السعودية: «حرية التعليم» تهيمن على نقاشات الجامعات الدولية

توقيع عدد من عقود الخدمات الأكاديمية بين جهات سعودية وعالمية

جانب من افتتاح المعرض الدولي للتعليم العالي في الرياض (واس)
TT

دشنت السعودية مرحلة جديدة من التواصل الفاعل بين جامعاتها وبين الجامعات العالمية، عبر توحيد جهود مؤسسات التعليم العالي السعودي في الاستفادة من التجارب الدولية من خلال عقد برامج توأمة وشراكة حقيقية مع الجامعات المتميزة عالميا لمواصلة تطوير التعليم العالي في البلاد.

هذا ما أثبته الحضور المكثف لزوار المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي 2012 الذي أسدل ستاره أمس في العاصمة الرياض، والذين حرصوا على الالتقاء المباشر مع ممثلي أكبر الجامعات والمعاهد العلمية والكليات في مختلف قارات العالم والتعرف عن قرب على إجراءات وشروط القبول والانضمام لإكمال مختلف درجات التعليم العليا.

واعتبر المشاركون أن المعرض يشكل فرصة ذهبية للطلاب الراغبين في إكمال دراستهم والتعرف على البرامج الأكاديمية التي توفرها هذه الجامعات، بالإضافة إلى التعرف على إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول للدراسة في الدول التي يرغب الطالب بمواصلة الدراسة فيها.

ويرى أكاديميون ومختصون في السعودية، أن الاتفاقيات والشراكات بين جامعات محلية مع نظيراتها العالمية كانت أحد أهم مؤشرات نجاح المعرض في تفعيل التجارب العلمية المشتركة وتبادل الكوادر والخبرات، الأمر الذي يعكس صورة تواكب نهضة البلاد الحالية في مجال التعليم العالي.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سالم المالك، المشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي والمشرف على المؤتمر والجامعات المستضافة، إن المتحدثين تطرقوا إلى مجموعة من المواضيع المهمة والخاصة بمسألة طرائق التحديث والتعليم والتدريس.

وأشار إلى أن الجلسات المصاحبة للمؤتمر قد تطرقت إلى نظام حرية التعليم في البرامج الدراسية في الجامعات العربية كبرامج ونماذج للتحول المعرفي في التعليم العالي والمشاكل والحلول التي تواجهها الجامعات وأعضاء هيئة التدريس.

أما الجديد في النسخة الثالثة للمعرض، وبحسب مدير المعرض الدولي الدكتور يوسف الجهيني، فيتميز بمشاركة أكثر من 420 جامعة ومؤسسة تعليمية وأكاديمية منها 80 جامعة عالمية ضمن المائة الأولى في تصنيف شنغهاي وهو العدد الأكبر لمشاركة هذه الجامعات، حيث كان عددها في النسخة الماضية إلى قرابة الستين جامعة.

وأضاف الجهيني «يتضمن هذا المعرض مشاركة الجامعة الإلكترونية السعودية في أول ظهور رسمي لها، بالإضافة إلى ورش عمل مميزة تخدم الطالب والطالبة وعضو هيئة التدريس في الجامعة وتسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة في السعودية»، مشيرا إلى أن هناك «أفكارا مطروحة لجعل المعرض ينتقل بين مدن المملكة الكبرى مثل جدة والدمام، كما أن هناك أفكارا تطويرية لإضافة بعض المجالات المهمة للتعليم العالي ضمن المعرض الدولي واستضافة أبرز الجهات العالمية في تلك المجالات».

وشهد المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي توقيع عدد من عقود الخدمات بين الجامعات السعودية والجامعات العالمية، للتعاون في المجال الأكاديمي من خلال تبادل المعلومات الأكاديمية واستقدام أعضاء من هيئة التدريس. في الوقت الذي وقعت فيه جامعة الإمام 8 عقود خدمات مع جامعتي بنسلفانيا وجورج واشنطن الأميركيتين وجامعة هلسنكي الفنلندية ولفال الكندية ودل سالنتو الإيطالية ونايناج السنغافورية ومعهد فراونهوفر الألماني وكلية هولوي بجامعة لندن.

وقد وقعت جامعة شقراء عقد خدمات مع جامعة موناش الأسترالية لتدريب ما يقرب من 300 من أعضاء هيئة التدريس ومنسوبي الجامعة في مجال اللغة الإنجليزية، وبعض المهارات الأكاديمية، بهدف رفع كفاءة منسوبي الجامعة، وتوقيع جامعة حائل عقد خدمات مع جامعة نوتنجهام البريطانية للتعاون في مجال نقل تقنية علم الأنسجة بهدف رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس، ووقعت جامعة الملك فيصل عقد خدمات مع جامعة كولومبيا البريطانية في كندا للتعاون في مجال الخدمات البحثية حول الخلايا الشمسية المرنة.

كما وقعت جامعة الأميرة نورة 3 عقود خدمات مع جامعة روان الفرنسية وموناش الأسترالية وجنوب الدنمارك، بينما توقع جامعة الأمير سلمان بن عبد العزيز عقد خدمات مع جامعة كيبيك شيكونيمي الكندية.

يشار إلى أن الجامعات الأجنبية تأتي هذا العام من 39 دولة بزيادة 5 دول عن النسخة الثانية من المعرض، كما توجد 82 جامعة مصنفة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم، بينما تشارك المملكة من خلال الجامعات الحكومية، والكليات الأهلية والمؤسسات التعليمية الأخرى.