم في جامعة بيرمنغهام أشار إلى أنه لا يوجد دليل يظهر أن الأكاديميات تساعد على تحسين النتائج. وقال: «في بعض الحالات كان زخم التحسن بطيئا بعد تحولها إلى أكاديمية». وقال جيمس فيرنويت من كلية لندن للاقتصاد إن الكثير من المدارس قدمت أداء طيبا قبل التحول إلى أكاديميات.

* خدمة الـ«غارديان» خاص بـ«الشرق الأوسط»