السعودية: «التربية والتعليم» تسعى لتعميم تجربة «أرامكو» لتنمية مهارات الرياضيات

الرياض تقص الشريط بـ100 مدرسة ودعوات نحو التتابع والتكامل

تحركات نحو الاستفادة من تجربة «أرامكو» في تفعيل مادة الرياضيات
TT

كشف مسؤول تعليمي بارز في التربية والتعليم السعودية أنه يجري تعميم الاستفادة من تجربة «أرامكو» السعودية بشأن تفعيل مبادرتها في 100 مدرسة، بغية تنمية مهارات الرياضيات لدى الطلبة والطالبات.

وأكد الدكتور إبراهيم بن عبد الله المسند، مدير التربية والتعليم بمنطقة الرياض لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارته ناقشت مؤخرا مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بناء البرامج الوزارية الخاصة بالجودة والتطوير بحيث تراعى معايير التتابع والتكامل والاستمرارية، وكذلك إعداد آلية فاعلة للتقييم النوعي لبرامج إدارات التربية والتعليم ومعتمدة من قبل الوزارة.

وطالب مدير عام تعليم الرياض بوجود لجنة مركزية لقياس أثر البرامج في الميدان ومدى تحقيقها لأهداف الخطة الاستراتيجية، وإعداد آليات للحوافز (رائدة النشاط - مشرفة برنامج - طالبة - العاملات في مراكز النشاط الصيفية)، وتوفير الوسائل التعليمية المناسبة في المدارس، وتوفير ميزانية مخصصة للبرامج.

وأضاف المسند بالقول: «أكدنا أهمية التركيز على التطوير الإداري وتبسيط الإجراءات الإدارية باستخدام التقنية وإعداد الأدلة الموضحة، وكذلك دعم الإدارات والمكاتب والمدارس في تعميم البرامج الإلكترونية التي تخدم عملها، وتشجيع البحوث والنشاطات التي تسهم في تطوير الأداء».

وأوضح أن إدارته قد حققت إنجازات عده خلال الفترة الماضية، منها تطبيق برنامج الاختبارات الدولية للرياضيات والعلوم، وكشف المسند أن إدارة تعليم الرياض الآن بصدد تفعيل مبادرة «أرامكو» في 100 مدرسة، التي تهدف إلى تنمية مهارات الرياضيات لدى الطلبة والطالبات.

وحول أبرز المشاريع التي تعكف عليها الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض قال المسند: «تعكف إدارة تعليم الرياض حاليا على تفعيل مشاريع حالية ومستقبلية من شأنها المساهمة بشكل فعّال في تطوير العملية التعليمية، ومنها تطبيق مشروع تطوير العلوم والرياضيات في مدارس الرياض، وتطبيق مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، والمشروع الشامل لتطوير المناهج، وكذلك إقرار نظام المقررات في المرحلة الثانوية، ومشروع فصول ذوات التميز في المرحلة الابتدائية لمدارس تحفيظ القرآن الكريم».

وأكد المسند أن إدارته قد تعاونت مع الجامعات السعودية، ومنها مركز التميز البحثي بجامعة الملك سعود لتطبيق البحوث التربوية في مدارس التعليم العام في مشروع تطوير اللغة الإنجليزية (ELDB).

وعلى مستوى الإدارات التعليمية، قال المسند: «تحرص الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض على تنفيذ مجموعة من المشاريع التي من شأنها تطوير بيئة العمل، ومنها إعادة هندسة العمليات الإدارية (الهندرة) بالإدارات التابعة للشؤون التعليمية، بدءا بإدارة التعليم الأهلي والأجنبي وإدارة التربية الخاصة، ليشمل في المستقبل جميع الإدارات، ومعالجة أوضاع المدارس الأولى بالرعاية في الأحياء المحتاجة، وتطبيق مشروع الإدارة الذاتية في بعض المدارس، ويسبقه برنامج تهيئة المدارس إداريا وفنيا وتقنيا وبيئيا، حيث تُهيأ تلك المدارس لتنفيذ المشاريع الوزارية وغير الوزارية.

وحول البرامج التطويرية بالإدارة قال المسند: «تنفذ إدارة تعليم الرياض مجموعة من البرامج التي تخدم العملية التعليمية والتربوية، والتي أقرتها وزارة التربية والتعليم وتخدم المشاريع الوزارية، منها تأهيل مشرفات ومعلمات العلوم والرياضيات والمشروع الشامل، وتهيئة البيئة المناسبة للتدريس من تجهيزات ومختبرات وغرف مصادر تعلم، ونقد المقررات الحديثة في العلوم والرياضيات حتى تلائم مجتمعنا وواقعنا لنرتقي بالتعليم في وطننا».

وأضاف: «من البرامج التطبيقية أيضا تطبيق التقنية الحديثة في العملية التعليمية، مثل برنامج (نور) وبرنامج (حركة نقل المعلمات), وتكثيف التدريب للعاملين في قطاع التربية والتعليم من خلال دورات تدريبية لمنسوبي إدارة التعليم بالرياض».

وحول المعوقات التي تواجه تعليم الرياض، قال المسند: «بطبيعة الحال لا يوجد عمل بلا معوقات، بل عند النظر إليها بصورة إيجابية تكون هذه المعوقات حافزا لبذل المزيد من العطاء، ودافعا للتفكير الإبداعي لتجاوزها».

وأضاف المسند: «مقاومة التغيير للأفضل من خلال التدريب وتحسين الأداء والإنتاج ومواجهة تسرب المعلمين والمعلمات من المدارس الأهلية أثناء الفصل الدراسي، نتيجة حصولهم على وظائف أخرى».

وقال المسند: «تحركنا بشكل فاعل نحو وأد ثقافة الغياب قبل وبعد الإجازات من قبل بعض الطلاب والطالبات، فضلا عن غياب أو تأخر بعض المعلمين والمعلمات، وصولا إلى تأخر تنفيذ بعض المشاريع المدرسية».

واختتم بالقول: «نسعى نحو مواجهة التسارع الكبير في النمو وزيادة أعداد الطلاب والطالبات جميعها وغيرها يتم معالجتها من خلال التعاون الوثيق بين الإدارة وجهاز الوزارة من جهة، والإدارة والأسرة من جهة أخرى في صور مختلفة، تتضمن جملة من ورش العمل والندوات واللقاءات والنشرات واستثمار ما يُطرَح من أفكار في وسائل الإعلام المختلفة ومناقشتها في اجتماعات المسؤولين في الإدارة».

من جانبه، أكد ماجد بن محمد المالكي، المتخصص في الرياضيات، لـ«الشرق الأوسط»، أن تطبيق برامج مساندة لتعليم الطلاب فنون الرياضيات أمر مهم جدا، نظرا لضعفهم في المادة.

وأرجع المالكي السبب في ذلك إلى عدم وجود متخصصين بشكل كبير في المراحل الابتدائية، مشيرا إلى أن المادة يتم تدريسها من قبل معلمين غير مختصين, والمعلم غير المختص لا يتحمل أي مسؤولية في ذلك لأن إدارة المدرسة هي التي تتكفل بذلك.

وأكد المالكي أن نسبة الضعف بشكل عام في مادة الرياضيات تتراوح ما بين 60 في المائة إلى 65 في المائة, والطالب يتخرج في المرحلة الابتدائية وهو لا يعرف معنى الكسور، أو العدد العشري، أو يجمع أو يضرب الأعداد العشرية.

وحول معلمي المرحلة الابتدائية، قال: «لا بد من متابعة الأمر، وبقدر المستطاع تمكين المتخصص من تدريس هذه المادة للطلاب, وأكد المالكي على ضرورة تحصين المعلمين بالدورات التدريبية، التي من شأنها تطوير أداء المعلمين لتقديم دروس شيقة وعلمية».

وحول المناهج الحديثة، قال المالكي: «متميزة جدا وتحتاج إلى الكثير من الإعداد من قبل معلمي الرياضيات»، مشيرا إلى أنها ممتعة حيث اختلفت عن السابقة في طريقة العرض والتقديم، ولا بد من أن تدرس بشكل كامل حتى يجني الطلاب فوائدها.