أنهى 200 تربوي وتربوية مشاركين في ورش تحليل وتحكيم المحتوى المنعقدة الأسبوع المنصرم بمحافظة الطائف رفع ما يزيد على 4 آلاف سؤال ببنك الاختبارات على البوابة الوطنية للتقويم، والذي تعمل وزارة التربية والتعليم على إنجازه، فيما تمكنت اللجان العاملة بالمشروع من رفع ما نسبته 42 في المائة من مواد البنين وكذلك 43 في المائة من جداول المواصفات، إضافة إلى رفع 16 في المائة من المواد على بنك الاختبارات.
وشهدت ورش العمل للقاء تحليل وتحكيم المحتوى في خمسة أيام كثيرا من النقاشات والحوارات بين مشرفي ومشرفات المواد الدراسية والمقررات الجديدة في المرحلة الثانوية للبنين والمرحلة المتوسطة للبنات.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» محمد السبيعي مدير برنامج تحليل محتوى المواد الدراسية ومساعد مدير عام التقويم في وزارة التربية والتعليم، أنه يجري حاليا تنفيذ مشروع بنك الأسئلة ويشتمل على 60 ألف فقرة اختبارية لـ295 مادة دراسية.
وأوضح السبيعي خلال فعاليات لقاء ورشة عمل على مستوى إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات بالطائف، أن من أبرز أهداف هذه الورشة بناء أسئلة ونماذج اختبارات إرشادية وتحصيلية مناسبة يستفاد منها في بنك الأسئلة، وبالتالي الخروج بعمل مقنن ومتميز يرفع مباشرة على البوابة الوطنية للتقويم ليستفيد منه الزملاء في الميدان التربوي على مستوى الإدارات التعليمية في المملكة، مبينا أن التعديل في لائحة التقويم المستمر لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، من خلال إضافة التقدير اللفظي لدرجات إتقان المهارات (1 - 4)، لتكون آلية التقويم المستمر مراعية للفروق الفردية بين الطلاب والطالبات كمتفوق ومتفوق جدا، وما إلى ذلك وبانتظار إقرارها، مضيفا: لا يوجد شيء في الوزارة ينص على ضرورة تطبيق التقويم المستمر في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولكننا سننشر ثقافة التقويم المستمر في المرحلتين المتوسطة والثانوية وليس كنظام، ويجب أن يكون التقويم جزءا من التعليم، مؤكدا وجود إحصائيات من الميدان التربوي تؤكد نجاح التقويم المستمر، مشيرا إلى إجراء تعديل في لائحة المهارات، مؤكدا عدم وجود نية لإيقاف التقويم المستمر.
من جانبه، كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عثمان الزامل مدير عام التقويم في وزارة التربية والتعليم، عن إنهاء تطوير لائحة تقويم الطالب وتشمل عمليات التقويم من الصف الأول الابتدائي إلى الثالث الثانوي، بما فيها آليات التقويم المستمر.
وأكد أن هذه اللائحة تحت الاعتماد، وهي تتطور كل 4 سنوات، وقامت لجنة عليا بمشاركة مختصين في الوزارة وخارجها من الجامعات بتطويرها على مدى ثمانية أشهر.
وأشار إلى وجود خطة لتطوير أساليب التقويم بشكل مستمر والاستفادة مما جرى التوصل إليه من أحدث التجارب في الميدان التربوي.
وعن التوسع في تطبيق التقويم المستمر لمرحلتي المتوسطة والثانوية قال «التقويم المستمر إلى نهاية المرحلة الابتدائية كما هو حاصل الآن فقط».
وقال الزامل «إن تلك اللقاءات لا تعقد لوجود خلل، لكنها عمل تطويري لخدمة تحديث المناهج»، مشيرا إلى أن الأخطاء في المناهج لا تتجاوز سقوط كلمات نتيجة خلل طباعي، والعمل البشري لا يخلو من الخطأ. وكشف الزامل عن سعي الإدارة العامة للتقويم التربوي لإنجاز مشروع جديد عبارة عن «بنك الأسئلة» في القريب العاجل، مشيرا إلى أن هذه الورش تصب في بنك الأسئلة.
وبين أن هذه الورشة وغيرها من الورش تأتي في إطار اهتمام وزير التربية والتعليم بتطوير العمل التربوي، لافتا إلى أنه عقدت 14 ورشة منذ العام الماضي في مختلف المناطق بهدف نشر ثقافة القياس والتقويم، وتوحيد إجراءات تقويم تحصيل الطالب دراسيا على مستوى المناطق بوجود معايير ومحكات ثابتة، والحد من تفاوت عمليات تقويم الطالب من منطقة إلى أخرى.
وأضاف «إن تطوير المناهج والمشروع الشامل ونظام المقررات دعت لإعادة تحليل المحتوى، وصياغة الأهداف وبناء اختبارات للمناهج الجديدة، وفي كل عام يطرأ تطوير جديد وتظهر الحاجة إلى ورش عمل جديدة».
وكانت ورش العمل التي استضافتها إدارة التربية والتعليم بالطائف واستمرت لخمسة أيام، وشملت تحكيم تحليل محتوى المواد الدراسية حسب التخصصات للمواد الجديدة للصفين الثاني متوسط والثانوي حسب المتفق عليه، إلى جانب إضافة حقل عدد الحصص وتعبئته بالقيمة المناسبة حسب الحاجة في كل موضوع.
من جهة أخرى أصدرت إدارة تعليم الطائف ممثلة في برنامج تطوير مهارات تقويم التحصيل الدراسي وبالتزامن مع اللقاء كتابا تحت عنوان «الأسئلة المقالية والموضوعية ضوابطها وقواعد بنائها» أعدته وجمعته المشرفة التربوية ببرنامج تطوير مهارات تقويم التحصيل ذهبة الحارثي، وتم توزيعه على المشاركين في اللقاء، وبينت الحارثي أن الكتاب تمت مراجعته علميا من قبل فاطمة حمدي مديرة برنامج تطوير مهارات التقويم والتحصيل الدراسي بالطائف، وراجعه فنيا وأشرف عليه عبد الله الزهراني مدير إدارة الإعلام التربوي بتعليم الطائف.